10 أشهر من الدمار.. من يعطل مفاوضات إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية؟
تباينت الردود الروسية والأوكرانية بشأن العودة إلى طاولة المفاوضات للبحث عن وسيلة لإنهاء الصراع الدائر منذ فبراير من العام الجاري والتي أنهت شهرها العاشر من الدمار، إذ يسارع كلا الطرفين بإلقاء اللوم على الآخر بالتسبب في تعطيل التوصل إلى المفاوضات بين الرئيسين الخصمين في ساحة النزاع، والوقوف وراء استمرار الحرب الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية في القارة الأوروبية.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يقول من جانبه، إن روسيا مستعدة للتفاوض مع جميع الأطراف المشاركة في الحرب في أوكرانيا، كما يرى زعيم الكرملين أن كييف وداعميها الغربيين رفضوا الدخول في محادثات، ملقيًا باللوم في استمرار الصراع دون الوصول إلى خيوط توافقية للجلوس إلى المفاوضات على النظام الأوكراني وحلفائه الغربيين من بينهم أمريكا.
مفاوضات روسيا وأوكرانيا لإنهاء الحرب
ولم يتوقف بوتين عند ذلك الحد، بل زاد من تأكيده خلال لقاء له مع تلفزيون روسيا 1 الحكومي، بأن موسكو مستعدة للتفاوض مع كل المعنيين بشأن الحلول المقبولة لكن الأمر متروك لهم، مبينًا أنه لم يرفض التفاوض، وهم أي أوكرانيا وداعموها الغربيون من رفضوا التفاوض.
على خطى الزعيم الروسي، يقول الكرملين إنه قواته ستقاتل حتى تتحقق جميع أهداف موسكو، بينما تقول كييف إنها لن يهدأ حتى يتم طرد كل جندي روسي من جميع أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014، على حد قول الرئاسة الأوكرانية في العديد من بياناتها.
في الجهة الأخرى من روسيا وتحديدا في العاصمة الأمريكية واشنطن «عدو موسكو في الحرب الأوكراني غير المعلن» قال مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، في بيان سابق له، إنه بينما تنتهي معظم النزاعات في المفاوضات، فإن تقييم وكالة المخابرات المركزية هو أن روسيا لم تكن جادة بعد بشأن المحادثات الحقيقية.
أما على الجبهة القريبة من موسكو والمشاركة فعليًا في الحرب، يقول مستشار للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن على بوتين العودة إلى الواقع والاعتراف بأن روسيا هي التي لا تريد إجراء محادثات، منوهًا في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، أن روسيا لا تريد المفاوضات، لكنها تحاول تجنب المسؤولية.
تعليقات الطرفين بشأن أن كليهما يريد التفاوض فيما يرفض الطرف الأخر التفاوض، سبقها حديث للرئيس الروسي بوتين أكد خلاله أن موسكو تتصرف في الاتجاه الصحيح داخل أوكرانيا، معللا ذلك بان الكتلة الغربية بقيادة الولايات المتحدة تحاول تقسيم روسيا إلى أجزاء، على حد قوله.
وأضاف في كلمة سابقة له، أن الغرب بدأ الصراع في 2014 بالإطاحة برئيس أوكراني موال لروسيا، معتبرًا أن ما يسميه عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا تمثل لحظة فاصلة عندما وقفت موسكو في مواجهة كتلة غربية يقول إنها تسعى لتدمير بلاده منذ انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، في حين تقول أوكرانيا والغرب في بيانات متكررة لهم إن بوتين ليس لديه أي مبرر لدخول قوات الدب الروسي إلى أوكرانيا، رافضين الإفصاح عن تحمل أي منهما لتعطيل الوصول إلى طاولة المفاوضات لإنهاء الحرب التي يترقب العالم انتهائها وليس أوروبا فقط.