بعد مرور 31 عامًا.. عبارة سالم إكسبريس مأساة إنسانية استقرت بأعماق البحر الأحمر وتحولت لمصدر جذب لهواة الغوص
في تمام الساعة الحادية عشر مساءًا بيوم 15 ديسمبر عام 1991، وقعت واحدة من أسوأ الحوادث بمحافظة البحر الأحمر وبالتحديد مدينة سفاجا، فكان اسم حادثة العبارة سالم إكسبريس هو الأبرز في هذا العام بعد تعرضها للغرق نتيجة اصطدامها بالشعب المرجانية، ليكون قاع البحر هو مثواها الأخير، حيث راح ضحيتها 470 راكبا أغلبهم من المصريين منهم قبطان السفينة مورو، ونجا نحو 180 شخصا.
أقاويل وقصص وحكايات رويت على مدار أيام بشأن حادثة العبارة سالم إكسبريس، أسئلة تطرح من الجميع هنا وهناك حول سبب الحادثة دون إجابات، أمهات يبحثن عن أولادهن القادمين من رحلات الحج في مكة، حيث تناثرت أمتعتهم المُحملة بالهدايا مع مجرى البحر قبل أن تصل إلى أصحابها.
ماذا حدث للعبارة سالم إكسبريس؟
أبحرت عبارة سالم إكسبرس في رحلتها الأخيرة المعتادة من مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية إلى سفاجا بمصر في رحلة بحرية تبلغ 450 ميلًا وتستغرق نحو 36 ساعة، ونتيجة اصطدامها بالشعب المرجانية على بعد 16 كيلومتر من الميناء المصري، أُحدثت ثقبًا في مقدمة السفينة وهو ما تسبب في تسرب مياه البحر إلى سطح العبارة، حيث تشير التقارير إلى أنه أثناء اقترابه من سفاجا في منتصف الليل وفي ظل طقس عاصف، أخذ الربان طريقًا مختصرًا غير مصرح به للمرور ليلًا.
20 دقيقة بالتمام والكمال، كانت كفيلة بأن تدخل المياه بكل جوانب العبارة حتى تغرق في العمق، وفي صباح اليوم التالي، لم يتمكن رجال الإنقاذ بسبب سوء الأحوال الجوية من بدء العمل، فبدأت عملية الإنقاذ الأولية من خِلال أربع سفنٍ تابعة للبحرية المصرية وثلاث طائرات نقل تابعة للقوات الجوية وأربع طائرات هليكوبتر بدعمٍ من مروحيات بحرية أمريكية وأسترالية.
بقى حطام العبارة قبالة ميناء سفاجا على عمق 32 مترًا في قاع البحر، حيث تحول إلى مكان من مكان حادث حزين إلى مكان لجذب السياح لزياراته أثناء ممارسة رياضة للغوص، حيث يُمكن للزوار بطريقة أو بأخرى دخول السفينة المحطَّمَة من العديد من النقاط حيث يُلاحَظ نموّ شعاب مرجانية داخلها، فضلًا عن وجودِ كمية كبيرة من القطع الأثرية المحفوظة جيدًا في مجال الحطام وداخل السفينة بما في ذلك أمتعة الركاب المكوّنة من سجادات ودراجات وقوارب النجاة في قاع البحر.
