الإفتاء: الإسلام قدَّم الأمن على الإيمان وعظَّم قيمته
قالت دار الإفتاء المصرية، عبر صفحة الإرهاب تحت المهجر، إن الإسلام قدَّم الأمن على الإيمان وعظَّم قيمته، وأكَّد على هذه القيمة العظمى في حياة الأمم والشعوب فقدمها كذلك على الرزق والإيمان، قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ [البقرة: 126].
على جانب آخر، أكَّد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أنَّ الأزهر الشريف الذي قام على مرِّ العصور بدَور كبير في المساهمة الفعَّالة لإنجاح العملية التعليمة وتطويرها، لا يزال يؤدي دَوره الرائد في هذه الأيام، مع كثرة التحديات، وضخامة الأعباء، ولسنا الآن بصدد تعداد وحصر ما قام به الأزهر قديمًا وما يقوم به الآن، فهذا أمر يطول، وإنما نوجِّه الأنظارَ إلى ضرورة الاعتناء بأمور التعليم في الأزهر الشريف، ومساعدته على مزيد من التطوير والتقدُّم، وتذليل العقبات التي تعوق سَيْر منظومته الفريدة في الشأن التعليمي، حتى يظلَّ -كما كان دائمًا- صمامَ أمانٍ وكهفَ سلامٍ يحتوي كلَّ البشر، ويضمنُ لهم علمًا نافعًا، وعيْشًا هانئًا، وحياةً مستقرَّةً.
وأشار فضيلته إلى أن التعليم في مؤسساتنا الوطنية العربية في الأزهر الشريف وغيرِه لم يكن قاصرًا على لونٍ واحد من المعارف، فلم يهتمَّ بالشريعة ويهمل علوم الكون، ولم يهتم باللغة العربية ويهمل اللغات الأخرى، ولم يهتمَّ بدراسة الدين الإسلامي ويهمل الاطلاع على الأديان الأخرى، ولم يحصر نفسه في قمقم التاريخ وينسى أن يعيش واقعه ويساهم فيه بما عليه من مهمات، وإنما كانت العملية التعليمية هنا مثالًا للتوازن والتكامل والاتساع الفكري البديع، فإلى جانب العربية توجد أقسام اللغات الحية في الكليات المعنية باللغات والألسن، وإلى جانب كليات الشريعة توجد الكليات التجريبية والعملية في مختلف المجالات من الطب والصيدلة والهندسة والزراعة والتجارة والسياسة والاقتصاد ومراصد الفلك، والدراسات النفسية والاجتماعية، وغير ذلك، فالعلوم هنا في الصرح الأزهري على وجه الخصوص تتكامل تكاملًا فريدًا لا نظير له في أي مكانٍ آخر.
