إيناس مكي: الدين مش عدو ومش هيبعدني عن التمثيل.. والندية بين الست والراجل خربت البيوت | حوار
الدين بينظم حياتنا وبيحافظ على حقوق المرأة
مينفعش نقول إن الراجل زي الست أبدا.. ربنا خلقنا مختلفين
المساكنة فكرة هدامة وزنا ودعارة مُرخصة
إحنا كنا عايشين في سواد أيام الإخوان وكنا هنبقى داعش
حصلتلي أزمة نفسية بعد 25 يناير وابتعدت 7 سنين عن المجال
برفض الأدوار الجريئة وده رأيي من 20 سنة ومش هغيره
لازم يكون فيه مشاهد حميمية في السينما وبكون شايله همها
أنا مقدرش أظهر بملابس النوم ولا أصور قبلات ولا مشاهد حميمية
أحمد مكي راجلي في الدنيا
مندمتش على أي عمل حتى فيلم ركلام لأنه مكانش جريء
نفسي قلبي ميوجعنيش والناس تفتكرني بعد وفاتي.. بتلك الكلمات تحدثت الفنانة إيناس مكي عن وصيتها وكشفت أسرارا لأول مرة من حياتها وسر غيابها 7 سنوات عن الساحة الفنية بعدما قدمت العديد من الأعمال التي تعلق بها الجمهور لعل أبرزها مسلسل لن أعيش في جلباب أبي.
وفتحت إيناس مكي قلبها لأول مرة خلال حوارها مع القاهرة 24، وكشفت عن وصيتها وأمنيتها في الحياة، بجانب الحديث عن تأثير والدتها في نشأتها.
وخلال حوارها مع القاهرة 24 كشفت عن رأيها في المساكنة والمساواة بين الرجل والمرأة وسر رفضها للمشاهد الجريئة.. وإلى نص الحوار:
في البداية.. ما السر وراء قلة أعمالك مؤخرًا وغيابك عن المهرجانات الفنية؟
طول عمري مش بحب المناسبات ولا المهرجانات ولكني بظهر في الإعلام عادي وبرامج كتير، واللي حصل إني توقفت 7 سنتين وعملي انقطع عن السوق ومبقتش موجودة وبالتالي هروح ليه؟ وأنا معنديش ولا فيلم أو مسلسل نازل في المهرجان، مع إن فيه ناس ملهموش علاقة بالفن بيروحوا المهرجانات لمجرد التصوير.
دائمًا تتردد أنباء حول وجود خلاف بينك وبين شقيقك أحمد مكي.. فما حقيقة تلك الأنباء؟
الناس بيقولوا كدا عشان مش بنظهر سوا في أعمال كتير، وأنا جاوبت على السؤال دا كتير، هو طالما مش بنمثل مع بعض يبقى فيه خلاف؟ والناس مش مترجمين أن عادي نكون مش بنشتغل سوا.
هل نجومية أحمد مكي أثرت عليكي بالسلب في الوسط الفني؟
لا على الإطلاق، لم تؤثر عليا ولا بـ السلب ولا الإيجاب، لأن أعمالي ملهاش علاقة بأحمد والاتنين مختلفين ولكن دا مالهوش تأثير سلبي علينا كأخوات هو راجلي في الدنيا.
هل سبق وشعرتي بالندم على عمل قدمتيه في بدايتك الفنية، مثل ركلام؟
مندمتش على أي عمل، وفيلم ركلام معروف أنه اتشال في المونتاج كذا دور مش دوري أنا لوحدي، ومع ذلك أنا معنديش فكرة الندم في الحياة ودا مريحني نفسيا وعندي رضا، وأنا مكنتش بقرأ الغيب ومكنتش أعرف أن أدوارنا هتترمي في المونتاج ورانيا يوسف قالت إنها متبرية من الفيلم وملهاش علاقة بيه، وكل الفنانين ردوا والناس حاولوا يوقعوا بين الفنانات والأبطال في الفيلم ويقولوا إن فيه فنانة هي اللي شالت أدوارنا في المونتاج، بس أنا قولت أنا مالي ومال زميلتي؟ ولحد دلوقتي أنا مش قادرة أفهم ليه دا حصل، مش منطقي شركة الإنتاج تتكلف ثمن ديكور كامل وفي الآخر يتشال، لمصلحة مين؟ معقول شركة الإنتاج صرفت على الفاضي؟
ولكن ما تعليقك على وصف الجمهور لـ فيلم ركلام بـ الجريء؟
فيلم ركلام مكانش جريء ولكن قماشة الفيلم بتتكلم عن اختلاف شخصيات نساء في المجتمع، سواء بنت في الكباريه أو بياعة في محل، لحد أستايل الركلام اللي في الكباريهات مع إنه موجود في الواقع ولكن بالنسبة لمجتمعنا بيعتبر الموضوع أنه جرئ وإزاي نتكلم عن الناس دول، ولكن مفهوش مشاهد جريئة.
