الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

حاكموا رفات أحمد خالد توفيق

الخميس 05/يناير/2023 - 11:21 م

لماذا هذا الهلع من تنبؤات أحمد خالد توفيق؟ وما البطولة في التهجم على مبدع بروعته؟ وكيف تقنع الناس بأنه "ما بيعرفش يكتب" وهو من عينة الكتاب المبدعين فكرًا وتناولًا وصياغة؟ وهل كون فلان ناقدًا والناس تثق به يسمح له بأن يفتي بما يكشف عن أنه إما "ما لوش فيها"، أو من المتملقين المتسلقين، خاصة أنه يتكلم في صميم عمله بما يناقض هذا الصميم؟ وهل تهجُّمكم يقربكم إلى سادتكم زُلْفَى؟ ألا تعلمون أن تهافت عشوائية الردود يزيد من فتح خطوط دفاعكم، ويحوِّل الأمر لخصومةٍ، رغم أنه يوصِّل لنتيجة جيدة جدًّا؟

إن الغوغائية التي تم بها تناول وتداول نبوءة أحمد خالد توفيق تؤكد تأكيدًا مؤكدًا أن أذناب المصالح حرافيش. لماذا؟ لأن الأمر كان يمكن استثماره لو أن لديهم بقية من عقل بأن الكاتب تنبأ بشيء منذ سنين طويلة، بما يعني أن ما حدث منطقي، وليس انتقاصًا من مجهودات الحكومة، فالقائمون على الاقتصاد لم يقصِّروا، ولم يكونوا فاشلين؛ لأن مصر لم تُعانِ من مشكلة أو أزمة اقتصادية، ولكنها تعاني من أزمات وكوارث، والتسلسل المنطقي للميلودراما الاقتصادية بمصر (التي تريدون جعلها مونودراما باحتكار الفهم) يوصِّل لهذه النتيجة، وليس الفشل في التعامل معها، مع الفارق أنه مع هذه الضريبة تم إعادة بناء الدولة بمواصفات قياسية.

وهذه المواصفات وضعتك أمام اختيارين: إما الإبقاء على إسكات أفواه وبطون الشعب مع بقاء مصر في التذيل والذبول، وإما النهوض بها واقتحام المستقبل بطاقةٍ كاملة، مع ضريبة كانت ستُدفَع في الحالين، وهي ضائقة مادية مؤقتة.

هذا الرد ليس اختراعًا، وإنما التسلسل المنطقي لمن لم يركن عقله؛ انتظارًا للتلقين، أو يسارع بالتقرب إلى أسياده، فيضرهم بدلا أن يفيدهم، بمنطق ومنطلق الباشا، الذي نعرف معناه.

قلنا ونقول، وسنظل نقول، إن عدوًّا ذكيًّا أرحم من صديق جاموسة، وإن كارثة خطأ المدافع أو الحارس أنكَى من هجوم ميسي ورونالدو ومحمد صلاح مجتمعين.

وكنت كتبت أيام تولي الإخوان حكمتين: الأولى لأمير المؤمنين والحاكم بأمره، وهي: "إذا كنتَ قويًّا كما تزعم، فلماذا يفزعك صوت أنيني؟!"، والثانية: "الغبي عمره ما هيفهم إنه غبي؛ لأنه غبي".
وهنا يفرض سؤال نفسه: ما سر حساسية المدافعين من أي انتقاد أو حتى معارضة؟! ألا يدركون أنها توحي للعامة المغيبين بضعف الدولة، وليس بقوة اللجان؟! فهل لدى أحد أدنى شك في أن مصر الآن تعيش أقوى مراحلها رغم أنها مستنزفة اقتصاديًّا؟

ولمن لا يعرف يمكن أن آخذ بيده؛ ليُحسِّس ويلمس بنفسه:

أول وأخطر قوة وصلنا إليها أنك حرٌّ في تنويع مصادر التسليح.. هل هذا الأمر باليسير؟! وهل كان يمكن مجرد التفكير فيه من قبل؟! نسينا أننا كانت تُفرَض علينا دولة معينة، وأسلحة محددة، بإمكانيات محدودة.

سيناء التي مُنِعنا من تواجد قوات فيها، رأينا بأعيننا قواتنا وهي تتوغل، وطيراننا وهو يدكُّ معاقل الإرهابيين.. أذكر أن زملاءنا في الجيش كانوا يدخلون سيناء متخفين في شكل مدنيين؛ خوفًا من أن يتم رصدهم، فتحدث أزمة دولية.

في الفنون القتالية كان لاعب الجيت كوني دو (طريقة بروس لي) يتم اعتقاله بمجرد الوشاية به، ولما حضرت ضمن حكام اللعبة، التقيت بزملاء كانوا في قمة سعادتهم، بعد أن عاشوا 40 سنة في حلم أن يمارسوها دون أن تتم ملاحقتهم. اليوم اللعبة معتمدة ولها اتحاد مصري وبطولات، وهي معتمدة كاملة، وليست كلعبة الكونغ فو، التي تم تقشيرها إلى سطحيات أسلوب الساندا، وانتزاع كامل الدسم منها، وتحويلها إلى لعبة شكلية.

كما تم اعتماد اتحاد مصري للقتال المختلط، وما أدراك ما القتال المختلط!!

الدولة قوية بشكل لا يتخيله خدام ساداتهم.

وهناك لقطة بالغة الأهمية تكررت، وشاهدناها جميعًا.. تظهر فيها منتقبات يكرمهن الرئيس السيسي بنفسه. هل تتذكرون عندما طرد أنس الفقي 37 مذيعة من التليفزيون بسبب طرحة أو إيشارب، ورغم حصولهن على أحكام قضائية رفض الفقي عودتهن للعمل؟

ولمن يسخر من الطرق والكباري، هل سأل المستظرف نفسه مرة وهو ذاهب إلى عمله: كيف أصبح الطريق ممهدًا، وانقشعت ركامات الزحام الممتدة لما بعد منتصف الليل، وكانت تستنزف وقتًا طويلًا جدًّا وهو ذاهب لعمله؟

عوالم في مصر تغيرت، ولا تزال تتغير، وكان يحاصرها شبح المستحيل، ويعجزها غول الإمكانيات.. مناطق شعبية صارت مدنًا سكنية راقية.

الحديث عما تحقق بمصر ولمصر يطوووووول.

الخريطة يعاد رسمها محافظة محافظة ومدينة مدينة وقرية قرية وذرة ذرة بريشة فنان جريء.. تاريخ مصر تعاد كتابته بقلم مداده الرسوخ والشموخ، فلماذا السفه في التهجم على من ينتقد، ويتظاهر الواحد منكم أنه أبو علي، فينكشف أنه أم علي؟ ولماذا حتى لا تجيدون التهجم، وتظنون أن التهجم وطنية؟! خاصة أن الهجمة الفاشلة تتبعها هجمة مرتدة بهدف محقق؛ لكثرة المتربصين والمتحفزين لكل هفوة. ألا تدرون أنكم بفعلتكم هذه تقدمون خدمة مجانية لهم، فيستخدموكم هم، فتكونوا أعوانًا لهم وأنتم تحسبون أنكم تحسنون صنعًا؟!

تابع مواقعنا