خطيب الجامع الأزهر: الرضا بقضاء الله وقدره من أسباب غفران الذنوب والقضاء على الجشع والطمع
ألقى الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، خطبة الجمعة اليوم، بالجامع الأزهر حيث دار موضوعها حول: الرضا بقضاء الله وقدره، مؤكدًا أن المعاصي كلها أصلها من عدم الرضا، والطاعات كلها أصلها من الرضا بقضاء الله وقدره.
خطيب الجامع الأزهر: الرضا بقضاء الله وقدره من أسباب غفران الذنوب والقضاء على الجشع والطمع
وأضاف الدكتور هاني عودة، أن الرضا عبادة قلبية ما أحوجنا إليها في عصرنا هذا، يذوق معها المؤمن طعم الإيمان وحلاوته، وهو أيضا علامة على صحة الإيمان؛ ومصداق ذلك ما جاء عن العباس بن عبد المطلب-رضي الله عنه- في الحديث الصحيح من قوله- صلى الله عليه وسلم:ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا"، وأن الله عز وجل وعلا بني إرادته على علم وحكمة وعفو ورحمة، فليس هناك أي أمر بلا ترتيب أو معرفة للعواقب أو تقدير للنتائج، وكل ذلك في غاية الرحمة واللطف بالعباد، حتى ولو كان الأمر في الظاهر أو الواقع على خلاف ذلك، كالمرض مثلًا يكرهه الإنسان ولا يحبه، وقد يكون فيه غاية اللطف والخير وعليه ثواب عظيم في الآخرة، وقد يغفر له بسببه من الذنوب والخطايا ما لا يعلمه إلا الله، ولو عرف فضله لتمنى أنه ظل مريضا طول عمره.
وبيّن مدير عام الجامع الأزهر، أن الله أراد بالقضاء والقدر طمأنة الناس بأن مستقبلهم بيده لا بيد العباد، حتى لا تخضع الرقاب إلا إليه، ويُعلم الناس أن العباد لا يمكنهم إنزال ضُر بأحد إلا إذا كان هذا الضُر قدرا مقضيَا، فالرضا هو باب الله الأعظم وجنة الدنيا، كما أن الذي يرضى بقضاء الله وقدره، فإن الله يملأ قلبه سعادة وسرورًا ورضًا، أما الذي يتسخط ويعترض، وينظر إلى غيره، فإنه يعيش في شقاء لا يعلمه إلا الله.
وأوضح خطيب الجامع الأزهر، أن مَن استقر الرضا في قلبه، امتلأ قلبه رضًا عن الله ويقينه، فصاحب الإيمان بالقدر يعيش عيشة هنيئة، ويحيا حياة كريمة طيبة؛ لأنه يعلم علم اليقين أنه لن يصيبه إلا ما قدره الله له، ولن يُخطئه إلا ما قدره الله له، كما أن الرضا بقضاء الله وقدره يأتي على الوجه الصحيح بالكثير من الثمرات العظيمة والأخلاق الجميلة والعبوديات المختلفة التي يعود أثرها على الفرد والجماعة في الدنيا والآخرة.
واختتم الدكتور عودة خطبته بأن ثمرات الرضا بقضاء الله وقدره كثيرة منها: الثمرات الإيمانية التي تعود على إيمان العبد بالزيادة، وثبات عقيدته، كما أن منها ثمرات أخلاقية تعود عليه بطيب النفس وحسن الخلق، بالإضافة إلى الثمرات النفسية الرائعة التي تكسب صاحبها السكينة والطمأنينة والراحة، وتضفي عليه الهدوء والأمان، كما أنه من أسباب غفران الذنوب والقضاء على الجشع والطمع والسخط في النفس، ليحل محلها رضًا وطمأنينة وتسليم.