تواشيح وذكر وقرآن كريم في الذكرى الأربعين لسائح بريطاني عاش وتوفي في الأقصر
أحيا مواطن أقصري ذكرى الأربعين لوفاة صديقةً الإنجليزي بالذكر والقرآن الكريم والتواشيح الدينية، والذي دامت صداقته معه 20عامًا في لمسة وفاء له بعد وفاته، وتعبيرًا عن العرفان بالصداقة والمودة التي جمعت بينهما طوال تلك السنوات.
إحياء الليلة بالقرآن الكريم والذكر
وشهدت ذكرى الأربعين التي أقيمت على روح السائح تلاوة القرآن الكريم ومديح نبوي ومأدبة عشاء على روح السائح الإنجليزي، بحضور عدد كبير من المصريين والسائحين من أصدقاء السائح المتوفي، وعدد من أهالي البلدة بالبعيرات غرب مدينة الأقصر.
صداقة دامت لـ 20عامًا
يقول محمد عبد الفتاح الأسواني 46 عامًا، وهو من أقام ذكرى الأربعين لصديقه الإنجليزي في حديث خاص لـ القاهرة 24، لدي منزل بالبعيرات أقوم بتأجير بعض الشقق فيه، ومنذ 20 عامًا، أتى سائح إنجليزي يدعى كاري جيمس، واستأجر إحدى الشقق لدي، ومن يومها نشأت صداقة بيننا لما لمست فيه من طيبة ومودة.
تنبأ بمولودي الأول
و يواصل ابن الأقصر حديثة قائلا: كان كاري جيمس يعمل معلمًا بجنوب إنجلترا وأحيل للمعاش، وكان دائم التردد ما بين الأقصر وإنجلترا، وكان ودودًا ونمت بيننا علاقة أسرية، وتنبأ بأن الله سيرزقني بالمولود الأول، وستكون بنتا، وأنّي يجب أن أسميها اسمًا أتمنى تحقيقه، فرزقني الله بنتًا فأسميتها أمنية.
أصيب بمرض السرطان
ويضيف ابن الأقصر: داهم صديقي الإنجليزي مرض السرطان اللعين، وطوال تلك الفترة كنت أنا وزوجتي وأبنائي في رعايته، حتى أننا كنا نسهر طوال الليل بجواره، وطوال 4 شهور و10 أيام من مرضة لم أترك طبيبًا أو مستشفى إلا وذهبت به للعلاج، وكنت في رعايته رعاية تامة، حتى أني كنت أطعمه وأدخله الحمام، وأتولى كافة شؤونه.
الدفن بالأقصر
ويقول ابن الأقصر: توفى صديقي الإنجليزي في 18 نوفمبر الماضي، عن عمر ناهز الـ 76 عامًا، بعدما انتشر مرض السرطان في جسده، وتسبب له في انفجار بالمخ، وقبل وفاته نطق بالشهادتين بحضور أحد أصدقائي من مشايخ الأزهر، وتواصلت مع بنت خالته بعد أن أعطاني رقمها، ولم ألقى استجابة منها، وتم دفنه بالأقصر، ومن يومها عاهدت نفسي أن أحيي دومًا ذكرى وفاة صديقي، وتصدقت بملابسه على الفقراء ترحمًا على روحه.
