كبار العلماء رفضوا توليته.. محطات من حياة مصطفى عبد الرازق في ذكرى اختياره شيخًا للأزهر
تمر اليوم 27 ديسمبر الذكر الـ 77 لتولي الشيخ مصطفى عبدالرازق، الأستاذ الجامعي والصحفي والفيلسوف، مشيخة الأزهر الشريف.
مولده ونشأته وتعليمه
ولد الشيخ مصطفى عبد الرازق، عام 1885 في أسرة وطنية ثرية في قرية أبو جرج بمحافظة المنيا؛ وكان والده حسن عبد الرازق أحد مؤسسي جريدة الجريدة التي دعت إلى الحكم الدستوري والإصلاح الاجتماعي والتعليم، وكذلك كان والده من مؤسسي “حزب الأمة”.
درس الشيخ مصطفى عبد الرازق في صغره على يد كل من الشيخ محمد عبده، والشيخ بسيوني عسل- أستاذه في الفقه، والشيخ محمد حسنين البولاقي، والد أحمد حسنين باشا، والشيخ أبو الفضل الجيزاوي، وغيرهم.
وحفظ الشيخ عبد الرازق رحمه الله، القرآن الكريم في صغره، والتحق بالأزهر الشريف حيث درس القضاء الشرعي، ثم سافر إلى فرنسا ودرس في جامعة "السوربون"، ثم جامعة ليون التي حاضر فيها في أصول الشريعة الإسلامية.
الشيخ مصطفى عبد الرازق حصل على شهادة الدكتوراه برسالة عن الإمام الشافعي أكبر مشرعي الإسلام، وترجم إلى الفرنسية رسالة التوحي" للإمام محمد عبده بالاشتراك مع برنار ميشيل وألفا معا كتابا بالفرنسية.
يذكر أنه بعد عودة الشيخ مصطفى عبد الرازق إلى مصر، عين موظفا في المجلس الأعلى للأزهر، ثم مفتشًا بالمحاكم الشرعية، وكان نشطا في الصحافة والسياسة.
مصطفى عبد الرازق.. أول من عين وزيرًا للأوقاف من الأزاهرة
ويعد الشيخ مصطفى عبد الرازق، هو أول أزهري يعين وزيرًا لـ الأوقاف، كما عرف عنه أنه مجدد الفلسفة الإسلامية في العصر الحديث ومؤسس المدرسة الفلسفية العربية.
قصة رفض كبار العلماء تولي الشيخ مصطفى عبد الرازق لمشيخة الأزهر الشريف
يذكر أنه حال تولي الشيخ مصطفى عبد الرازق مشيخة الأزهر، في 27 من ديسمبر سنة 1945، لاقى هذا القرار نوعًا من الرفض بين مجموعة من كبار العلماء في الأزهر؛ معللين بأن شيخ الأزهر ينبغي أن يكون من هيئة جماعة كبار العلماء، ولا يُعيَّن بالهيئة إلا من تولَّى وظائف معينة في القضاء الشرعي، أو درس بالأزهر مدة معينة.
الشيخ مصطفى عبد الرازق لم يكن باشر التدريس بالأزهر، وكان ذلك أحد أبرز الأسباب التي دعت كثير من أعضاء هيئة كبار العلماء حينها إلى رفض قرار تعينه شيخًا للازهر الشريف، إلا أنه في هذه الفترة صدر قانون جديد يقضي بأن يكون التدريس في الجامعة مُسَاويًا للتدريس في الكليات الأزهرية في الترشيح لـ مشيخة الأزهر، إلا أنه لم يستمر في منصبه أكثر من عام حيث تم اختياره أميرًا للحج بعد عام واحد من تعيينه شيخًا للأزهر، فخرج لأداء الفريضة في 28 من أكتوبر سنة 1946م، ولبث في رحلته شهرًا وأيامًا ثم عاد ليتفرغ لاستئناف وجوه الإصلاح في الأزهر.
وفاة الشيخ مصطفى عبد الرازق
ذهب الشيخ الإمام مصطفى عبد الرازق في 15 من فبراير سنة 1947م إلى مكتبة الأزهر فترأس جلسة المجلس الأعلى للأزهر ثم عاد إلى بيته فتناول طعامه ونام قليلا، ثم استيقظ فتوضأ وصلَّى، ثم شعر بإعياء شديد فاستُدعي الطبيب فوجد أن الشيخ قد وافته المنية، فقد نفذ قضاء الله فيه، ولا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، ولكل أجل كتاب.