هل تغير موقفك من الأدوار الجريئة منذ أزمة المخرج داوود عبد السيد أم مؤمنة بنفس المبادئ؟
أنا برفض الأدوار الجريئة، زي ما حصل مع داوود عبد السيد وكنت بطلة فيلم أنا وحنان ترك، قبل هند صبري، ولكننا اختلفنا ومنح الدور لـ هند، وأنا دلوقتي نفس شخصيتي ومبادئي بتاعتي من زمان ومش هتغير، وعليا كـ فنانة أنقل المشاهد والمعنى اللي المخرج عايز يوصله؛ لأن الفنان مادة موصلة للحرارة، ولكن هذا لا يمنع أننا نتفاهم مع المخرج على المشاهد بحيث أنها تكون لائقة وغير خادشة للحياء أو سخيفة، والمخرج ممكن يتقبل ودماغه تكون قريبة منك، أو مخرج تاني هيرفض التناقش تمامًا زي ما حصل، ودا نفس رأيي من 20 سنة فاتوا ومش هغيره لأنه نابع من شخصيتي.
بعض الفنانات يؤكدن أن هناك إغراء شيك وغير خادش للحياء.. فهل تؤمنين بهذا المصطلح؟
لازم يكون فيه مشاهد حميمية في السينما سواء إغراء أو لأ.. لو المخرج عايز يوصل رسالة إن حصل علاقة بين بنت وولد هيوصلها إزاي؟.. ولازم نعمل المشاهد دي ولكن هوصل العلاقة بمليون طريقة في الكادرات وفيه مشاهد بتكون بذيئة ومنحلة ولكن نقدر نقدمها بـ زوايا مناسبة متخدش حياء المشاهد.
وماذا إذا عُرض عليكِ الظهور بملابس جريئة لكن دون وجود مشاهد حميمية؟.. هل ستقبلين؟
المشاهد الحميمية زي الأكشن، بكون شايله همها كـ ممثلة هعملها إزاي؟ زي الممثل اللي بيعمل أكشن بيكون شايل همه لأنه صعب، وفيه مدرسة من المخرجين زي داوود عبد السيد، بيرفض النقاش في المشاهد كأنك بتدخلي في الإخراج، ولكن أنا بتكلم بخصوص دوري عشان أقدر أحكم هل المشاهد دي صعبة ولا لا وهقدر أصورها ولا لا؟ ودا اللي حصلي مع داوود لأن السيناريو من تأليفه وهو مش أي حد دا مخرج كبير، وكان كاتب تفاصيل فوجئت بيها والدور كان 30 مشهدا وكاتب منهم 7 مشاهد هكون بملابس النوم، وكان لازم أسأل المشاهد دي هتتصور إزاي؟ وهو لم يتقبل كلامي، وفي النهاية دي وجهات نظر، وأنا مقدرش أظهر بـ ملابس نوم أو ملابس جريئة.
ولكن هذه المشاهد كانت موجودة منذ أفلام الستينيات.. فما الفرق؟
الفرق في وجهات النظر، بعض الفنانات بيقدموا المشاهد دي عادي ولحد دلوقتي موجودين وبيقولوا دا تمثيل، ولكن أنا مقدرش أظهر بملابس النوم ولا أصور قبلات ولا مشاهد حميمية، وداوود عبد السيد لما سألته هعمل المشاهد دي إزاي، قالي إنتي معترضه على إيه؟ وسألني بشكل واضح ورديت بشكل واضح وقولتله أنت كاتب التفاصيل وأنا مستحيل أصور بملابس زي دي قدام كاميرا، وهو أنهى الموضوع بدون نقاش.
هل فنانة الإغراء مظلومة من المجتمع؟.. ولماذا لا يستطيع الجمهور التفريق بين الحقيقة والتمثيل؟
دي نقطة قوية، وفعلا لازم نطلب من الجمهور يفهم أن دا تمثيل، بمعنى لو أنا طلعت بقتل ومجرمة، الجمهور أكيد فاهم أن دا تمثيل ومش حقيقتي، ليه بقى مش بيستوعب أن المشاهد الحميمية والإغراء تمثيل؟ لأن ببساطة إحنا اتربينا على بيئة معينة وأفكار دينية بتحكمنا وخلتنا منقبلش بالمشاهد دي.
