وداعًا كمال المرسي.. وطلب عاجل من محافظ سوهاج
في انتخابات البرلمان الماضية، حدثني أقاربه عن شهامته، وجدعنته وكرمه.. عن أخلاقه وسيرته.. عن صدق نواياه ومسعاه لخدمة أهل دائرته.. أخبروني أن في عروقه تجري فضيلة خدمة الناس.. وفي كرات دمه حمية على الأهل والأقارب خاصة الفقراء منهم.. أحببته من حديثهم وتمنيت لو ينجح في الانتخابات من أعماله وفضائله.. خسر الانتخابات لكنه فاز بقلوب المحبين والمخلصين واحتفظ بشعبيته الجارفة وزادت فضائله وخدماته للجميع من يقصدونه ومن يعرفهم.
"الحاج كمال المرسي"، تعرفت عليه عن قرب من خلالهم.. زادت محبتي له عند كل موقف يتعرض له أهل بلدته أو أقاربه.. وجدته يسارع بهمة لمساعدتهم.. فكانت لحظات استشهاده وما قبلها تأكيدًا وتوثيقا ودليلا دامغًا وحصادا طيبا لـ فضائله وحبه للخير.
يدا بيد.. وطيلة لحظات محاولات استخراج جثمان شخصين انهارت عليهم حفرة للتنقيب عن الآثار داخل منزلهم في جهينة.. وثالثهم دجال من المنيا استحضروه للوصول إلى نفق طريق الكنز المزعوم.
كان الحاج كمال يهرول بحفاراته ومعداته.. يجري بلهفة المستغيث مستعينا بأقاربه.. عن قرب مع سائقي الحفارات والمعدات ورجال الأمن والإنقاذ والعمال يحاول بكل الطرق استخراج الجثامين.
"هنحفر هنا.. لأ لأ تعالوا من هنا.. أيد ظهرت اهي الجثة بدأت تطلع.. الحفرة كبيرة 10 ونص متر هات لي باقي الحفارات.. لازم نطلع الجثتين عشان ندفنهم.. ارجع لورا ياحج كمال".. عبارات وكلمات وتحذيرات دارت بين الحاج كمال وباقي المشاركين في عملية الحفر.. لم يتركهم لحظة ولم يبرح موقع الحفر ثانية حتى نفذ قدر الله وقضائه وحانت لحظة الرحيل.. انهار المنزل فوق رأس الحج كمال وسائق الحفار وشخص ثالث.
لحظات صعبة.. ثواني عصيبة.. دقائق ثقيلة مرت على كل من في موقع الحفر.. سواء رجال شرطة أو أهالي.. حتى استخرجوا جثمان الحاج كمال.. رحل الرجل الطيب وهو يفعل الخير.. غادر متقدما الجميع.. مات لكن ظلت محبته.. وبقيت سيرته تعطر أمكنته وتشرّف أبنائه وأقاربه.
حدثني صديق لي وأحد أقاربه فور وقوع الحادث لتسريع تصريح دفن الجثمان والإجراءات من النيابة العامة وفور تحدثي مع أحد المسؤولين أخبرني بأن التصاريح خرجت وأن الجميع مهتم، بل وأثنى لي كثيرون أيضا ممن حدثتهم في سيرته وسمعته وشهامته، وهم ليسوا من سوهاج لكنهم يعملون بها.
فعل الحاج كمال ما عليه.. ساهم بمعداته وعماله وأقاربه بل بحياته.. وبقي ما عليكم لتفعلوه.. كرموه فهو يستحق.. ندائي وطلبي من السيد الوزير محافظ سوهاج وهو رجل يحب الخير ولا يتأخر عنه أبدا.. لتكريم يليق بالحاج كمال لمساعدته الأجهزة التنفيذية ورجال الشرطة في محاولة استخراج الضحايا.. هو رحل ومشاهد الآلاف وهم يشيعون جثمانه كان أكبر تكريم له لكن تكريمه الرسمي سيشجع من يساعدون ومن يحاولون ومن يسعون في الخير.