الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

من شيف بالكويت لـ بائع ساندوتشات بشوارع الزمالك.. أبو أحمد يسرح بـ العجلة للفجر ليصرف على أولاده الـ6

الشيف أبو أحمد
كايرو لايت
الشيف أبو أحمد
الإثنين 19/ديسمبر/2022 - 04:46 م

عجلة وأطباق تحمل مختلف الأصناف وبعض من أرغفة الفينو، تلك المكونات البسيطة هي مصدر رزق الحاج خالد الشهير بـ أبو أحمد هو وزوجته وستة أولاد، فعلى الرغم من كونه كان شيفًا في الكويت منذ أن كان في مقتبل عمره، إلا أنه أصبح الآن علامة شوارع الزمالك بعجلته ومأكولاته التي يبيعها للمارة بدءًا من الواحدة ظهرًا وحتى الرابعة قبل صلاة الفجر.

 

الشيف أبو أحمد
الشيف أبو أحمد

أبو أحمد يسرح بعجلته في شوارع الزمالك

روى الحاج أبو أحمد، البالغ من العمر 56 عامًا، لـ القاهرة 24، أنه بعد حصوله على شهادة دبلوم التجارة، خطب زوجته حاليًا لمدة 6 سنوات، حيث كان من العسير عليه أن يجد عملًا حتى ينجح في أن يكون زوجًا، لذلك لم يضع فرصة بأن يعمل سُفرجيًا في الكويت، حسبما ظن أن ذلك سيكون عمله، إلا أنه عرف أن مهنته هناك ستكون طاهيًا يُقدم الأكلات الشهية لمختلف الأماكن.

ظل الشيف خالد في الكويت يعمل طاهيًا لمدة ثماني سنوات، بين حرّ الدولة الذي يصل بالمرء إلى رؤيته قطرات الماء وهي تسقط من على الجبين تارة، وكذلك البرد القارس تارة أخرى، ورغم ذلك والمال الذي كان يحصل عليه، كانت مرارة الغربة تتبلور كل يوم في حلق أبو أحمد، حيث يقول: لو تعبت آخد بعضي واروح المستشفى لوحدي، مفيش حد يستناني في البيت، ولا صاحب أقعد معاه أحكيله همي ولا أخرج معاه، الحياة عبارة عن شغل في شغل بس.

الشيف أبو أحمد

بعد مرور سنوات عدة، لم تستطع الشركة التي كان يعمل بها طاهيًا مع زملائه مواكبة السوق ومنافسة غيرها، واضطرت إلى تصفيتها بالكامل، ما تسبب في عودته مرة أخرى إلى مصر حاملًا هموم أخرى على أكتافه، فكان يظن أنه عائدًا بغنيمة، ولكنه عاد بالديون التي تحتاج إلى العمل لسنوات لسدادها.

مرت أعوام أخرى وهو يحاول أن يعمل جاهدًا في أكثر من مهنة شاقة، مثل حمل الصناديق أو تنظيف حدائق الفيلات، تلك المهن التي يقتصر راتبها على قوت اليوم، إلى أن تزوج وأنجب ستة أولاد.

الشيف أبو أحمد

جرّب أبو أحمد أن يستقل تروسيكلًا تالفًا لديه، يصرف فقط على ثمن إصلاحه، ويبيع به الفول، وبرغم من أنه لم يتطرق قط لـ طريقة تدميس الفول، إلا أن أصحاب العربات المختلفة ساعدوه على معرفة طريقة عمله، وكان يومه ينتهي بين بيع الفول والمهن الأخرى، إلى أن فقد معداته بسبب وقوفه بشكل غير قانوني.

لم ييأس أبو أحمد رغم كل العوائق التي تقابله في عمله، حتى قرر أن يأتي بعجلة بالتقسيط ويبيع من خلالها السندويتشات للمارة، بداية من الواحدة ظهرًا وحتى قبل صلاة الفجر. 

واختتم أبو أحمد: مبسوط بيها جدًا وإني بصرف على ولادي منها، أنا دايمًا باخد رأيهم في كل حاجة وعمرهم ما حسوا إن شغلانتي عيب مدام بصرف عليهم منها بالحلال، وبحب لما بيعرفوا أصحابهم في الكلية عليا.  

تابع مواقعنا