هل رفضك لمشاهد الإغراء عطل من مسيرتك الفنية وأبعد عنك المخرجين؟
لا، لأن تمثيلي أغلبه كوميدي وعمري ما كان أساس مهنتي الإغراء والبنت الحلوة، مع إني عندي مقومات أكون ناجحة جدا فيها، ولكني بميل للكوميدي وحتى لن أعيش في جلباب أبي كان دراما ولكن دوري ظهر بشكل كوميدي وكنا بنعمل إيفيهات متتنسيش أنا وعبلة كامل مع إن المشاهد مكنش فيها أي كوميديا.
بالحديث عن الفنانة عبلة كامل.. هل مازلتِ تتواصلين معها؟
مع الأسف مش بنتواصل وحاولت وسألت عليها ولكنها معتكفة ومنقطعة حتى عن زملائها ومع الكل، لدرجة عشان اطمن عليها كلمت شخص في النقابة وعرفت أنها كويسة بس منقطعة والله أعلم إيه السبب.
توقفتِ عن التمثيل 7 سنوات بعد ثورة 25 يناير.. هل كان اعتزالا رسميا أم صدمة من عصر الإخوان؟
أنا ابتعدت 7 سنين ولكنه مكنش اعتزال بشكل رسمي وكان ابتعاد بسبب الثورة وكنت مدركة أن الناس عايشين حياتهم عادي وبيتقابلوا وبيسهروا ولكن أنا حصلت لي أزمة نفسية، والناس كانت بتتثبت في الشارع والسجون اتفتحت في عصر الإخوان، وحصلي فزع وتجمد، ومبقتش عارفة هنعيش إزاي؟ والوسط الفني اتغير خلال الـ 7 سنين دول.
هل كان لديك أمل أننا سننجو من عصر الإخوان أم فقدتِ الأمل حينها؟
إحنا كنا عايشين في سواد ومش فاهمين في إيه؟ والمعيشة والبلد والأمن والأمان اتضرب وكنا هنبقى داعش وفي حالة رعب، ولكن الحمد لله مصر المحروسة مش كلمة هباء، ولكنها محروسة من ربنا لأنه ذكرها كتير في القرآن، فيه إيه أكتر من كدا؟ إحنا عندنا حماية خاصة إلهية والحمد لله وضعنا اتبدل.
بعيدًا عن الكوميديا.. هل هناك موضوع محدد تتمنين تقديمه في عمل فني؟
إحنا عندنا مليون موضوع نقدمه، ونفسي أتكلم عن الندية بين الست والراجل في المجتمع؛ لأنها خربت بيوت كتير وأصبح فيه جيل كامل من الأطفال عايشين مع بابا أو ماما مبقاش فيه الاتنين؛ بسبب نسبة الطلاق، وخلاص هيبقى السؤال طبيعي أنت عايش مع بابا ولا ماما؟ ونفسي أقدم الموضوع دا في عمل فني بموضوعية كاملة، وأقدم نماذج مختلفة الجزء دا بموضوعية في فيلم ونقدم نماذج مختلفة ونقول إن الاتجاه دا خاطئ، راحت فين المودة والرحمة؟
ولكن ما رأيك في فكرة المساواة بين الرجل والمرأة؟ هل غيرت من الفطرة السوية؟
مينفعش نقول إننا زي بعض في كل حاجة وحتى في العلاقة الزوجية؛ لأن ربنا خلقنا ذكر وأنثي، مش معنى أنك بتطبقي تعاليم ديننا أنك اتكسرتي، اتكسرتي في إيه؟ دا كلام جاهل، ولو أنتي شايفة إن كلامه ليكي مش حماية وخوف عليكي وشايفاه تحكم يبقى أنتي اخترتي شخصية متسلطة ومريضة من الأول، وأنا ضد التعميم ومش كل الرجالة وحشين ولا كل الستات حلوين، الموضوع كله نصيب وأنتي بتحاولي قبل ما ترتبطي اختيارك يكون صح والكلمة الصح هي المشاركة مش المساواة.
وسط حالة التشتت التي نعيش بها.. ما سر تمسكك بتعاليم الدين وإيمانك بهذا الشكل؟
الرسول قال هيجي وقت اللي ماسك على دينه زي الماسك على جمر من النار وإحنا بقينا كدا، وأنا معنديش التشتت دا من وأنا صغيرة لأني مؤمن بالحرية بدون غلط ولا دخول في مناطق محرمة وأخلاقيات متدنية ولما بلاقي أشخاص بيعكوا حواليا بمشي من سكات وبنسحب والحمد لله على نعمة الإسلام.
