لاعبًا ومدربًا.. حسام حسن أسطورة أضاعت نفسها بسبب الأزمات
تاريخ حافل لأسطورة داخل الملاعب، فقد تألق مع منتخبنا الوطني في حصد البطولات وتحطيم الأرقام، فمن ينسى هدفه في مرمى الجزائر الذي ساهم في التأهل لمونديال 1990 بعد غياب 56 عامًا كاملة، ومن ينسى البطولات التي حققها في الأهلي والأهداف التي سجلها مع الزمالك، فهو اللاعب الذي أسعد كل جماهير الكرة المصرية بمختلف انتمائاتهم.
لا يختلف اثنين على أسطورية لاعب مثل حسام حسن، فهو المهاجم الذي لن يأتي مثيله مرة أخرى في مصر ولا في قارة إفريقيا بشهادة الجميع، فدائمًا الحديث عنه يتبعه حديثا عن غزارة الأهداف، الأرقام القياسية، والألقاب الكثيرة، بل ونظل حتى يومنا هذا نبحث عن مهاجم لمنتخب مصر مثله ولم يأت بعد، وما كان يعيبه فقط كثرة الأزمات.
وبعد فترة طويلة داخل الملاعب؛ يصول ويجول ويحقق الإنجازات والبطولات، أعلن العميد اعتزاله كرة القدم، واتجه بعدها بقليل إلى مهنة التدريب، ولم يقدم على الخط خارج الملعب ما قدمه داخل المستطيل الأخضر من إنجازات وبطولات، ولكنه ظلّ ما يعيبه كثرة الأزمات التي أوقع نفسه فيها.
حسام حسن يقترب من الرحيل عن المصري
وانتشرت في الساعات القليلة الماضية، أنباءً عن اقتراب حسام حسن من الرحيل عن تدريب المصري البورسعيدي، وذلك بسبب خلافات مع إدارة النادي، وعدم احترامهم له ولطلباته، حسب ما ذكر في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24.
وتعتبر هذه هي المرة الثانية التي يرحل فيها حسام حسن عن تدريب المصري خلال عام 2022 فقط، وقد كان له قبل ذلك 14 تجربة تدريبية للعديد من الأندية في مصر وخارجها، لم يحقق فيها أي إنجازات، ولكنها كانت مليئة بالأزمات والخلافات.
تعتبر هذه هي الفترة الأسوأ بالنسبة لحسام حسن في مسيرته التدريبية، فمنذ رحيله عن المصري الذي قضى داخل جدرانه أطول فترة تدريبية منذ 2015 حتى 2018، ومن ثم تولى تدريب عدة أندية، وهي بيراميدز، سموحة، والاتحاد السكندري، ثم العودة إلى النادي البورسعيدي، ولم يكمل مع أي نادٍ أكثر من عام أو عامين على أقصى تقدير، وبالطبع كانت كل هذه المدة يتخللها بعض الأزمات، لكن يعود الأمر إلى فترته كلاعب أولًا وأزماته وقتها.
لاعب أسطوري كثير الأزمات
ومثلما ذكرنا حسام حسن كلاعب.. لا خلاف على أسطوريته، فقد لعب للعديد من الأندية الكبرى داخل مصر وخارجها، وهي الأهلي الذي صنع فيه تاريخه، والزمالك وباوك اليوناني، ونيوشاتيل السويسري والعين الإماراتي، والاتحاد السكندري والترسانة.
وخاض عميد الهدافين 531 مباراة تقريبا بمختلف المسابقات مع الأندية التي لعب لها، سجّل خلالهم 234 هدفًا، وحصد خلالهم 25 لقبًا ما بين دوريات محلية ودوري أبطال إفريقيا وكؤوس محلية، بخلاف سجّله المميز جدا مع منتخب مصر.
وعلى صعيد الأزمات؛ فقد افتعل حسام حسن؛ العديد من المشكلات التي لا يمكن أن يمحيها من تاريخه في فترة تواجده بالملاعب، مثل الاشتباك مع زملائه في الأهلي بالأيدي مثلما حدث مع حمادة صدقي، واعتدائه على لاعبي الفريق الخصم في بعض المباريات، وإيقافه من جانب إدارة الأحمر مثل واقعة اعتدائه على ناصر التليس لاعب المصري في أحد المباريات، بخلاف اعتراضاته أكثر من مرة بشكل غير لائق على مدربيه في الأندية، بسبب قراراتهم.
