توقف العلاج وبصيص الأمل ضد السرطان ينهار.. وأهالي المرضى يصرخون: أنقذوا مستشفى 57357
مرض خبيث انتشر أواخر القرن الماضي، وتوغل بين أطفالنا الصغار، يلتهم أجسادهم النحيلة، علقهم بأسلاك المحاليل، وأسرة المستشفيات، بات يأكل أعضاءهم واحدا تلو الآخر دون إنذار، منهم من يكتشفون المرض مبكرًا، وبعضهم لا يعرف إصابته بالسرطان إلا في مراحله المتأخرة.
مرض يلتهم أعضاء صغيرة
وسط هذا الكم من القصص القاسية للأطفال، نتيجة التهام السرطان الخبيث لهم، دون اكتشاف دواء يقضي عليه، صدر بصيص من النور، متمثل في مستشفى سرطان الأطفال 57357 بالمجان، ليدب الأمل في نفوس ذوي المرضى مجددًا بادئين معركتهم ضد السرطان بكافة أنواعه.
على مدار السنوات الماضية، أصبحت مستشفى 57357 معقل حصين، مضاد للسرطان، تمتلئ بالألوان والألعاب والعروض، التي تساعد الطفل في اجتياز حربه ضد مرضه الضخم على حجمه الصغير، فكادت تكون بالنسبة للكثيرين رحلة ممتعة في بيتهم الثاني نظرًا لطول مدة العلاج بها.
صرخات ذوي أطفال السرطان تتعالى
تستقبل مستشفى 57357 العديد من الأطفال المرضي بصحبة ذويهم، قاصدين العلاج والتعافي من مرض أبناءهم، إلا أن هذا المعقل الحصين تعرض إلى أزمة مالية كبرى، قد تؤدي إلى إغلاقه في القريب العاجل، وإغلاق ملفات العديد من الأطفال، الذي تجاوز عمر علاجهم بالمستشفى نحو 5 سنوات.
غلق ملفات وتوقف علاج..روايات أهالي أطفال السرطان
تروي فتحية سعيد، والدة الطفل محمود سامح، من مرضى مستشفى 57357، تفاصيل رحلة علاجه، قائلة: ابني مريض سرطان عظام، وعمل 50 عملية في المستشفى، كل سنة 3 و4 عمليات، بعد استئصال الورم وتم بتر رجله، وبيتعالج فيها من 2014.
وأكدت فتحية أن نجلها في حاجة إلى إجراء 3 عمليات جديدة حاليًا إلا أنها فوجئت بغلق الملف، لتجاوز مدة علاجه الـ 5 سنوات، مشددة: لما سألت الملف اتقفل ليه، قالولي مفيش تبرعات، واللي بقاله 5 سنين هيتقفل ملفه.
«وافقت غصب عني، بس طالبت إنهم يعملوا العمليات الفاضلة، وأنا هتكفل بالعلاج، لكن مفيش حتى إمكانية دلوقتي للعمليات.. ابني بقى عنده تقوس، محتاج العمليات بسرعة.. أنقذوا المستشفى اللي بتعالج عيالنا»، هكذا اختتمت فتحية والدة محمود محارب السرطان حديثها لـ القاهرة 24.
مفيش إمكانيات..مفيش تبرعات
لم يكن محمود سامح الطفل الوحيد، الذي أٌغلق ملفه، نتيجة نقص التبرعات، بل تعرض حمدي يوسف صاحب الـ 15 عاما، لنفس الموقف، من حيث إغلاق الملف.
ويوضح حمدي لـ القاهرة 24، أنه مصاب بسرطان العظام، في ساقه الأيمن، ويخضع للعلاج بالمستشفى منذ 2014، إلا أنه في حاجة لإجراء عملية جديدة حاليًا، وعند التوجه إلى المستشفى، أبلغوه بإغلاق الملف، نظرًا لتجاوز مدة علاجه الـ 5 أعوام، معللين السبب عدم وجود إمكانيات حاليًا.
ويقول حمدي خلال حديثه: أنا مش معايا إمكانيات اتعالج بره، وأملي الوحيد في مستشفى 57357.. محتاج أكمل علاجي وأخف من السرطان.
وعلى جانب آخر عانت دنيا رضا، البالغة من العمر 20 عامًا، من إغلاق ملفها، فهي مصابة بسرطان العظام أيضًا، ولاتزال في حاجة لعناية المستشفى.
وخلال حديث والدها لـ القاهرة 24، أكد أن ابنته تتعالج منذ 8 سنوات بمستشفى 57357، وتم بتر قدمها، نظرًا لتوغل السرطان بالأعصاب، لذا قرر الأطباء بتر القدم، حتى يتم السيطرة على انتشار البؤر السرطانية.
وتكلفت مستشفى 57357 بتسليم دنيا قدم صناعي، إلا أنه تلف بعد أشهر، نظرًا لعمره الافتراضي، وحينما توجهت إلى المستشفى لاستلام القدم الجديد، فوجئت بغلق الملف نهائيا، نظرًا لعدم وجود إمكانيات حاليًا.
ويقول الأب: بنتي عروسة ومحتاجة القدم والعلاج، المستشفى ساعدتنا كتير، أتبرعولها عشان ولادنا تخف وتعيش.
