السبت 02 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

صوت الأزهر.. صوت للإنسانية في القلوب

الخميس 29/ديسمبر/2022 - 10:46 م

منذ أيام قليله هنأ الأكبر فضيلة الدكتور الشيخ أحمد الطيب البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك كراز المرقسية، والبابا فرنسيس بابا روما وسائر رؤساء كنائس الشرق والغرب بعيد ميلاد السيد المسيح له كل المجد وكل الشعوب المسيحية في كل مكان.

ولكن ما كان أحزنني هو هجوم البعض على فضيلة الإمام الأكبر وتكفير كل من حاول تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد المجيد ورأس السنه الميلادية الجديدة، وكأن من يهنئ المسيحيين كأنه يشاركنا في كفر من وجهة نظر البعض.

رأس السنه الميلادية الجديدة


ولكن ما أسعدني أكثر هو عندما رأيت الصفحة الأولى من عدد جريدة صوت الأزهر الأخير والتي كانت تحمل الكثير والكثير من الرسائل المهمة والضرورية لكل قلب لم يدع فرصة للنور أن يتسلل بين طياته.

رسائل ليست تحمل فقط معاني دينية جميلة ونبيلة ولكن معاني إنسانية عظيمة تسعى لإثمار روح المحبة ونبذ الكره والتطرف والهجوم دون إدراك أو وعي.

فهذا بالفعل ما نتمناه ونحلم به لبلدنا الحبيبة مصر، وهو نبذ العنف والعيش في حاله تآخٍ، في جو تسوده المحبة، ويسوده السلام دون كره أو بغيضة تجاه أي إنسان يكون مختلفا معنا في الديانة أو في الفكر، لأننا في نهاية الأمر كلنا مصريون، وكلنا ننتمي لبلد واحد هو مصر، مصر، التي من أجلها حارب المسلم بجوار المسيحي، وكما كان هناك أبطال سطروا انتصارات تاريخ مصر من المسلمين، كان أيضا هناك الكثير من الأبطال المسيحيين الذين سطروا أيضًا بدمائهم تاريخ مصر العظيم.
ربما لا أنكر أو لا أعترف بأنني كان قد تملكني الحزن عندما كنت أرى بعض التعليقات التي تتهجم على فضيلة الإمام الأكبر أو على تعليقي أيضًا عندما علقت على رسالة التهنئة التي كان قد كتبها فضيلته إلى رؤساء الكنائس في كل دول العالم، ولكن ما جعل حزني يختفي هي تلك الرسائل العظيمة التي تصدرت في الصفحة الأولى من عدد جريدة صوت الأزهر الأخير.

ليست لتعبر عن صوت الأزهر فحسب بل كانت صوت للإنسانية وصوت للعقل الذي لا بد أن يأتي يومًا وينتصر على خفافيش الظلام الذي تعشش في بعض القلوب.

فهناك أصوات كثيرة تحاول أن تعلي صوت الكراهية، ولكن لا بد أن ينتصر الحب في النهاية لأن الله هو الحب والله دائمًا هو من يسطر برحمته وبمحبته النهايات السعيدة.
شكرًا فضيلة الإمام الأكبر وأتمنى أن أحظى بمقابلة فضيلتكم يومًا ما، وشكرًا لكل صوت عاقل يحاول نبذ العنف ويحاول أن يهدّ كل عشش الظلام التي سكنت القلوب لفترات طويلة، فلولالكم ولولا مجهوداتكم لما كان للحب أن ينتصر في نهاية الأمر، وأعرف أن ما زرع خلال عقود كثيرة ربما لن ينتهي في ليلة وضحاها، ولكن سينتهي في نهاية الأمر، وسينتصر الحب في النهاية، لأنه ليس من المعتاد أو الطبيعي أن ينتصر الشر على الخير، ولا أن تنتصر الكراهية على المحبة والتآخي.
ومهما حاولوا أن يفرقوا شتات هذا الشعب لن يستطيعوا فهذا الشعب مبارك منذ الأزل، أو كما قال الكتاب المقدس مبارك شعبي مصر، والشعب الذي باركه الله بالتأكيد لن تهزمه قوى الشر.

تابع مواقعنا