وفي منتخب مصر؛ كان له العديد من الوقائع مثل تحدثه مع محمود الجوهري مدرب المنتخب الأسطوري، بسبب رفضه توقيع غرامة عليه، وقام بتهديده بالاعتزال وتم إيقاف المباراة، وهجومه على محسن صالح المدير الفني للفراعنة في منزله في واقعة شهيرة حاول التعدي عليه بسبب إبلاغه، هو وتوأمه إبراهيم حسن بقرار إيقافهما، ووجّه له سيلًا من السِباب والشتائم.
ويملك أيضًا خلافات عديدة مع الجماهير، أبرزها إشارته بالحذاء لجماهير الأهلي في أحد مباريات القمة ضد الزمالك، وبالتحديد مباراة الـ 6/1 الشهيرة، وتم إيقافه من جانب اتحاد الكرة 4 مباريات، وغيرها من المشادات مع الجماهير وتبادل الشتائم بينهم.
ووصل الأمر إلى تسببه في أزمة سياسية كُبرى بين مصر ولبنان، في واقعة شهيرة خلال مباراة منتخب مصر ومنتخب ناديي النجمة والأنصار في 26 مارس 1994، بعدما اشتبك هو وشقيقه مع الجنود المسؤولين عن تأمين المباراة، بل وقام بأخذ السلاح الآلي من يد أحدهم، وتحدثت كل صحف العالم عن الواقعة، وتم إيقافه من جانب اتحاد الكرة المصري، وتغريم الثنائي 2000 جنيه.
وعند خروجه للاحتراف في الخارج في اليونان أو سويسرا؛ دخل في العديد من الخلافات هو وتوأمه مع إدارة النادي لعدة أسباب سواء مالية أو إدارية، وتم إنهاء التعاقد معهما، وعادا إلى مصر دون تحقيق أي شيء يذكر في رحلة احترافهما.
وخارج الملاعب أيضًا؛ كان يملك حسام أزمات وصلت إلى تحرير محضر ضده من قبل في قسم شرطة مدينة نصر، بعدما اعتدى على طالب يدعى المعتز بالله شادي، في واقعة شهيرة بسبب أولوية المرور في أحد الطرق، وأيضًا قام بالاعتداء على ضابط شرطة في كمين بميدان روكسي في مصر الجديدة هو وشقيقه، وتم إخلاء سبيلهما بكفالة 100 جنية في عام 1996.
مدرب غارق في الأزمات وبعيد عن البطولات
ويملك حسام حسن؛ العديد من الأزمات الأخرى داخل الملاعب، إلى أن انتقل إلى مرحلة التدريب التي بدأت مع المصري في 2008، وتولى القيادة الفنية لأكثر من نادي، وهي الزمالك والترسانة والاتحاد السكندري وسموحة وبيراميدز والإسماعيلي ومصر المقاصة والأردن، ومثلما قلنا النادي البورسعيدي؛ لا يملك أي بطولة نهائيا كمدرب.
وكالعادة؛ افتعل العميد العديد من الأزمات حتى خلال عمله الجديد كمدير فني، فقد اشتهر بكثرة الخلافات مع اللاعبين داخل الفرق التي دربها والذين اشتكوا من طريقة تعامله معهم وتوجيه الشتائم لهم أحيانا، أو التعامل معهم بحماس زائد، أو تعديه بالضرب على باهر المحمدي لاعب الإسماعيلي منذ فترة خلال توليه تدريب الاتحاد السكندري.
وأيضا من زملائه مدربين الفريق الخصم الذين يحكم عليهم القدر بمُواجهة حسام حسن في إحدى المباريات، ويكون لهم نصيب من الدخول معه في أي خلاف، فقد اشتبك في عام 2011 مع مانويل جوزيه مدرب الأهلي عندما كان العميد مدربا للزمالك في إحدى مباريات الفريقين، وتهجم عليه، ودخل أيضًا في مشادة شهيرة مع حمد إبراهيم المدرب العام لمصر المقاصة عام 2016.
وفي 2008؛ اعتدى حسام حسن على مختار مختار مدرب بتروجيت، وكان وقتها مدربًا للمصرية للاتصالات، ووجّه له الشتائم، بل وصل الأمر إلى التعدي بالضرب على الغاني إريك بيكوي مهاجم الفريق البترولي، ورفضه مصافحة مدرب الخصم في أكثر من مباراة، وكثير من الخلافات الأخرى مع مدربين آخرين.
