50 عاما على العلاقات المصرية القطرية.. تنامي العلاقات الطيبة وقفزة في الاستثمارات بين البلدين

تحتفل دولة قطر خلال الشهر الجاري بيومها الوطني الذي يحل الأحد المقبل 18 ديسمبر، إحياءً لذكرى تأسيس الدولة عام 1878 على يد المؤسس الشيخ جاسم بن حمد بن ثاني.

كما تحل ذكرى مرور 50 عاما على بداية العلاقات المصرية القطرية، في ظل علاقات طيبة متنامية بين البلدين والشعبين العربيين الشقيقين.

وفي ذات السياق أكد السفير سالم مبارك آل شافي سفير دولة قطر لدى مصر، عمق العلاقات التي تربط الدولتين في مختلف المجالات مشيرا إلى وجود طفرة كبيرة يشهدها مسار التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية.

وزيرة التجارة تعلن مشاورات ثنائية بين مصر وقطر لزيادة حجم الاستثمارات في عدة مجالات جديدة

مصر وقطر تتفقان على تعزيز التعاون لمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية

وأضاف السفير القطري في بيان له، أنه منذ تقديم أوراق اعتماده كسفير لدولة قطر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي يوم 15 سبتمبر 2021، شهدت العلاقات بين البلدين منذ ذلك الحين انطلاقة نوعية حيث تبادل البلدان اتصالات وزيارات عدة لتوثيق العلاقات الثنائية لما فيه مصلحة البلدين والشعبين ولما يفضي إلى دعم وتفعيل آليات العمل العربي المشترك..

العلاقات المصرية القطرية أسس وطيدة تربط البلدين والشعبين الشقيقين 

وتستند العلاقات التاريخية الممتدة منذ 50 عاما بين البلدين على أسس وطيدة تربط البلدين والشعبين الشقيقين في العديد من المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

ففي عام 1972 قدم أول سفير لمصر لدى دولة قطر اوراق اعتماده، كما  قدم أول سفير لدولة قطر لدى جمهورية مصر العربية أوراق اعتماده في نفس العام.

وتنظم العلاقات بين البلدين جملة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تشمل القطاعات السياسية والتجارية والاقتصادية والعمالية وتشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة، والنقل الجوي والشباب والرياضة والتعليم والبحث العلمي والمجال الإعلامي والثقافي والتعاون الثقافي والأثري.

وعلى صعيد الزيارات المتبادلة بين قادة الدولتين، أوضح سالم مبارك سفير دولة قطر بالقاهرة،  أن زيارة الرئيس السيسي الأولى للدوحة في سبتمبر الماضي حققت نقلة في العلاقات بين البلدين وأعطت دفعة قوية لمسارات التعاون بينهما وتفعيلها في كافة المجالات، وأن الزيارة الثانية لحضور مراسم افتتاح النسخة 22 من بطولة كأس العالم لكرة القدم، كانت محل تقدير وسعادة كبيرين، وجسدت معاني الأخوة بين البلدين الشقيقين.

فيما أجرى أمير دولة قطر زيارة رسمية للقاهرة في 24 يونيو الماضي، بحث خلالها الزعيمان سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية في المجالات كافة، لا سيما الاستثمار والطاقة والدفاع والثقافة والرياضة، وتبادلا وجهات النظر حيال قضايا إقليمية ودولية، خاصة الأوضاع في الشرق الأوسط.

كما شهد شهر مارس الماضي، اجتماع بين  الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء،  والشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وعلي بن أحمد الكواري وزير المالية لدولة قطر، تم خلاله بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وأهمية تعزيز التعاون والتنسيق بينهما في المجالات المختلفة. وأشاد الجانبان بتشكيل لجنة عليا مشتركة برئاسة وزيري الخارجية بالبلدين بهدف التشاور المستمر وتعزيز التعاون والتنسيق في المجالات كافة.

اتفاقيات استثمارية

وفي إطار تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين الطرفين جرى  الاتفاق على مجموعة من الاستثمارات والشراكات القطرية بمصر بمبلغ إجمالي قدره خمسة مليارات دولار خلال الفترة القادمة.

اتفاقيات تنسيق

كما شهد العام الحالي اجتماعا بين الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، والسفير سامح شكري وزير الخارجية، تناول العلاقات الثنائية وأهمية تعزيز التعاون والتنسيق بينهما بالمجالات المختلفة، إلى جانب توقيع عدد من الاتفاقيات من قبل اللجان الثنائية المشتركة، والتوصل للتوافق بشأن الموضوعات المدرجة على جداول أعمالها، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.

استثمارات وعمالة مصرية في قطر

ويوجد الكثير من أبناء الجالية المصرية في قطر يعملون في مشروعات القطاعين الحكومي والخاص، كما يوجد بالسوق القطرية عدد من الشركات المصرية، فيما توجد العديد من الاستثمارات القطرية بالسوق المصرية منها استثمارات لجهاز قطر للاستثمار تقدر بحوالي 3.317 مليار دولار في منتجعات ومشاريع سياحية.

وهناك مشاورات بين البلدين لتوسيع الاستثمارات وزيادتها في مجالات جديدة وعلى رأسها مجال مشروعات الطاقة، ورفع حجم التبادل التجاري وتسهيل الاستثمارات المتبادلة وإزالة العوائق التي قد تحول دون ذلك.

قفزة في قيمة التبادل التجاري

ووفقا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ارتفعت قيمة الاستثمارات القطرية في مصر خلال الربع الأول من العام المالي الماضي، بنسبة 4.2% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وقفزت قيمة التبادل التجاري بين مصر وقطر إلى 44.8 مليون دولار خلال عام 2021 مقابل 25.4 مليون دولار خلال عام 2020، بنسبة ارتفاع قدرها 76.4%.

كما ارتفعت قيمة الصادرات المصرية إلى قطر نحو 4.5 مليون دولار خلال عام 2021 مقابل 395 ألف دولار خلال عام 2020 بنسبة زيادة قدرها 1049.1%، وسجلت قيمة الواردات المصرية من قطر 40.3 مليون دولار خلال عام 2021 مقابل 25 مليون دولار خلال عام 2020 بنسبة ارتفاع قدرها 61.1%، وفقا لبيان الجهاز المركزي للتعبة العامة والاحصاء.