الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

كل المفروض مرفوض

الجمعة 16/ديسمبر/2022 - 06:25 م

من الحوادث الغريبة اللي حصلت خلال الأيام الأخيرة واللي كان لها صدى واسع في الهند وفي آسيا بشكل عام هو اللي حصل لما قرر مواطن هندي شاب من أسرة نفوذها واسع شوية معروفين بالبلطجة وتجارة الممنوعات إنه يكشف على أسنانه لأنها كانت وجعاه بقالها فترة.. راح عيادة أسنان لأول مرة في حياته وهناك قابل الدكتورة المسؤولة عن المكان وكشفت عليه وعملت دورها على أكمل وجه!.. الفكرة إن الشاب إياه بمجرد ما شاف الدكتورة داخلة لغرفة الكشف وعينه مشدودة ليها وحس بنسبة 100% إنه حبها!.. حبيت مين يا عم!.. حبيت الدكتورة، الله!.. هو مش فيه حاجة اسمها حب من أول نظرة!.. الحقيقة إن الشاب الهندي ده وبسبب ظروفه المعيشية وسط العصابات والبلطجية خلّته يفضل حياة الإنحراف أكتر من الاستقرار بالتالي عمره ما كان بيفكر في الارتباط ولا غيره.. أصل ليه أفكر أربط نفسي بإنسانة واحدة وبيت وعيال ومسؤولية في حين إن أنا بعمل اللي أنا عايزه في الوقت اللي أنا عايزه وبراحتي بدون أى إلتزام من أى نوع!.. بمجرد ما الدكتورة خلصت شغلها في أسنانه الشاب قال لها أنا فلان فلاني.. تمام يا سيدي أهلًا وسهلًا نعمل إيه يعني.. البنت ماجالهاش أى إنبهار ولا خوف من اسمه ولا اسم أسرته لإنها بتعمل شغلها بالتمام والكمال لكل الناس زى بعضهم.. الشاب لإنه شخص تنح وبارد أقنع نفسه إن ردها نوع من التُقل البناتي!.. خرج وعلى وشه ابتسامة بلهاء.. البنت خلصت شغلها وفي أثناء خروجها من العيادة لقت الشاب واقف منتظرها بره وبيعترض طريقها بطريقة حاول إنها تكون لطيفة!.. سألته أنت عايز مني إيه؟.. رد إنه بيحبها وعايز يتجوزها.. البنت اتصدمت من رده وقالت له بسرعة إنها مش بتفكر في الارتباط دلوقتي وإن اللي هو بيطلبه ده غير منطقي أصلًا!.. رد بمنتهى التناحة إنه مش مستعجل بس كان عايز يوصل لها مشاعره وكل حاجة بعد كده تيجي براحتها وتاخد وقتها.. البنت ولإنها كانت عايزة تقفل القصة دي من بدايتها لإنه واضح إنها بتتعامل مع واحد مختل؛ كررت تاني إنها مش بتفكر في الإرتباط نهائي وسابته ومشيت.. الشاب رجع بيته والموضوع مسيطر على دماغه.. أنا عايز البنت دي يعني عايزها، وهتبقى مراتي يعني هتبقى مراتي وهفضل وراها لحد ما تقتنع وتوافق وتلين!.. جُم إتنين أصحابه دماغهم ماتفرقش كتير عن دماغه كده قعدوا معاه في البيت والكلام جاب بعضه وحكالهم على اللي حصل خلال آخر كام ساعة!.. وطبعًا ردود أفعالهم كانت من نوعية (إيه ده هي ماتعرفش أنت مين ولا إيه؟).. (إزاى ماتقعش من طولها لما قولتلها إنك بتحبها).. (حتى لو هي مابتفكرش في الجواز مينفعش ترفضك).. الشاب قال لهم إنه مقدر إنها مصدومة شوية من الطريقة اللي طلب بيها طلبه بس ده لا يمنع إنه يحاول معاها تاني وتالت لعل وعسى.. راح وبمساعدة أصدقائه ناحية البيت عندها وبدأوا يسألوا ويراقبوا البيت عشان يستغلوا نزولها ويشوفوا هيخترعوا إزاى صدفة تجمعها بيه.. لاحظوا إن فيه شاب وسيم وشيك دخل البيت عند أسرة البنت وكان شايل معاه حاجة زى ما تكون هدية.. إيه ده!.. مين ده؟.. الشاب إياه هو وأصدقائه سألوا صاحب محل جنب البيت عن الشاب اللي لسه داخل قال لهم ده خطيب الدكتورة