بكين VS واشنطن.. ماذا تريد القارة السمراء من القمة الأفريقية الأمريكية؟
تعقد القمة الأفريقية الأمريكية الثانية اليوم الثلاثاء، وتستمر لمدة ثلاثة أيام في واشنطن في ظل توسع الصين بأفريقيا في العديد من المجالات، حيث تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لعودة علاقتها بقوة للقارة السمراء.
وتعد تلك القمة الأفريقية الأمريكية الثانية بعد 8 سنوات من انعقاد القمة الأولى، ومن المقرر أن يحضر هذه القمة 49 رئيس دولة أفريقية وستعلن خلالها الكثير من المبادرات.
بكين VS واشنطن
وتبلغ التجارة الأمريكية مع أفريقيا نحو 64 مليار دولار في حين استمرت التجارة الصينية مع أفريقيا في النمو مسجلة رقما قياسيا العام الماضي بلغ 261 مليار دولار.
وتتربع الصين على عرش التجارة الدولية في أفريقيا حيث بلغ الاستثمار الصيني المباشر في القارة ضعف المعدل الأمريكي فيما باتت بكين أكبر مقرض للقارة السمراء.
وكشفت بيانات خدمة أبحاث الكونجرس أن الصين أبرمت في عام 2020 وحده اتفاقيات بقيمة 735 مليار دولار مع 623 شركة، فيما بلغت قيمة 800 صفقة تجارية واستثمارية مع 45 دولة أفريقية أكثر من 50 مليار دولار العام الماضي.
وأفادت البيانات بأن الولايات المتحدة استثمرت 22 مليار دولار في 80 شركة فقط في أفريقيا خلال نفس الفترة.
وكان لجوء بعض بلدان القارة الأفريقية إلى الصين وروسيا، أثار مخاوف الولايات المتحدة التي دعت بلدان القارة إلى توخي الحذر من تعزيز الاعتماد على موسكو أو بكين، ومن المتوقع أن تتطرق القمة إلى هذا الأمر.
وتناقش القمة الأمريكية- الأفريقية، المنعقدة في واشنطن بدءًا من اليوم حتى يوم الخميس، ملفات متعددة، بينها تأثيرات الحرب الروسية- الأوكرانية على الأمن الغذائى للقارة السمراء، والتحديات الأمنية والسياسية للاقتصاد العالمي، فضلًا عن ملفات الاستثمار، والديمقراطية والحوكمة، وأزمات التغير المناخي والصحة والأمن، وتبادل الخبرات العلمية، وذلك وفق برنامج القمة الوارد في منشور رسمي للبيت الأبيض.
وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي، جاك سويلفان، كشف في مؤتمر صحفي، مساء أمس، أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، سيعين، الديبلوماسي، جوني كارسون، مبعوثًا أمريكيًا خاصًا للقارة السمراء، لتطبيق ما سيتم الاتفاق عليه خلال القمة.
تقديم 55 مليار دولار لأفريقيا حتى عام 2025
وأكد سوليفان أن واشنطن، ستلتزم بتقديم 55 مليار دولار لإفريقيا حتى العام 2025 في إطار استراتيجيتها للدعم الاقتصادي والصحي والأمني بالقارة السمراء، بما يتماشى مع استراتيجية الاتحاد الأفريقى 2063.
ولفت سوليفان إلى أن بايدن، سيُحي مساعي سلفه أوباما التي تتمثل في إنشاء مجلس استشاري للجالية الأفريقية بالولايات المتحدة، ليقدم المشورة للرئيس الأمريكي في عدة قضايا متعلقة بمشاركة هذه الجالية مختتمًا بأنه: آن وقت تمثيل أفريقيا بمقاعد دائمة في المنظمات والمبادرات الدولية.
وستظل الصين أكبر منافس لواشنطن في القارة السمراء، حيث أن قيمة التبادل التجاري بين بكين وعواصم القارة بلغت261 مليار دولار حتى عام 2021، ومنذ تسعينات القرن الماضي تعزز بكين تواجدها بإقريقيا الذي تصاعد بدءًا من عام 2013 مع مبادرة الحزام والطريق.
ويعد نجاح قمة القادة الأفارقة في أمريكا مرهونًا بتدشين شراكة حقيقية، تخلق مناخا يربح فيه الجميع، وذلك بالاستماع إلى احتياجات القارة، التي أعاقت تقدم أفريقيا لفترة طويلة، بما في ذلك الفقر والصراع والمجاعات المهددة والفساد، بالإضافة لضرورة تفعيل قانون فرص الاستثمار والنمو في أفريقيا والمعروف اختصارًا بأجوا ومد أمده ليصبح أكثر فعالية كما كان في عهد الرئيس كلينتون.
قانون النمو والفرص
ويعد قانون النمو والفرص في أفريقيا المعروف اختصارا بـ أغوا مازال في صميم السياسة الاقتصادية للولايات المتحدة فيما يتعلق بالتعاون التجاري مع أفريقيا منذ صدوره في عام 2000؛ إذ وفر القانون لدول أفريقيا جنوب الصحراء المؤهلة فرصة إدخال أكثر من 1800 منتج إلى السوق الأمريكية معفاة من الرسوم الجمركية، لكنه لم يمهد الطريق بعد أمام اكتشاف كافة الإمكانيات التي تزخر بها القارة السمراء رغم اقتراب موعد انتهاء سريانه المقرر في عام 2025.
ويشار إلى أن القمة الأمريكية-الأفريقية الأولى عُقدت في عام 2014 في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، حيث جرى مناقشة مبادرات عديدة في مجالات الطاقة والخدمات المالية وتغير المناخ والأمن الغذائي والرعاية الصحية.