نائب رئيس اتحاد المنتجين: أزمة جديدة في أسعار الدجاج والبيض مطلع يناير.. وإعدام الكتاكيت أمر منطقي لنقص الأعلاف | حوار
نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن في حوار لـ القاهرة 24:
تصريحات مسؤولي الزراعة تربك السوق
مافيا الأعلاف تتلاعب بالأسعار
منتجات الأعلاف المفرج عنها ضئيلة
بيض التفريخ المخصب يصلح للمائدة
ما بين الإعدامات وتسريح الكتاكيت، أزمات وعقبات مختلفة يشهدها قطاع الدواجن بمصر في الفترة الحالية، بعد أن أطلت السوق السوداء برأسها من جديد لتتلاعب في الأسعار، منذرة بأزمة مرتقبة خلال مطلع يناير المقبل تزامنا مع عيد إفطار المسيحيين.
وللوقوف على أبرز المستجدات والبحث عن البدائل، كان لـ القاهرة 24 حوار مطول مع الدكتور ثروت الزيني، نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن.. وإلى نص الحوار.
بداية.. وفقا للإحصائيات الصادرة من وزارة الزراعة فقد حقق قطاع الدواجن تقدما كبيرا في الفترة الماضية.. ولكن بالنظر للتذبذب في الأسعار فإن القطاع يعاني من عقبات.. ماهي أبرز مشاكل قطاع الدواجن حاليا؟
ازدهر القطاع الداجني في مصر خلال الفترة الماضية، وحققنا تقدما ملحوظا، ولكن القطاع حاليا يواجه أزمة نقص الأعلاف ومنتجاتها التي تعد عامود الصناعة.
نتيجة لشح خامات الأعلاف أطلت السوق السوداء برأسها من جديد، مما رفع من سعر الأعلاف على المربين "بقا عليهم ديون، وبيخسروا الملايين".
بصفتك نائبا لرئيس اتحاد الدواجن.. ما هو الحل العاجل لهذه الأزمة؟
الحل العاجل حاليا هو سرعة الإفراج عن الأعلاف الموجودة في الموانئ، والتي ستعمل على ضبط الأسعار وإنهاء السوق السوداء، وليس الإفراج عن كميات ضئيلة بل كميات كبيرة، لأن الكميات الصغيرة التي تفرج عنها الزراعة "لا تسمن ولا تغني من جوع".
هناك تضارب في حديثكم حاليا مع تصريحات الزراعة حيث أكدت منذ أيام أنه لا يوجد أزمة في الأعلاف.. ما تعليقكم؟
للأسف تصريحات بعض مسؤولي وزارة الزراعة، غير صحيحة، لأن التصريحات تفيد بأن الأعلاف كمياتها كبيرة في السوق، وهذه التصريحات تنفي أن المربين يواجهون عقبات.
رئيس الوزراء وعد بحل المشكلة ووزير الزراعة يعترف بوجود أزمة، ولكن تصريحات المسؤولين في الزراعة تربك المربين والمنتجين.
ارتفعت أسعار البيض الدواجن في الأسبوعين الماضيين.. ما تبريركم؟
للأسف ارتفاع الأسعار بسبب الأعلاف، لأنه لا توجد أي إفراجات عن منتجات الأعلاف خلال الأسبوع الماضي.
ما تعليقك على أزمة إعدام الكتاكيت؟
تصريحات وزارة الزراعة الأخيرة تربك سوق الدواجن بشكل كبير، وتجبر المربين على التعبير عن أزمتهم بشكل مختلف.
ما يحدث حاليا من بعض قادة وزرة الزراعة، أنهم ينكرون وجود أزمة في السوق، وهذا غريب لأن مجلس الوزراء بنفسه يعترف بوجود مشكلة ووعد بحلها.
هل انتهت أزمة إعدام الكتاكيت؟
لا لم تنتهِ.. إعدام الدواجن في بدايته كانت حالات فريدة، لكن الآن الإعدام ليس فرديا بل أصبحت الشركات أيضا تلجأ لإعدام الدواجن للتعبير عن أنهم يواجهون مشكلات كبيرة في نقص خامات الأعلاف.
بدلا من الإعدام لماذا لا يقوم المربي بإعطاء الكتاكيت للمواطنين؟
بالفعل كان هناك البعض يقومون بإعطاء المواطنين الكتاكيت بدون مقابل، ولكن حاليا المواطنين لا يرغبون بأخذ الكتاكيت، لذلك اتجه بعض المربين بالتخلص من الكتاكيت عن طريق إلقائها في الشوارع، لأنه لا يوجد طلب عليها.
لماذا تستمر أسعار الكتاكيت في تسجيل لسعر صفر جنيه في نشرة الأسعار الصادرة من قبلكم منذ مطلع ديسمبر وحتى الآن؟
لأن بيع الكتاكيت متوقف، بسبب عدم الإقبال عليها من قبل المربين والمواطنين، هذا يرجع لقلة وجود الأعلاف.
