والد أحمد دومة: نناشد كل من بيده القرار العفو عنه.. وأقول للرئيس 9 سنوات قضاها في السجن هي عقوبة رادعة | حوار
والد أحمد دومة في حوار خاص لـ القاهرة 24:
قبل القبض على أحمد بأيام قررنا أن يترك العمل السياسي ويتفرغ لحياته الشخصية
قدمنا طلبات للجنة العفو الرئاسي وحصلنا على وعود بالإفراج عن أحمد
أحمد قضى 60% من حياته داخل السجون..ويعاني من مضاعفات صحية بالغة
قناعات أحمد تغيرت أثناء وجوده بالسجن
يا جرح يتجدّد
كل ما ييجي يطيب
وآمال بتتبدد
مني وحاضنة غريب
يدقق سعد دومة، بأعين من تجاوز العام السابع والستين من العمر، في تلك الأبيات من ديوان ابنه الأكبر أحمد، ليتذكره وهو بين جدران السجن، والذي يقضي العام العاشر من الأعوام الخمسة عشر التي عوقب بها، لا يحمل في قلبه سوى همًا واحدًا أن يراها وقد ودع الجدران الأربع، واستقر في منزله بين أخوته إيمان التي تكبره بأعوام، وإسماعيل، ومحمد الذي اشترك مع شقيقه أحمد في دراسة الحقوق والتي لم يعمل بها أيًا منهم.
في الثالث من ديسمبر الماضي، بدأ أحمد دومة في العام العاشر داخل السجن، بعدما قضت عليه المحكمة بالسجن المشدد 15 سنة وإلزامه بدفع 6 ملايين جنيه في إعادة محاكمته بالقضية المعروفة إعلاميا بـ أحداث مجلس الوزراء.
لم تترك السنوات العشر التي قضاها أحمد في السجون، أثر عليه وحده من أزمات صحية ونفسية يعاني منها وحيدًا في محبسه، ولكن طالت أسرته حيث تعاني والدته من أمراض مزمنة منعتها أن تزوره لسنوات، بالإضافة إلى والده الذي لم يترك بابًا إلا ولجأ إليه لينال الحرية لنجله الأكبر، إلى أخوته.
التقينا مع والد أحمد دومة، الذي ظهر عليه آثار أزمة صحية ألمت به مؤخرًا، وعلى وجه ارتسمت ملامح حزن بعيد في سنواته الأخير، التي قضى أغلبها من البحيرة إلى السجن، إلى القاهرة باحثًا عن من يقدم له سبيلًا لإنقاذ نجله الذي قضى سنوات الريحان من عمره داخل السجون.
إلى نص الحوار:
حدثنا عن الجانب الآخر في حياة ابنك أحمد دومة وليس الناشط السياسي؟
أحمد مواليد شهر سبتمبر مواليد 1988 أتم 33 سنة قضى منهم داخل السجون 12 سنة لو حسبنا المدة التي قضاها في السجن من حياته الواعية هي أكثر من 60%.. أحمد كان طالبا متميزا في الثانوية العامة وبعدها بدأ في النشاط السياسي وكذلك الاهتمام بالنشاط الحقوقي، وهو ما كان له تأثير على دراسته إلى جانب منعه من الامتحانات في بعض السنوات وبعد 4 سنوات التحق بالتعليم المفتوح كلية الحقوق، وحصل على ليسانس حقوق، وكنا نتمنى أن يكمل في المسار التعليمي ولم يوفق في أن يلتحق بالماجستير.
هل تزور أحمد دومة بشكل منتظم؟.. وماهي حالته الصحية والنفسية في الوقت الحالي؟
الفترة التي قضاها أحمد بالسجن أدت إلى مضاعفات صحية بالغة حتى أن بعض الأطباء أكدوا على ضرورة تغيير المفاصل في أقدامه بمفاصل صناعية، والبعض الآخر فضل استمراره على العلاج، وكذلك يعاني من الأعصاب والمعدة، مجموعة أمراض متكالبة عليه في الحقيقة.
هل ترك غياب أحمد أثر على الأسرة؟
غيابه أثر بشكل بالغ على حالة والدته الصحية، للدرجة أنها تعالج في الوقت الحالي لدى 6 أو سبعة أطباء، وأجرت 3 عمليات في القلب وعمليات في العين بسبب الوضع النفسي وتأثير فقدانها لأحمد، وأيضًا أصيبت بأمراض الضغط والسكر، حالتها صعبة جدًا ولا تستطيع زيارته إلا مرة كل عام ونصف، وأنا 67 سنة كنت مدير عام في التربية والتعليم وبدأت أتاثر بالحالة الصحية بشكل كبير وكذلك حالتي نفسية وأيضًا الحالة الاجتماعية الأسرة في ظروف صعبة للغاية بسبب غياب أحمد.
أحمد ابني الأكبر هو اللي بيعمل كل حاجة ويؤدي الواجب في القرية وغيابه أثر عليا جدًا ويدوب بدأ يشد حيلة غاب.
