الإفتاء: الاحتفال برأس السنة لا يستلزم الإقرار بعقائد دينية مخالفة للإسلام.. والصحابة شاركوا الفرس أعيادهم
هل مشاركة غير المسلمين في الاحتفال بـ رأس السنة الميلادية يُعدُّ إقرارًا بعقائدهم؟.. الإفتاء ردت على السؤال السابق خلال فتوى منشورة عبر موقعها الرسمي مبينة أن الاحتفالات برأس السنة الميلادية قد اصطبغت بالصبغة الاجتماعية، وصارت مناسبة قومية.
وذكرت دار الإفتاء أن الاحتفالات برأس السنة الميلادية وإن ارتبطت بفكرة دينية في الأصل، إلا أنّ المشاركة فيها لا تستلزم الإقرار بشيء من الخصوصيات الدينية التي لا توافق العقيدة الإسلامية.
حكم مشاركة غير المسلمين في الاحتفال بأعيادهم
وأضافت دار الإفتاء أنه قد ورد عن الصحابة رضي الله عنهم وفقهاء الأمة مشاركة غير المسلمين في بعض المظاهر الاجتماعية لأعيادهم، مع مراعاة الالتزام بالآداب الإسلامية في هذه الاحتفالات، والبعد عن ما يحرمه الإسلام أو تأباه الأخلاق الكريمة والأعراف السليمة.
الإفتاء أشارت في هذا الصدد إلى ما أخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" بسنده إلى إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة النعمان بن ثابت بن النعمان بن المرزبان، قال: [النعمان بن المرزبان أَبُو ثابتٍ هو الذي أهدى لعلي بن أبي طالب عليه السلام الفالوذج في يوم النيروز، فقال: "نَوْرِزُونَا كُلَّ يَوْمٍ"، وقيل: كان ذلك في المهرجان، فقال: "مَهْرِجُونَا كل يوم"]، موضحة أن النيروز هو لفظ فارسي مُعرَّب؛ معناه: اليوم الجديد، وهو عيد رأس السنة عند الفرس، ويصادف أول فصل الربيع.
الإفتاء: الاحتفال برأس السنة الميلادية جائز ولا حرمة فيه
وأشارت دار الإفتاء خلال فتواها إلى أن المحققون من فقهاء المذاهب الأربعة بنوا جواز مشاركة غير المسلمين في أعيادهم على تناسي الفوارق الدينية فيها، وعلى انعدام قصد التشبه بهم فيما خالف الإسلام من عقائدهم، وعلى غلبة المعنى الاجتماعي وقوة المشترك الإنساني في مظاهر الاحتفال، وعلى استغلال هذه المواسم في فعل الخير وصلة الأرحام والمنافع الاقتصادية، وبنوا الجواز كذلك على خلوص القصد في المشاركة المجتمعية المحضة، وقرروا أن صورة المشابهة لا تضر إذا تعلق بها صلاح العباد، وجعلوا التحريم مُنصَبًّا على المشاركة التي يلزم منها الإقرار على العقائد المخالفة للإسلام.
وكانت دار الإفتاء أكدت في فتوى أخرى عبر موقعها الإلكتروني أن الاحتفال برأس السنة الميلادية المؤرخ بيوم ميلاد سيدنا المسيح عيسى ابن مريم على نبينا وعليه السلام، بما يتضمنه من مظاهر الاحتفال والتهنئة به: جائز شرعًا، ولا حرمة فيه؛ لاشتماله على مقاصد اجتماعية ودينية ووطنية معتدٍّ بها شرعًا وعرفًا.