خطيب الجامع الأزهر: الأمانة أوسع من متاع الدنيا.. فالدين كله أمانة
ألقى خطبة الجمعة اليوم، من الجامع الأزهر، الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، والتي تناول فيها موضوع الأمانة.
خطيب الجامع الأزهر: الأمانة أوسع من متاع الدنيا.. فالدين كله أمانة
وقال خطيب الجامع الأزهر: لقد أجرى الله سبحانه وتعالى على لسان حبيبه المصطفى منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام قواعد حاكمة، وما زالت تثبت الأيام يوما بعد يوم أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي تحدث فيها عن الأمانة، فإذا تأملنا وتدبرنا كتاب الله عز وجل، وسنة نبيه سنجدهما زاخران بمادة كبيرة عن الأمانة، فقد روى البخاري رحمه الله، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثَيْنِ قَدْ رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا، وَأَنَا أَنْتَظِرُ الآخَرَ. حَدَّثَنَا «أَنَّ الأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ. ثُمَّ نَزَلَ الْقُرْآنُ. فَعَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ وَعَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ». ثُمَّ حَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِ الأَمَانَةِ قَالَ: «يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ. فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ الْوَكْتِ، ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ. فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ الْمَجْلِ. كَجَمْرٍ دَحْرَجَتْهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ (ثُمَّ أَخَذَ حَصىً فَدَحْرَجَهُ عَلَى رِجْلِهِ) فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ. لاَ يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الأَمَانَةَ حَتَّى يُقَالَ: إِنَّ فِي بَنِي فُلاَنٍ رَجُلًا أَمِينا. حَتَّى يُقَالَ لِلرَّجُلِ: مَا أَجْلَدَهُ مَا أَظْرَفَهُ مَا أَعْقَلَهُ وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ.
وتابع خطيب الجامع الأزهر: يعتقد الناس أن الأمانة هي صورة واحدة فقط، ولكنها أعم وأشمل وأعمق، فقد أشار القرآن الكريم إلى أمانة الودائع والأموال ومتاع الدنيا، وتجاوزتها إلى ما أبعد من هذا في قوله تعالى: إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا.
وواصل خطيب الجامع الأزهر: إن الأمانة أوسع من متاع الدنيا، فالدين كله أمانة، وأمانة الفرائض والأعراض والعفة، حتى أن الوحي وصفه الله تعالى بالأمانة فقال: وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ"، فشملت الأمانة كل شيئ في حياة الإنسان.
وأكمل خطيب الجامع الأزهر: فيجب على الإنسان أن يلتزم بالأمانة التي وُكِّل بها، هذه الصفة التي اتصف بها النبي ﷺ، والذي لُقب بالصادق الأمين.
