في لقاء الوفد الإعلامي المصري بمشاركة القاهرة 24│ رئيس البرلمان العراقي: الوضع مختلف الآن وبدأنا إعادة الإعمار.. ومن الممكن تقديم النفط لمصر مقابل السلع
الأردن حلقة الوصل الموثوقة بين مصر والعراق
المصريون كانوا مفصلا رئيسيا في حياة العراقيين حتى غزو الكويت
من الممكن أن نقدم النفط لمصر مقابل السلع
نهضة مصر الآن عملية وبراجماتية والقاهرة ودعت مرحلة الشعارات
وجود قرار عربي موحد سيساهم في الحد من التدخلات الخارجية
الوضع في العراق اختلف وبدأنا حل المشاكل وإعادة الإعمار
تحدث رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، عن العلاقات التاريخية التي ربطت مصر والعراق معتبرًا أن المصريين كانوا مفصلا رئيسيا في حياة العراقيين حتى غزو الرئيس صدام حسين لدولة الكويت، إلى جانب آلية تطوير تلك العلاقات والمشروعات المشتركة بين البلدين.
جاء ذلك خلال استقباله وفدًا من الصحفيين والإعلاميين من مختلف وسائل الإعلام المصرية بحضور الكاتب الصحفي محمود المملوك رئيس تحرير القاهرة 24، بدعوة من مؤيد اللامي، نقيب الصحفيين العراقيين ورئيس اتحاد الصحفيين العرب.
رئيس مجلس النواب العراقي استهل الحديث خلال اللقاء بعلاقته مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، مستشهدًا بنصيحة السيسي له حول فشل التيارات الإسلامية والقومية فى إدارة البلدان العربية خصوصا جماعة الإخوان: ابعد عن الوحش وأكثر من الكويس، ولا تلتفت لهذه الهوامش.
وأوضح أنه كلما كان العراق مستقرا كلما كان ذلك فى صالح الأمن القومي العربي، والآن فإن الأردن صار حلقة الوصل الموثوقة بين مصر والعراق.
وأكد الحلبوسي أن المصريين كانوا مفصلا رئيسيا في حياة العراقيين حتى بعد غزو الكويت، مبيّنًا أن الجيل الجديد من العراقيين لا يعرف عمق هذه العلاقة.
واستشهد الحلبوسي بأحد المواقف التي قوبل بها في مصر قائلًا: ركبت تاكسى في القاهرة عام 2005، ورفض السائق أن يأخذ مني الأجرة، قائلا إنه اشترى هذا التاكسي من عائد عمله في العراق.
وحول تطوير العلاقات بين مصر والعراق، شدد أن العراق يحتاج المصريين بقوة، ويجب أن تكون عودة العلاقات بطريقة واضحة ومنظمة، لاسيما أن نهضة مصر الآن عملية وبراجماتية والقاهرة ودعت مرحلة الشعارات وصارت تتحدث الآن وقامت ببناء العديد من المدن السكنية، ودشنت الطرق والجسور والكباري والبنية التحتية، وبالتالي فهي تتبنى الآن خطاب الإنجاز.
وحول تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدان، كشف رئيس البرلمان العراقي أن بلاده لا تمتلك إيردات سوى النفط ولديها العديد من أوجه الإنفاق.
تصدير النفط العراقي لدول خارج حصة أوبك
وأضاف: لدينا نقطة مهمة وهي إمكانية تصدير النفط للدول الصديقة الجارة خارج حصة أوبك، وهو ما نفعله مع مصر والأردن وتركيا، ويمكن عبر هذه الصيغة أن تتم العلاقات فى جزء منها بالتبادل العيني، أي أن يقدم العراق النفط لمصر التي ترد له في المقابل السلع وخدمات أخرى في صورة مشاريع، وهي صيغة أقرب ما تكون إلى النفط مقابل المشروعات، وهذا الأمر أبلغته للعديد من المسئولين المصريين الذين قابلتهم في الفترة الأخيرة.
ظاهرة التطرف التي تنامت في المجتمع العراقي خلال السنوات الماضية كانت أيضًا مسار الحديث في اللقاء، حيث أكد أن تلك الحالة لم يكن لها وجود حتى عام 2003، لكن بعد الاحتلال الأمريكى وارتباك الملف الأمني، وحل الجيش العراقي كانت المسئولية غير واضحة وكان طبيعيا أن تنشأ المقاومة ضد الاحتلال.
