الإفتاء عن زفة فتاة الشرقية الشريفة: العذرية ليست قرينة على ثبوت عفة المرأة
قبل عدة أسابيع، انشغل الرأي العام المصري بقضية فتاة قاصر أقام لها والدها زفة شرف أمام أهل قريتها؛ حاملًا إياها على كتفه سيرًا في وسط البلدة، بينما حاوطه عشرات الأهالي فرحًا بثبوت شرف الفتاة كما يدعون، بعدما أثبت الطب الشرعي عذريتها، وهو ما عرف إعلاميًا بقضية فتاة الشرقية.
زفة فتاة الشرقية الشريفة العفيفة
الفتاة صاحبة الـ 16 عامًا تزوجت لليلة واحدة، ثم طلقها زوجها صباح اليوم التالي بدعوى عدم عذريتها، وهو ما دفع الأب لاصطحاب ابنته إلى الطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي عليها لإثبات عذريتها، ثم عاد لأهل بلده مقيمًا زفة لابنته بعدما حصل على التقرير الطبي المؤكد لسلامة غشاء البكارة لدى الفتاة.
رأي دار الإفتاء فيما حدث لفتاة الشرقية
وبتحكيم الدين في هذه القضية، تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا حول حكم ما حدث في هذه الواقعة، حيث طلب السائل كذلك بيان ما إذا كان للعذرية أثر على النكاح؟ وهل العذرية دليل على شرف الفتاة وعفتها؟
وقالت دار الإفتاء في ردها على هذه الأسئلة، إن عمل الزفة المذكورة للاحتفال بثبوت عذرية الفتاة بعد الكشف الطبي عليها مخالف للمسلك الأخلاقي النبوي.
الإفتاء: العذرية لا ترقى لكونها قرينة على ثبوت عفة المرأة أو نفيها
وأكدت الدار خلال فتوى أصدرها الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، منشورة عبر موقعها الرسمي، أن العذرية لا ترقى إلى عدِّها قرينة على ثبوت عفة المرأة ولا نفيها، فمن المقرر شرعًا أن غشاء البكارة قد يزول بسبب اندفاع دم الحيض أو الركوب على شيء حاد أو نحو ذلك، وعَدَمُها ليس عيبًا يفسخ به النكاح، والدليل على شرف الإنسان وعفته: أخلاقُه وتقواه وسلوكه الحسن بين الناس.
وأوضحت الدار أن العذرية مصطلح يُطلَق ويراد به في الأغلب: عدم ممارسة المرأة الجماع من قبل، وتثبت العذرية في زعم العامة بالاختبار والتحقق من وجود غشاء بكارة سليم، على التوهم الشائع من أنَّ غشاء البكارة لا يمكن أن يتمزق إلا نتيجة ممارسة الجماع.
ولفتت الإفتاء، إلى أنه من المقرر في الفقه الإسلامي أنَّ البكارة -وهي أعم من العذرية- أمر اعتباري لا حسي؛ فهو لا يرتبط ارتباطًا عضويًّا بوجود غشاء العُذْرة؛ إذ قد يزول غشاء العُذْرة وتظل البنت بكرًا حقيقةً وحكمًا كما إذا زال بغير الوطء؛ بوثبة، أو حِدَّة حيض، ونحو ذلك، وبذلك وردت الآثار عن السلف الصالح من الصحابة والتابعين.