كما ذكرت أحمد قضى 60% من عمره في السجن.. هل نصحته بترك العمل السياسي؟
قبل القبض على أحمد في المرة الأخيرة بعت قطعة أرض من أملاكي ودفعت لأحمد عربون شقة واتفقنا واتخذنا قرار بالابتعاد عن السياسة والاهتمام بالحياة الشخصية.. كان يسكن في شقة بدار السلام منطقة شعبية جدًا الشقة كانت 30 متر وتم القبض عليه هناك.
هل تقدمت بطلبات للجنة العفو الرئاسي من أجل الإفراج عنه؟
قدمنا طلبات للجنة العفو الرئاسي وكنا نتلقى ردود إيجابية ومطمئنة ولكن إلى الآن مازالنا منتظرين.
وتواصلنا مع لجنة العفو كثيرا، وذهبت إليهم مرة ومتواصل معهم بالتليفون، ومحمد ابني يتواصل معهم من خلال النت، وأكثر من نتواصل معه طارق العوضي وكمال أبو عيطة، وقبل ذلك كانت الوزيرة السابقة مشيرة خطاب والدكتور أسامة الغزالي، حينما كانا في لجنة العفو، وبالأحرى تواصلنا مع 3 أجيال للجنة العفو، واللجنة وعدت ببذل الجهد لكي يخرج قريبا، ووصلنا كلام من مسئولين عن خروجه قريبا.
لو وجهت كلمة للرئيس باعتباره صاحب الحق الدستوري في العفو عنه.. ماذا تقول؟
أحمد أيًا كان خطأه كفاية 9 سنين سجن وهذه عقوبة رادعة لأي فعل..إذا كان الإنسان أخطأ فعشر سنوات من السجن كفيلة.. وكفاية ياريت ينال شوية من عمره الباقي وصحته اللي راحت بنطالب بحريته بعد الفترة الطويلة دي.
وأناشد كل من بيده القرار العفو عن أحمد، لأن كفاية المدة الطويلة التى قضاها خلال الفترة الماضية.
ماهي تفاصيل الحالة النفسية لأحمد دومة في الوقت الحالي؟
الحالة النفسية لأحمد سيئة، لكن وجود شخص معه خفف من ذلك بعض الشيء، فتحول الوضع السيئ إلى الأفضل، ولكن مع طول الفترة وصعوبة المكان الجديد، وتريضه للأسف طوال الـ 10 سنوات انفرادي، يعني أن الزيارة انفرادي والسجن انفرادي والتريض انفرادي، فإذا أخذ ساعة لممارسة الرياضة أو فسحة يجد نفسه وحيدا، لأن الجميع يسمح لهم بذلك قبل خروجه، فهو يعيش وحيدا لفترة قاربت على 10 سنوات، حتى الرياضة “بيعملها مع حيطان السجن”، تخيل نفسيا لما الواحد بيقعد في بيته يوم أو اثنين يتعب، فما بالك لما تقعد 9 إلى 10 سنوات في مكان غريب.
ماهي الانطباعات التي تأخذها عن أحمد في الزيارات؟
أحمد حين يكون أمامي يتظاهر أنه كويس، لكن الطبيعي أن شخص في مثل هذه الظروف سيكون وضعه النفسي صعب، أما الحمام فهو “قعدة بلدي”، وحالته الصحية تتطلب تغيير مفاصل رجليه “الركب والفخذ”، وقدرته على الجلوس على قعدة بلدي شبه مستحيلة، فالوضع الصحي له مع الوضع القائم بالسجن التعايش فيه صعب، ولدينا أمل في الخروج، ونحن لدينا أمل في المسئولين ولجنة العفو بأن يخرج.
هل حدث تغيير لدى أحمد في القناعات التي كان قد تبناها؟
أحمد له قناعاته، ونادر جدا التأثير عليه، ولكن حدث فيها تغيير خلال الفترة الماضية أثناء وجوده بالسجن، أحيانا كنا نجلس معه ساعة أثناء زيارتنا له بالسجن، وهذا كان يعطينا فرصة لنقاش جزئي، وكنا نجلس في زيارة خاصة بمكتب، والزيارة المفتوحة كانت زيارة انفرادية لأحمد فقط ومع المسئولين.
القناعات التي تغيرت لدى أحمد، كانت مثل أن المطالبة بالحرية تكون عبر الطرق القانونية كالبرلمان، وأي حاجة أخرى من خلال الإعلام فهو غير مقتنع بها حاليا.
ماذا لو خرج أحمد دومة من السجن الآن ماذا سيفعل؟
أحمد سيتجه إلى حياته الخاصة مع الشعر والأدب، وهو له عدد من الكتب المطبوعة وأخرى جار الانتهاء منها، ونظرا لما حدث له لن يكمل في السياسة، لأن بعدما راجع نفسه، قرر التركيز على الشعر والأدب والحياة.