وبالطبع لا ينسى أحدا خلافات حسام الكثيرة مع الحكام، وتأكيده الدائم على تعرضه للظلم من جانب التحكيم والاتحاد المصري، ليتعدى في أكثر من مرة على حكم أو يعترض عليه بشكل غير لائق ويتم إيقافه، وكان أبرز واقعه له، هو تحطيم جهاز الفار منذ أيام قليلة خلال مباراة المصري وأسوان في الدوري، وتحرير محضر ضده وقد يواجه عقوبة كبرى.
وأيضًا لم يسلم رؤساء الأندية من حسام حسن، فقد هاجم أكثر من رئيس نادي من الأندية التي تولى تدريبها، بل وصل الأمر إلى تحرير 14 محضر في 2015 ضد محمود مشالي رئيس الاتحاد السكندري، بسبب عدم حصوله على مستحقاته، ودخوله في أكثر من خلاف آخرين، أخرهم هذا الذي قد يرحل بسببه عن المصري في هذه الأيام، بعدما هاجم الإدارة هو وشقيقه في أكثر من مكان ومناسبة.
وبطبيعة كل هذه الخلافات دخل العميد بالطبع في خلافات مع الجماهير في أكثر من مباراة، كتوجيه الشتائم لهم في المباريات أو البصق عليهم أو القيام بإشارات خارجه لهم، مثلما فعل من قبل برفع قميص المصري الأساسي وقميص التمرين الذي يحمل اللون الأحمر في وجه جماهير الزمالك لاستفزازهم، ومشادته مع جماهير الجزائر في أحد مباريات المصري في إفريقيا، وغيرها من المواقف.
والواقعة الشهيرة لحسام حسن أيضًا؛ عندما اعتدى بالضرب على أحد المصورين في 2016، وحطّم له الكاميرا الخاصة به، واكتشف بعد ذلك أنه أمين شرطة تابع لوزارة الداخلية، ووصل الأمر إلى النيابة وحبس العميد 4 أيام، إلى أن تم حل الأمر بشكل ودي ودفعه 6500 جنيه بسبب إتلاف معدات المصور، وتم إيقافه 3 مباريات وتغريمه 10 آلاف جنيه.
وغيرها الكثير من الأزمات والمشكلات التي أوقع حسام حسن نفسه فيها، وتسببت له في الكثير من الأضرار طوال مسيرته التدريبية بشكل كبير، وكان هو الخاسر الوحيد منها.
الابتعاد عن تدريب منتخب مصر ومحاولة ضبط النفس
ظهر اسم حسام حسن أكثر من مرة ضمن الترشيحات لتولي تدريب منتخب مصر، ورغم أنه كان يعتبر أفضل الخيارات من الناحية الفنية، لكن لم يقع عليه الاختيار في أي مرة، وتحدث البعض أن هذا الأمر قد يكون بسبب كثرة أزماته، والتخوف من أن يفتعل مُشكلة كبرى مع اللاعبين أو جماهير المنتخبات الأخرى، ويعجزوا عن حل الأزمة.
وبالطبع ليس الغرض، هو استعراض أزمات العميد، ولكن الإشارة إلى أنه أضاع نفسه في طريق المشكلات هذا، الذي تسبب في عدم استمراره داخل نادي لفترة طويلة، أو عدم ظهوره على قائمة المرشحين لتدريب قطبي الكرة المصرية منذ فترة، واتخاذ الجميع موقفه له أو ابتعاده عن تدريب منتخب بلاده الذي يعتبره حق له.
والآن أصبح حسام حسن، قريبًا من الرحيل عن المصري مرة أخرى، لننتظر جميعًا ونرى أين سيتجه العميد هذه المرة؟، وهل سنرى تغييرا في شخصيته ليهدأ قليلا ويبتعد عن الأزمات، ونراه يحقق أول لقب له كمدرب، ويبدأ في صناعة اسمه كمدرب مثلما فعل كلاعب وأسطورة في مركز الهجوم، أم سيبقى الوضع كما هو عليه؟.
- حسام حسن
- مونديال 1990
- الجزائر
- الاهلى
- الزمالك
- جماهير الكرة المصرية
- المصري
- المصرى البورسعيدى
- القاهرة 24
- بيراميدز
- سموحة
- الاتحاد السكندري
- باوك اليوناني
- نيوشاتيل السويسري
- العين الاماراتي
- الترسانة
- دوري أبطال إفريقيا
- مصر ولبنان
- باهر المحمدي
- الاسماعيلي
- مختار مختار
- مانويل جوزيه
- جوزيه
- تحطيم جهاز الفار
- جماهير الزمالك
- منتخب مصر