على طريقة صلاح وماني.. ضحية مؤكدة في غرف ملابس باريس سان جيرمان عقب كأس العالم 2022
تتجه أنظار جميع الجماهير نحو مباراة نهائي كأس العالم قطر 2022، والتي ستقام بين منتخبي فرنسا والأرجنتين، وسط توقعات وتنبؤات كبيرة بشأن نتيجة المباراة، وما سيحدث بعدها من سيناريوهات كروية مثيرة لكافة المشجعين، ستظل خالدة في كتب تاريخ الساحرة المستديرة.
زملاء الفرق خصوم المنتخبات
وعندما يتعلق الأمر بالنوادر الكروية، فليس هناك أكثر من توريط الساحرة المستديرة بسيناريوهاتها المجنونة لاثنين من زملاء الفريق الواحد في مواجهة مصيرية يدافع فيها كل منهما عن ألوان قميص منتخب بلاده وعن شعبه وانتمائه الأول والأخير أمام صديق كل الأوقات في الموسم الكروي ومُشارك اللحظات المختلفة -من الحزن والفرح والجنون والألاعيب التكتيكية السرية- في غرف الملابس.
وهنا لا نتحدث عن مواجهة عابرة قد يتم تعويضها أو قد ينسى الجميع نتيجتها، بل نتحدث عند اللحظة الأهم في تاريخ كرة القدم بالنسبة للزميلين، والتي ستنير أحديهما وتطفئ الآخر، وترفع الفائز إلى عنان السماء وسط شعبه وأهله ورفاقه، وتجعل الخاسر يتمنى الرجوع بالزمن ولو لحظة واحدة للظفر بفرصة لتغيير التاريخ، حيث نتحدث عن الكأس الأغلى في تاريخ المستديرة، إنها الغنيمة الذهبية التي حيرت كافة الأساطير ومحت تاريخ البعض وتسببت في رسوخ الآخر بأذهان الشعوب للأبد، إنها "كأس العالم".
صلاح وماني الأبرز في قصة صراع الزملاء مع المنتخبات
ولعل الاسمين الأبرز في تاريخ كرة القدم، لمثال إجبار كرة القدم على اثنين من زملاء الفريق الواحد للتنافس على بطولة غالية أو على إنصاف مصيري لأحدهما على الآخر، هما محمد صلاح نجمنا الدولي المصري والنجم السنغالي ساديو ماني، حيث ظل الثنائي رفيقين في غرف ملابس فريق ليفربول الإنجليزي، حتى قررت كرة القدم وضعهما في وضع التنافس، حيث اصطدم صلاح بصديقه من نفس القارة في نهائي كأس الأمم الإفريقية 2021 الذي أقيم بوقت مبكر من هذا العام، كما لم تكتفِ كرة القدم بذلك فقط، إذ وضعت الثنائي تحت اختبار آخر لحسم متأهل منهما إلى البطولة الأهم في العالم بتصفيات مونديال قطر 2022؛ ليصل إليها واحد فقط من الثنائي زملاء غرف الملابس.
وكانت النهاية التي أسفرت عنها قصة صلاح وماني الناجمة عن سيناريوهات كرة القدم المجنونة، تفوق النجم السنغالي على حساب زميل غرف الملابس في المواجهتين، وحصوله على كأس أمم إفريقيا وتأهله إلى كأس العالم على حسابه؛ مما جعلنا نشاهد "مو" في دور الضحية بغرف ملابس ليفربول منذ إطلاق حكم مباراة مصر والسنغال في تصفيات كأس العالم صفارة النهاية حتى رحيل ماني إلى بايرن ميونخ.
وجعلتنا كرة القدم نرى بعض اللقطات والمشاهد التي يصعب على أي عاشق للساحرة المستديرة تحملها، نتيجة لوضع ماني وصلاح في ذلك الموقف، حيث ظهر للجميع انكسار الفرعون المصري أمام صديقه السنغالي منذ هذا الحين، وكان ذلك واضحًا أثناء إجراء تبديل في المباراة الأولى التي شارك بها صلاح عقب خسارته أمام زميله مع الريدز، وطريقة التحية في خروج أسد التيرانجا واستبداله بـ مو، في لقطة أثارت كثيرًا من الجدل حول تطور علاقتهما في غرف الملابس.
سيناريو جديد يسفر عن ضحية على غرار صلاح وماني
وبعد أشهر قليلة من رؤية ذلك السيناريو الذي يتلاشى عشاق كرة القدم رؤيته، تسفر الساحرة المستديرة لنا عن ضحية جديدة مؤكدة في غرف ملابس باريس سان جيرمان عقب نهائي كأس العالم 2022، وذلك بعد أن وضعت الزميلين ليونيل ميسي قائد منتخب الأرجنتين ونجم البي إس جي، وكيليان مبابي أهم لاعبي منتخب فرنسا وزميل الأسطورة في فريق العاصمة الفرنسية، في اختبار لا يقبل القسمة على اثنين كما حدث بين صلاح وماني، ولكن هذه المرة يتعلق الأمر باللحظات الأخيرة في مسيرة ميسي التي قد تنهيها الخسارة مبكرًا وسطوع كيليان مبابي أو خسارة الفيراري الواعد لتأثيره الضخم في غرف ملابس فريقه حال فقد اللقب الأهم في العالم أمام زميله.
ميسي في الموقف الأصعب
ورغم احتمالية تأثير خسارة نهائي كأس العالم على كيليان مبابي صاحب المسيرة الواعدة التي استهلها بلقب مونديالي منذ 4 سنوات، فإن ليونيل ميسي يظل في الموقف الأصعب الذي قد يجعله لا يقبل أن يسقط في هاوية الضحية في هذا الميزان، حيث يعتبر ليو قائدًا لمنتخب بلاده وممثلًا للأمة الأرجنتينية في عالم كرة القدم فضلًا عن كونه أسطورة تنقصها التتويج بكأس العالم، فماذا عن انهيار كل هذه الأحلام بتسديدة من كيليان مبابي الذي ينتظره بكل تأكيد بعد 48 ساعة من المباراة النهائية في غرف ملابس باريس سان جيرمان باستقباله في أول مران لهما كزملاء منذ أكثر من شهر!
في النهاية، بالنسبة للثنائي المتألق في كأس العالم 2022، ليونيل ميسي وكيليان مبابي، إذا كانت لدى أي منهما القدرة على تحمل الخسارة في ظروف طبيعية، فلن يستطيع تجاوز اللحظات الحزينة التي فقد فيها أغلى لقب في عمره عند رؤية زميله المتسبب في ذلك الذي كان خصمًا له منذ أيام وأفقده ما كان يحلم به، فهل سيقبل كيليان مبابي خسارة اللقب لصالح ميسي الذي قد يعادله في الأهداف وحصيلة الميداليات المونديالية حال فوزه باللقب بالرغم من فارق الـ 14 عامًا بينهما، أم سيكتفي ميسي بسطوره التاريخية السابقة وتجاوز المباراة التي قد تكون السطر الأخير القاسي في مسيرته الأسطورية حال الخسارة على يد كيليان ورفاقه؟