نتنياهو يعود لرئاسة الحكومة الإسرائيلية مع تشكيلة أكثر تطرفًا
عاد بنيامين نتنياهو، إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية مجددا، مع تشكيلة وزارية أكثر تطرفا، تضم في صفوفها أكثر النواب الإسرائيليين تطرفا إيتامار بن غفير، الذي يتوقع أن يتولى منصب وزير الأمن القومي بصلاحيات واسعة للغاية؛ ما يفتح الباب أمام ممارسته مزيد من الإرهاب بحق الفلسطينيين.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو، ليل الأربعاء، نجاحه في تشكيل ائتلاف حكومي ديني يميني، وأجرى اتصالا مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج، ليبلغه بتشكيلة الحكومة الجديدة قبل وقت قصير من انتهاء مهلة رئيسية لتشكيل ائتلاف حاكم.
وأكمل نتنياهو عودته بعد سبعة أسابيع من الانتخابات التي خلفت مشهدا برلمانيا معقدا لتشكيل حكومة.
وقاد نتنياهو، الذي كان رئيسا للوزراء من عام 1996 إلى 1999 ثم مرة أخرى من 2009 إلى 2021، حزب الليكود الذي يتزعمه للفوز بأكبر عدد من المقاعد في انتخابات نوفمبر الماضي، وهي الخامسة في البلاد خلال أربع سنوات.
ومع ذلك وبحصوله على 32 مقعدا فقط، احتاج الليكود إلى شركاء في الائتلاف للحصول على أغلبية 61 مقعدا في الكنيست.
الأكثر تطرفا
لا تُقارن حكومات إسرائيل في أيهما أكثر تطرفا بحق الفلسطينيين، فحتى الحكومة الأخيرة التي كانت تُوصف بأنها يسارية تحت قيادة يائير لابيد، شنت حربا على قطاع غزة والضفة الغربية، وقتلت الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، لكن تشكيلة نتنياهو الجديدة، تضم في صفوفها أكثر المجاهرين بالعنصرية تجاه الفلسطينيين، وتشير تقارير إلى أنها ستكون يمينية متطرفة إلى درجة استثنائية.
ووصف لابيد، نفسه الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي يشكلها نتنياهو، بأنها الكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته يائير لابيد، قد هاجم الحكومة الجديدة التي يشكلها نتنياهو، واصفا إياها بأنها الأكثر تطرفا في تاريخ البلاد.
وقال لابيد، في تصريحات خلال وقفة احتجاجية الشهر الماضي: نود إخبار الحكومة الجديدة التي يتم تشكيلها بأننا لسنا مغفلين، نحن لسنا هنا فقط لدفع الضرائب عنك وإرسال أطفالنا إلى الجيش من أجل حكومة لا ترسل أطفالها إلى الجيش.
واتهم لابيد، رئيس حزب نعوم، آفي ماعوز، برهاب المثلية وكراهية النساء، واستشهد بالسجل الإجرامي لعضو الكنيست إيتامار بن غفير، زعيم حزب عوتسما يهوديت، وكلا الشخصين عضوان في حكومة نتنياهو الجديدة، ويتوليان مناصب كبيرة.
وذكر لابيد، أن نتنياهو ضعيف وشركاؤه الأصغر منه أكثر تطرفا منه، وأنهم أجبروه على الاستسلام دون شروط.
ووصف لابيد، الحكومة الجديدة بأنها ستكون “حكومة مجانين".
قلق دولي من حكومة إسرائيل الجديدة
وأفادت مجلة بوليتيكو الأمريكية، في تقرير نشرته يوم الثلاثاء، بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تتجه لتحميل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسؤولية جميع أعمال الحكومة اليمنية المتطرفة المرتقبة والمناهضة للفلسطينيين.
وقال مسؤولان أمريكيان مطلعان على الأمر لبوليتيكو، إن إدارة بايدن ستعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي المقبل "مسؤولا بشكل شخصي عن أعمال جميع أعضاء حكومته الأكثر تطرفا، خاصة في حال أدت إلى سياسات تعرض الدولة الفلسطينية المستقبلية للخطر".
وأوضحا أن نتنياهو سيكون هو الشخص الذي سيلجأ إليه المسؤولون الأمريكيون علنا، ويرجعون إليه، ويعتمدون عليه في أي محادثات جادة تتعلق بقضايا تتراوح من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية إلى علاقات تل أبيب مع الدول العربية، خاصة بعد أن أكد نتنياهو قدرته على إدارة الأوضاع.
وذكر مسؤولان أميركيان أن لدى واشنطن "خيارات عملية"، وأن نتنياهو يمكن أن يتوقع أكثر بكثير من مجرد "تصريحات إخبارية شديدة اللهجة" من قبل وزارة الخارجية الأمريكية.