توقف بيع الكتاكيت.. هل يعني فجوة قريبة في الدواجن والبيض؟
نعم هناك فجوة قريبا في البروتين الداجني في مصر، لأن توقف البيع يعني توقف في إنتاج الدواجن.
كيف تعاملتم مع أزمة توقف بيع الكتاكيت؟
خاطبنا كلا من مجلس الوزراء، والبنك المركزي ووزارة التجارة والصناعة، ووزارة الزراعة، بسرعة الإفراج عن الأعلاف الموجودة في الموانئ لسد احتياجات السوق.
لو تم الإفراج عن الأعلاف بكميات تسد احتياج السوق، سيعود المربي للسوق بشكل قوي جدا، وستنخفض الأسعار أيضا بشكل كبير للمستهلك.
ما هي البدائل أمام قطاع الدواجن في حال طالت الأزمة؟
حذرت أكثر من مرة خلال الأسابيع الماضية، من مغبة شح خامات الأعلاف، واليوم نتيجة للأزمات المتلاحقة التي أحاطت بالصناعة، نرى أن طاقة تربية الدواجن انكمشت، ويترتب على ذلك ارتفاعات كبيرة الفترة المقبلة في أسعار الدواجن وبيض المائدة، لو طالت الأزمة أكثر من ذلك فسوف تدمر قطاع الجدود، وهو ما لا يمكن تعويضه قبل عام كامل.
ما هي توقعاتكم لوضع السوق خلال عيد إفطار المسيحيين في يناير المقبل؟
يوم 7 يناير إفطار الأقباط، ومن المتوقع وجود أزمة في بيض المائدة ولحوم الدواجن.
بالرغم من أن أسعار البيض جميعها مرتفع ووصول سعر الكرتونة في المزرعة لـ83 إلا أن هناك نوعا جديدا في السوق بسعر منخفض.. ما تعليقكم؟
هذا البيض هو بيض التفريخ المخصب، فقد بدأ المربون في بيع البيض المخصب كبيض للمائدة، بدلا من تلقيحه وتأهيله للتفريخ، لأن المربي لا يريد أن يدخل دورة جديدة.
بيض مخصب يعني أنه مؤهل لأن ينتج كتاكيت.. هل هو صالح لأن يكون بيض مائدة؟
بالطبع هذا البيض مؤهل للمائدة، لأنه لم يتم تلقيحه بعد، ولكنه جاء من أمهات التسمين.
مشكلة قطاع الدواجن تكمن في الأعلاف.. هل الطرف الرئيسي بالتلاعب بالأسعار أصحاب مصانع الأعلاف أم المستوردون؟
المشكلة ليست مع أصحاب مصانع الأعلاف، بل الأزمة في مستوردي الخامات، حيث يتم استيراد طن فول الصويا بـ 16 ألف جنيه ويتم البيع لأصحاب المصانع بـ 30 ألف جنيه فأكثر، ويتم استيراد الذرة الصفراء بـ 8 آلاف جنيه ويتم بيعها بـ 12 ألف جنيه، وهذا الأسعار تسببت في أزمة لم تشهدها صناعة الدواجن من قبل وهو أن سعر الكتكوت بـ صفر في اتحاد منتجي الدواجن وذلك نتيجة عزوف المربين عن الإنتاج.
كم تبلغ احتياجات القطاع من الأعلاف شهريا؟
احتياج القطاع الشهري لصناعة الدواجن 900 ألف طن، كما أن اجتماع اتحاد منتجي الدواجن مع رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي ومع البنك المركزي المصري، ومع وزير الزراعة السيد القصير، كان في 16 أكتوبر الماضي من العام الجاري 2022، وتم الاتفاق على الإفراج عن مليون و400 ألف طن فقط من تلك الفترة حتى الآن، ولم يتم الإفراج إلا عن 770 ألف طن فقط من مدخلات الإنتاج.
ما تم الإفراج عنه حتى الآن ما يقرب عن 60 % فقط من الكميات المتفق عليها، ويجب الوصول لحل كلي وليس جزئيا، حيث إن الحل الجزئي خلق سوقا سوداء وسوف يسبب في انهيار صناعة الدواجن في مصر.
اتفقت وزارة الزراعة مؤخرا مع المزارعين على زراعة الذرة الصفراء بنظام الزراعة التعاقدي.. كيف يمكن أن يساعدكم هذا الاتفاق؟
بالطبع هي خطوة مهمة جدا، ولكن ثمارها ستكون على مدار الأشهر المقبلة وليس حاليا، مما يعني فجوة كبيرة في الإنتاج الداجني.
وإذا توقف الإنتاج سيكون أمام الدولة خيار استيراد الدواجن ومنتجاتها من الخارج، مما يعني أسعار مرتفعة على الدولة والمواطن، كما أنه لن يلبي الاستيراد حاجة السوق.