السفير الصيني بالقاهرة يوضح حجم التبادل التجاري بين الدول العربية وبكين
قال السفير الصيني بالقاهرة، لياو ليتشيانج، إنه تاريخيا تتألق الحضارتان الصينية والعربية في طرفي قارة آسيا، ويواصل الجانبان في طريق الحرير القديم، وتشاركا السراء والضراء في نضال التحرر الوطني وتعاونا في تيار العولمة الاقتصادية، وتمسكا بالمسؤولية الأخلاقية في ظل التغيرات الدولية، مكتبا سويا آيات رائعة للتلاحم والاستفادة المتبادلة والمساعدة المتبادلة، موضحا أنه في العقد الماضي، دخلت العلاقات الصينية العربية العصر الجديد، وحققت سلسلة من الإنجازات النموذجية والاختراقية.
وأضاف السفير الصيني بالقاهرة في كلمة له اليوم الأحد: أقامت الصين مع الدول العربية ككل علاقات الشراكة الاستراتيجية القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة والمتجهة نحو المستقبل، وأقامت الشراكة الاستراتيجية أو الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع 12 دولة عربية، ووقعت وثائق "الحزام والطريق" مع 20 دولة عربية،و في المقابل، أعربت 17 دولة عربية دعمها لمبادرة التنمية العالمية، وأصبحت 15 دولة عربية عضو بنك AIIB، وشاركت 14 دولة عربية في مبادرة التعاون الصيني العربي لأمن البيانات. تدعم الدول العربية بثبات مبدأ الصين الواحدة، وتدعم المصالح الجوهرية للصين. في المقابل، تدعم الصين جهود الدول العربية للحفاظ على السيادة والاستقلال وسلامة الأراضي، وتدعم الدول العربية بثبات ودوام فيما يتعلق بقضية فلسطين.
مشاريع بين الدول العرية والصين
وتابع: تعاون الجانبان في بناء الكثير من المشاريع الكبيرة، مثل منطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة، والسكة الحديدية في العاشر من رمضان، ومنطقة تيدا للتعاون الاقتصادي والتجاري بالسويس، والجامعة الكبيرة بالجزائر وإستاد لوسيل بقطر ومقر البنك المركزي بالكويت، وسد المروي ومشروع أعالي عطبرة بالسودان، أصبحت هذه المشاريع رموزا مميزة للصداقة الصينية العربية، كما أقامت الصين 20 معهد كونفوشيوس وفصلين كونفوشيوس في الدول العربية، وفي الصين أكثر من 40 جامعة لها تخصص اللغة العربية، التي تكوّن كفاءات كثيرة للصداقة الصينية العربية. في إطار منتدى التعاون الصيني العربي، أقام الجانبان على التوالي 17 آلية التعاون، وعملا على توسيعها وإثراء مقوماتها، الأمر الذي يدفع بقوة التطور الشامل والمزدهر للعلاقات الصينية العربية، وجعلها نموذجا للتضامن بين الدول النامية.
حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية
وفيما يتعلق بالتجارة الصينية العربية، قال السفير الصيني: إنه في عام 2021، بلغ الاستثمار المتبادل المتراكم 27 مليار دولار، بزيادة 2.6 ضعف مما كان عليه قبل 10 سنوات، وبلغ حجم التجارة الصينية العربية 330 مليار دولار، بزيادة 1.5 ضعف مما كان عليه قبل 10 سنوات. في الفصول الثلاثة الأولى لهذا العام، بلغ حجم التجارة 319 مليار و295 مليون دولار، بزيادة 35% على أساس سنوي، ويقارب الحجم الإجمالي العام الماضي، وقد وقعت الصين مع 20 دولة عربية والجامعة العربية على وثائق "الحزام والطريق"، وبين الجانبين أكثر من 200 مشروع كبير في مجالات الطاقة والبنية التحتية، ونتائجها تفيد مليارين نسمة من الجانبين.
التعاون لمواجهة كورونا
وفي التعاون لمكافحة الجائحة، قال السفير الصيني: إنه بعد اندلاع جائحة كورونا، أجرى الجانبان التعاون الفعال في تطوير واستخدام اللقاح والوقاية والسيطرة المشتركة للجائحة وتقاسم الخبرات والأدوية، بما ينصب نموذجا يحتذى به في التعاون العالمي لمكافحة الجائحة، ويصبح صورة حية للمستقبل المشترك للجانبين الصيني والعربي. في هذا السياق، أرسلت الصين ما يقارب 100 خبير طبي والفرق الطبية إلى الدول العربية، وأجرت مع الإمارات والبحرين أول تجربة سريرية للمرحلة الثالثة للقاحات المعطلة، وتعاونت مع مصر في بناء أول خط الإنتاج المشترك للقاح كورونا في إفريقيا، لغاية أكتوبر الماضي، قدمت الصين ما يزيد عن 340 مليون جرعة من اللقاح إلى الدول العربية.
وتابع السفير الصيني، خلال زيارة الرئيس شي في الرياض لحضور القمة وزيارة السعودية، عقد لقاءات مكثفة مع قادة 20 دولة عربية للتحدث عن الصداقة والثقة المتبادلة والتعاون والأوضاع الدولية، الأمر الذي يظهر صورة الرئيس شي كزعيم دولة كبيرة وحزب كبير المهتم بالوفاء والصداقة والعدالة والأخلاق، من جانبهم، هنأ قادة الدول العربية الرئيس شي بنجاح المؤتمر الوطني الـ20، وبإعادة انتخابه الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني. يؤكد كافة الأطراف على التزامها الثابت بمبدأ الصين الواحدة، ودعمها لجهود الصين في الحفاظ على مصالحها الجوهرية، وعزمها على الوقوف مع الجانب الصيني بثبات، وقال الكثير من القادة العرب إن الصين تلتزم بموقف عادل في المناسبات الدولية، ومبادراتها مفعمة بالعناية الإنسانية والمفاهيم المتقدمة، وإجراءاتها الهامة تخدم السلم والأمن الدوليين والتنمية المشتركة لدول العالم، فمن الطبيعي للدول العربية الانضمام إليها.
وأشار السفير الصيني إلى أنه قد أثبتت الحقائق أن الصين وقفت إلى الجانب الصحيح للعالم وسلكت الطريق المستقيم للبشرية، ولا تسعى إلى تشكيل دائرة جيوسياسية ضيقة ولا تحسب مصالحها الجيوسياسية الأنانية، وتتعامل مع الدول العربية بصدق وإخلاص والأخلاق، الأمر الذي لقي دعما حقيقيا وترحيبا واسعا من دول المنطقة. قال الكثير من القادة إن التعاون مع الصين لا سقف له. كما قال الرأي العام الدولي إن الصين والدول العربية تحترم بعضهما البعض ولا تتدخل في الشؤون الداخلية للجانب الآخر، وترفضان الهيمنة والمواجهة الأيديولوجية، وهو أهم توافق بين الجانبين، وأعز الكنوز للعلاقات الصينية العربية. تتعاون الصين مع الدول العربية ليست بهدف ملء الفراغ، بل من أجل المصلحة المشتركة. في ظل التغيرات غير المسبوقة منذ قرن، إن التعاون في بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك سيضخ بالتأكيد قوة إيجابية وجبارة للحفاظ على السلام والتنمية المشتركة والعدالة والإنصاف والسعي وراء التقدم.