وحول هذه النقطة قال: هنا بدأ الصراع خصوصا بعد زيادة الاعتقالات، ومطاردة كل المنتمين لحزب البعث.
وكشف الحلبوسي أن أحد رجال الأمن أيام صدام حسين كان إنسانا عاديا ودخل السجن ثلاث مرات، وفي المرة الأخيرة هرب من سجن أبوغريب، ليصبح الرجل رقم 3 في تنظيم داعش.
المسيحيون في العراق هو ملف غير واضح للكثيرين، لكن الحلبوسي في اللقاء وصفهم بأنهم ملح الأرض، مشيرا إلى خطورة أن أعدادهم بدأت تقل بعد انصهارهم مع إخوانهم المسلمين لقرون.
كما تطرق إلى ملف التدخل الخارجي في صناعة القرار العراقي وشئونه، حيث أكد أنها كثيرة موضحًا أن: الأمريكيين قالوا لنا نحن حريصون على أن تتخذوا قراراتكم بأنفسكم، ليرد هذا كلام جميل لكنه يحمل مغالطة كبرى فأنت الأمريكى جئت واحتللت البلد، وتقول لي خذ قرارك بنفسك بعد أن مكنت الإيراني والتركي من التدخل في شئوني، أنتم الأمريكيون من فرضتم هذه المعادلة الغريبة، وعليكم أن تساعدوا في حلها وتبعدوا الآخرين عن بلادنا أيضا.
الحلبوسي يرى أن وجود قرار عربي موحد سيساهم في الحد من تلك التخدلات، على سبيل المثال لو أن كلا من إثيوبيا وتركيا أدركتا أن هناك موقفا عربيا موحدا مع مصر والعراق فيما يتعلق بقضية المياه، فلن تجرؤ أيهما على التصرف بالطريقة التي تتصرف بها الآن، مطالبًا بتسليط الضوء على النقاط الإيجابية مثلما حدث مع المنتخب المغربي في كأس العالم الأخير، حينما التف حوله كل العرب.
وفي شأن آخر، ذكر أن: التنسيق والتكامل العربي هو الحل، وعلى سبيل المثال جاء الأمير صباح الأحمد إلى العراق عام 2019، وناقشنا إقامة منطقة حرة في البصرة برأسمال كويتى والمنتج عراقى ويباع فى أسواقنا والعمالة مليون عراقي وتخدم المناطق الأكثر فقرا، وللأسف فقد توقف المشروع، وبالتالى فعلينا دائما ألا نتوقف عن العمل على استعادة التضامن العربي على أسس حقيقية تخدم مصالح الناس لأنه سيحل لنا العديد من المشاكل.
العلاقات العراقية مع الكويت
وأكد أنه كرر زياراته للكويت، موضحا: حتى أواجه أي قوى تحاول إفساد العلاقات، لأن تصريحا واحدا خاطئا قد يخرب علاقة بلدين فى المنطقة، نعم الخيرون كثيرون، لكن المنحرفين والمتطرفين رغم قلتهم قادرون على التأثير السلبي في علاقات دول المنطقة.
وعن الوضع الحالي في العراق، أكد: أنه اختلف والمناطق هدأت كثيرا، وبدأنا حل المشاكل وإعادة الإعمار، كما توجد خطة لإلغاء قانون اجتثاث البعث الذي ظلم بعض الناس الذين كانوا أعضاء أو موظفين عاديين جدا في الحزب، فى حين أن إقليم كردستان تصرف بطريقة أفضل ورفع شعار عفا الله عما سلف.
وبيّن أن: من مصلحة الغرب أن تكون هناك حكومة مسئولة في العراق، ليس حبا في العراق، ولكن حتى يقنع الغرب نفسه بأن المعادلة التى فرضها بعد 2003 ماتزال تعمل وحتى يستمر شعار تداول السلطة فعالا.
وخاطب الحلبوسى الصحفيين المصريين قائلًا: وجودكم مهم للشعب العراقي، ونحتاج أن تنهض الأمة العربية على أسس صحيحة.