تعرضت للاضطهاد بسبب الجنسية.. رئيس فريق زراعة الرئة يكشف تفاصيل معاناته وصولًا للحدث الطبي الفريد
كشف الدكتور أحمد مصطفى، رئيس فريق أول عملية زراعة رئة في مصر والشرق الأوسط من متبرع حي؛ تفاصيل الإنجاز الطبي الفريد الذي حققه فريق مستشفى عين شمس التخصصي، مؤكدا أن البداية كانت بفرنسا بمستشفى جورج بومبيدو عام 2006، وهو المستشفى الأول على مستوى أوروبا، حينما كان في فترة التدريب على جراحات الصدر وزراعة الرئة.
وأضاف مصطفى، خلال منشور يروي خلاله تفاصيل دخوله في علم زراعة الرئة، ومعاناته كمصري في فرنسا في هذا الصدد، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه وقت فترة التدريب؛ اكتسب احترام الفرنسيين جراحيًا، ولكن كانت الجنسية المصرية أحيانا لدى بعض العنصريين؛ تمثل حائلًا للاعتراف بالنجاح، وللأسف كانت عبارة الشغل العربي le travail d’Arabe، مصطلح شائع بالفرنسية، ويُقصد به الإهمال وعدم الاتقان.
تفاصيل حالة زراعة الرئة في مصر
وأشار رئيس الفريق الطبي المسئول عن عملية زراعة الرئة، إلى أن هناك مقالًا هامًا تم نشره بفرنسا عن زراعة الرئة، وتم ذكر اسمي فيه كجراح متدرب ولكن بجنسية أمريكية، موضحًا أنه عندما احتج على هذا الوصف؛ بادرني رئيس برنامج الزرع الفرنسي ببرود، قائلا: أنه لا يستطيع أن يذكر جنسيتي الأصلية، لأنه سيفقد مصداقيته أمام قومه.
وتابع: منذ ذلك الوقت، وهذا الموقف يؤرق عقلي الباطن، وفضلت العودة إلى مصر، وبادرت بمشاركة زملائي وبدعم أستاذي الفاضل دكتور أحمد النوري، بتقديم خدمة طبية متميزة ومتقدمة لمرضانا بقسم جراحة الصدر بجامعة عين شمس، وبدأنا في النشر الدولي، وبدأ اسم جامعتنا يظهر دوريا في المحافل الطبية العالمية - مُكتسبًا ثقة ترسخت بما نقدمه من محتوي طبي.
واستكمل مصطفى: كان حلم زراعة الرئة بمصر دومًا يشغل بالي.. آلاف المرضى كبارا وأطفالا بلا علاج للفشل التنفسي في دولة قوامها 100 مليون نسمة، ولم أتردد بالاتصال بالجانب الياباني، بعد طرح الموضوع على العديد من الزملاء الأفاضل بتخصصات طبية مختلفة ودعم قسمي العلمي وكليتي وجامعتي.
وأشار إلى أن اليابان هي معقل هذه الجراحة زراعة الرئة من متبرع حي، ومن طور هذه الجراحة بروفيسور هيروشي داته؛ كان قد زار مصر سابقا، ورفض كل الدعوات الموجهة إليه لبدء هذا المشروع، متعللًا بأن مصر لا تحتمل مجرد فكرة زراعة الرئة.
وأردف رئيس الفريق الطبي، أنه خاطب الخبير الياباني بالبريد في 2018 ولم يرد، لذا حاول مرارًا أن يثنيه عن رأيه، ولكنه كان قاطعا كل مرة في رفضه، متابعا: هداني تفكيري إلى ضرورة تحويل هذا المشروع من مجرد تبادل عقيم للرسائل الإلكترونية إلى مشروع مؤسسي قومي. ط، وبالفعل تم دعم نواة المشروع من كليتي ثم جامعتي ثم وزارة التعليم العالي، حتى أنني تواصلت باجتهاد شخصي مع السفارة المصرية في اليابان، لدعم الفكرة ومراسلة جامعة كيوتو عن طريق القنوات الرسمية.
وأوضح أنه حينئذ وعلى مضض؛ وافق اليابانيون على استضافة فريقنا الطبي المصري بجامعة كيوتو، وعلى طريق موازي تم الاتصال بالدكتور محمد حسين بالمملكة العربية السعودية، لتيسير سفر فريق طبي آخر إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، وبذلك بدأنا بتكوين كوادر طبية مُتخصصة تستطيع التعامل مع هذا النوع من العمليات بالغة التعقيد، والقائمة على روح الفريق.