سفينة نوح وحوت يونس.. ما سر الغضب الذي عصف بـ محبي الحسين بعد اختفاء حلقات بابه؟
لم يخب الآن من رجاك ومن.. حرك من دون بابك الحلقه، أنت جوّاد وأنت معتمد.. أبوك قد كان قاتل الفسقة.. لولا الذي كان من أوائلكم.. كانت علينا الجحيم منطبقة.
وقع الأبيات السابقة مختلف في نفوس محبي الإمام الحسين بن علي رضي الله عنه، فهي ليست كلمات تغنى بالنسبة لهم، بل طوق نجاة أشبه ما يكون إلى سفينة نوح، التي أنقذت من ءامن معه يوم لم يكن هناك عاصم من أمر الله إلا من رحم، أو حوت يونس، الذي التقمه فحفظه تحت ثلاث ظلمات حتى نبذه سقيمٌ بالعراء، منجيًا إياه من الهلاك بأمر الله.
سر غضب محبي الحسين من اختفاء حلقات بابه
يعتقد المريدون والمحبون لـ الإمام الحسين بن علي -رضي الله عنه- أن التعلق بـ حلقات الحسين -التي هي مقابض بابه- أثناء طلب حاجاتهم، يجعل دعواتهم لا حائل بينها وبين القبول، فهم معلقون بـ حلقات باب سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي قال في حقه: الحسين مني وأنا منه، فأنى لرد دعواهم سبيل! وذلك حسب اعتقاداهم.
يستمد الصوفية هذا التفكير من الأبيات الشعرية السابقة، والتي شهدت تلبية الحسين ابن علي -رضي الله عنه- حاجة أعرابي لا يعرفه، حتى بكى من شدة كرمه عليه، حيث يروى في الأثر أنه قد وفد أعرابي المدينة، فسأل عن أكرم الناس بها، فدُل على الحسين -عليه السلام-، فدخل المسجد فوجده مصليا، -وقيل ذهب إلى منزله- فوقف بإزائه وأنشد الأبيات السابقة، فسلم الحسين -عليه السلام-، وقال: “يا قنبر، هل بقي من مال الحجاز شيء؟” قال: نعم أربعة آلاف دينار، -وفي رواية ألف دينار- فقال: "هاتها، قد جاءها من هو أحق بها منا"، ثم نزع برديه ولف الدنانير فيها، وأخرج يده من شق الباب حياء من الاعرابي، وأنشد: "خذها فإني إليك معتذر * واعلم بأني عليك ذو شفقه لو كان في سيرنا الغداة عصا * أمست سمانا عليك مندفقه لكن ريب الزمان ذو غير * والكف مني قليلة النفقة " قال: فأخذها الاعرابي وبكى، فقال له: " لعلك استقللت قال: لا، ولكن كيف يأكل التراب جودك؟
اختفاء 4 مقابض من مسجد الحيسن
بعد شرح ما سبق، يتضح سبب الغضب الذي عصف بمحبي الإمام الحسين ابن علي رضي الله عنه بعد انتشار خبر اختفاء مقابض باب الحسين الأربعةـ التي هي عبارة عن حلقات، اعتاد المحبين التعلق بها عند زيارة المقام والدعاء لله جل وعلا بما يرغبون، حيث يغلب على ظنهم استجابة دعائهم بهذه الطريقة، ببركة الإمام الحسين -رضي الله عنه-.
وزارة الأوقاف، أعادت فجر اليوم، تركيب مقابض باب الحسين المختفية، بعد يومين من إعلانها تحقيق النيابة الإدارية في اختفاء هذه المقابض، والتي اتضح أنها لم يكن أعيد تركيبها منذ تعرض مسجد الحسين إلى عمليات الترميم والصيانة قبيل شهر رمضان الماضي.
وقالت وزارة الأوقاف في بيان لها، إن هذه المقابض ليست أثرية، وإنها جرى نقلها إلى مخازن الوزارة أثناء مرور المسجد بعمليات الصيانة والترميم ولم يتم تكريبها مرة أخرى.