وما تعليقك على فكرة المساكنة وإقامة علاقة حميمية قبل الزواج؟
المساكنة فكرة هدامة وزنا ودعارة مُرخصة، حرام تجيبوا أطفال بدون نسب مش عارفين مين أهلهم، والإسلام عمره ما قال كده حفاظًا على حقوق الست، والدين مش عدو ولا بيخنق ولكنه بينظم حياتنا ويكرمك كـ زوجة ويرقيكي عن الحيوانات، بدل ما تكوني بدون حقوق والراجل يرميكي.
هل ترين أن الفن يتعارض مع الدين؟ خاصًة أن البعض يرى هناك تنازلات في مهنة التمثيل؟
الفن زيه زي أي حاجة في الدنيا، وديني عمره ما هيمنعني عن التمثيل، وعمري ما شوفته بيتعارض مع الدين، ولكن اللي بيحصل زي واحدة رايحة تشتري خاتم دهب بـ 5000 مثلًا، واحدة معاها فلوس هتشتري لأن فلوسها تسمح، فيه واحدة تانية هتقول لا مالهوش لازمة دلوقتي لأن مش معايا، وواحدة تالتة هتحضر 1500 ولكن هتعمل شيء غلط مع الجواهرجي وهتشتري الخاتم بس هتقول له خلي بالك أنا دفعت 1500 بردو، وفيه واحدة رابعة هتسرقه بدون ما تدفع، دي نفس الفكرة أن الشيء واحد ولكن نماذج البني آدمين مختلفين، هي دي الدنيا ودا ينطبق على الفنانة وأي ست في أي مهنة تانية ما ممكن توصل للشهرة بطرق غلط، ولكن السؤال هل أنتي كـ بني آدمة تقبلي على نفسك دا؟ عينك هتتكسر وهنتحاسب في الأخرة على أعمالنا هو لما أموت حساب ربنا هيكون على أعمالي الفنية؟ أكيد لأ، هتحاسب عن رحلتي في الحياة.
هل سبق وتعرضتي لضعط في مهنة التمثيل أو عُرض عليكِ تقديم تنازلات؟
الفن مهنتي اللي بحبها وعمري ما وفقت أن الدين يمنعني منها، وأنا هتعرض لضغط كبير كـ أنثي سواء في الفن أو برا ودا يرجع للست هل ممكن توافق على علاقات رخيصة؟ ولا أنتي حد عندك عزة نفس وبلاش شغل ولا شهرة مقابل أحط راسي على المخدة مرتاحة، أنا بحسبها كدا مع نفسي.
إذا كنت تملكين بلورة سحرية لتحقيق الأمنيات.. ماذا ستطلبين منها؟
هطلب منها قلبي ميوجعنيش في التقدير والتعامل، لأن قلبي بيوجعني في حاجات كتير مع إن فيه ناس قلبها متغلف، ومن الناحية الفنية بتمنى أعمل فيلم لايت كوميدي بطولة نسائية، ولكمة قلبي ميوجعنيش هي نفس الآية "ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به" وأنا مش شيخة ولكني بحب ديني.
متى شعرتِ بـ وجع القلب كما تصفين؟
حسيته في حاجات كتير، أبسطهم عدم التقدير إني عملت أدوار قوية وجمهوري بيحبني وملقتش تقدير من صناع المهنة وقلبي وجعني، ودا وصلني لـ حالتي خلال الـ 7 سنين وقولت مش حاسه بتقدير، هوجع قلبي ليه؟
إذا كان أمامك يومين وتتركين الحياة.. ماذا ستكون وصيتك؟
هطلب من الناس اللي اتعاملوا معايا على المستوى الإنساني أنهم يفتكروني بالخير بعد وفاتي؛ لأني بستمتع بـ حب الناس وخصوصا الناس اللي قابلوني واتعاملنا مع بعض؛ لأن حاجة كبيرة إن الناس تحبك لـ شخصك مش عشان فنانة، وبتفاجأ أن دا واصل للناس إني حقيقية وقمة سعادتي لما يتقال في ضهري إن عندي أخلاق والوعد بنفذه وعندي أمانة، ودا بفضل أمي لأنها أثرت فيا كتير وبقيت بحس أنها بنتي لأنها كبرت في السن ومرتبطة بيها بشكل كبير.