وبيستعدوا عشان الفرح بتاعهم خلاص كلها كام يوم!.. نعم!.. يعني كانت بتضحك عليا لما قالت مش بتفكر في الإرتباط!.. الهانم طلعت مخطوبة، وكمان أيام هتتجوز.. البنت دي بتاعتي يعني بتاعتي، ومش بتاعت حد غيري!.. فيه تفصيلة مهمة لازم تتقال في اللحظة دي وهي إن ورغم إن أسرة الشاب معروف عنها البلطجة والعنف وتجارة الممنوعات زى ما قولت لكن الشرطة الهندية مش بتعرف تمسك عليهم أى دليل.. اللي هو إحنا عارفين إن كل البلاوي دي من وراكم إنتم بس ولأنكم بتعملوا ده باحترافية وبشكل منظم وبتخلوا غيركم يشيلوا هما القضايا عنكم مش بنعرف نمسك عليكم تهمة.. جايز ده ممكن تسميه ذكاء أو تسميه خبرة أو تسميه رشاوي بتتدفع يمين وشمال بس المحصلة في النهاية واحدة وهي إن العيلة دي كانت محصنة بشكل أو بآخر.. للأسف ده إداهم مع الوقت شعور بالاستحقاقية في إن أي فرد منهم يقدر ياخد أى حاجة ومحدش هيقدر يحاسبه ولا يطوله أساسًا، ويمكن عشان كده تصرف الشاب مع الدكتورة كان بيتم بناء على النظرة دي.. نرجع للنقطة اللي وقفنا عندها واللي قرر بعدها الشاب مباشرة هو واللي معاه إن البنت دي بتاعتي ومش هتكون لحد غيري.. عملوا إيه؟.. جمعوا 50 واحد من خيرة البلطجية اللي في عيلتهم وطلعوا على بيت الدكتورة وضربوا أهلها وأبوها وخطيبها وشالوا البنت هيلا بيلا وخطفوها!.. والهدف؟.. هاخدها البيت عندنا عشان أتجوزها أنا.. البنت كانت منهارة وأغمى عليها من وقع المفاجأة وطبعًا إجراءات جوازها من البلطجي ده وقفت لإنه مش هينفع يتجوز واحدة عندها إنهيار عصبي عشان كده قرر يأجل الموضوع شوية لحد ما البنت تسترد وعيها وعافيتها وأهو بالمرة تحاول والدته إنها تقنعها بالجواز من ابنها.. شوية الوقت اللي أخدهم الموضوع كانوا مهمين لإن الموقف اللي حصل عمل قلبان في الشارع الهندي والناس نزلت في الشوارع معترضة على شغل البلطجة اللي حصل ده وإن ده اعتراف ضمني من الشرطة إن اللي عايز حاجة يقدر يعملها بسهولة ومحدش هيكلمه!.. كمان الفيديوهات المؤثرة اللي عملها والد البنت وهو بيبكي عشان عايز بنته بالإضافة لإن فيه ناس كتير صوروا الواقعة بالموبايلات؛ كانوا حاجتين شجعوا الشرطة والحكومة الهندية إنها تتحرك.. حصل فعلًا وهجمت الشرطة على بيوت البلطجية وقبضت عليهم كلهم وأنقذت البنت الدكتورة ورجعتها لأسرتها.. قصة عجيبة أقرب لفيلم هندي من إنتاج الدولة اللي حصلت أحداثها فيها بس الأعجب إنها حقيقية وإنها حصلت عشان تثبت إن لسه فيه ناس بتفتكر إنها ممكن تاخد حق غيرها لمجرد إنهم عايزين ده!.. ده طلع إن فيه ناس عندها قناعة إنها ممكن حتى تاخد غيرها نفسهم لو عايزين ده!. 

 

 

• مش هتكسب قلب حد بالفرض، ومش هتاخد شغل ممتاز من حد بالعافية، ولا هتنول رضا اللي قدامك بالأمر، ولا هتتجنب دعوات حد عليك بعد ما أذيته لمجرد إنك شايفه ضعيف أو مفيش في إيده حاجة يعملها.. اللي هتاخده النهاردة بالإجبار هيسيب في نفسك أثر دائم بالاستحقار لإنك فرضت نفسك على غيرك بشكل مبتذل.. مش كتير يعرفوا قيمة إن المفروض يكون عندهم كرامة، ولا قيمة إن غيرهم عندهم كرامة.. الشيخ "محمد الغزالي" قال: (الإكراه على الفضيلة لا يصنع الإنسان الفاضل.. كما أن الإكراه على الإيمان لا يصنع الإنسان المؤمن.. فالحرية هي أساس الفضيلة).

      

تابع مواقعنا