لحوم العلماء مسمومة فكيف بإمام الدعاة؟!
مما هالني فزعًا وكمدًا خلال الساعات الماضية وجود أشخاص حاولوا النيل من فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي ذلكُم العَلم والعلامة الفارقة في تاريخ الدعوة إلى الله فلم يكن الشيخ مجرد ناقل لعلوم القرآن الكريم، بل كان مؤثرًا بأسلوبه وطريقته المُبسطة التي استطاع من خلالها أسر القلوب والعقول على حد السواء.
منذ نعومة أظافرنا ونحن نشاهد برامجه الدينية لاسيما قبل المغرب فى شهر رمضان المعظم أو بعد صلاة الجمعة أو بإذاعة القرآن الكريم تلك الخواطر التى ارتبطت بوجدان الأجداد والآباء انتقالًا إلى الأبناء عبر أجيال وأجيال.
إن تجسيد شخصية الشيخ الجليل طيب الله ثراه في عمل فني جعل المتطاولين يهرولون للنيل منه، ولكن هيهات فلا تضر السماء نٍباح هؤلاء فهل من المعقول أن كل مَنْ غابت عنه أضواء الشهرة انتهج منهج "خالف تُعرف" وأخد يخوض في رمز من رموز الوسطية وادعى كذبًا وزورًا على إمام الدعاة بما ليس فيه.
وأشبه تلك الفئة بالأعرابي الذى بال وتبول في بئر زمزم.
ولمّا سُئل لِمَاذا فعلتَ هذا؟
أجاب حتى يعرفني النّاس فيقولون: هذا الذي بال في بئر زمزم، لا أجد لهم مبررا غير أنهم أُصيبوا بداء هذا العصر "حب للظهور".
لا أبالغ إذا قلت إن الهجوم على الإمام هو هجوم على الإسلام في محاولة من محاولات التشويه الشرسة التى يقودها هولاء ممن يدعون المدنية والتحضر.
ومن العجب العجاب أن يعتلي الأقزام ظهور العُظماء فماذا قدّم هؤلاء للبشرية غير السفاهة والمجون تحت مسمى التمدن ومواكبة العصر.
وليعلمَ القاصي والداني أن تطاولهم لا يزيد الشيخ الشعراوي إلا عزةً ورفعة فجبال من الحسنات يحصدها من هؤلاء المفلسين حتى بعد مماته بعشرات السنين.
رحم الله إمام العصر الشيخ الشعراوي الأزهري ذلك العالِم المُجدد صاحب الخواطر وأسكنه فسيح جناته.
