الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

خطأ طبي أفقدها بصرها والرئيس السيسي كرّمها.. رضا الصعيدية تتحدى أميتها وتصل إلى الماجيستير في القانون العام

القاهرة 24
كايرو لايت
الثلاثاء 10/يناير/2023 - 04:41 م

التمني والحقيقة.. قد لا يلتقيان، ولكن من قلب الصعيد تنبثق قصة رضا السيد حسن.. مثال المثابرة والتحدي، والتي تمكنت من الجمع بين ما تمنته طيلة حياتها، ولم تجعل حقيقة أنها فاقدة للبصر؛ عائقًا لتنفيذ أمنيتها التي لا طالما جلست عليها، حتى كرمها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمؤتمر التحالف الوطني للعمل الأهلي.

السيدة رضا مع الرئيس السيسي

رضا من صعيد مصر؛ روت حكايتها لـ القاهرة 24، منذ أن كانت طفلة تُحب المدرسة، وكونها تتعلم بكامل بصرها الذي كان يلتقط كل ما حولها، إلى أن أُصيبت بالمياه البيضاء على العينين، واضطرت بسببها، للخضوع لعملية جراحية، لكن بسبب خطأ طبي؛ أصيبت رضا بضعف الإبصار.

لم تكتشف أسرة رضا ذلك الخطأ الطبي إلا بعد إتمامها 9 أعوام، فكان نظرها يقل يومًا بعد يوم إلى أن فقدته تمامًا، وبالتالي توقفت عن التعليم، لأن القرية لم تتوافر بها مدارس للتعليم بلغة برايل.

وفي سن الحادية عشر؛ حاولت أسرة رضا؛ إنقاذ ما تبقى من نظرها، لذلك سمعوا عن جلسات الليزر، والتي من شأنها إزالة الأنسجة من الأعين، إلا أن الحظ التعيس ظل مرافقًا لها، ففي عام 1993 كانت التقنية لا زالت حديثة، ولم يتمكن منها الأطباء بشكل سليم، فتم استخدام الجهاز على عينيها بشكل خاطئ، وهو ما زاد الأمر سوءًا.

رفع الاستخدام الخاطئ من ضغط العينين، وساء وضع رضا إلى حد كبير، لذلك نصح الأطباء؛ أسرتها بخضوعها لعملية جراحية من شأنها تخفيف ضغط العينين، لكن والدها تعرض لوعكة صحية شديدة انتهت بوفاته، وهو ما تسبب في صدمة عاشت على وقعها عام كامل، ولم تتمكن بعدها من الخضوع لأي عملية، لأنها لن تُجدي نفعًا، حسب قولها.

كل الظروف القاسية لم تمنع رضا من السير وراء شغفها، فكانت مُهتمة بالاستماع إلى البرامج التاريخية والسياسية والثقافية، وتطلب من إشقائها قراءة القصص القصيرة لها، قائلة: كنت عاوزة أعلم نفسي بشتى الطرق.  

انتقلت رضا مع أسرتها بعد وفاة والدها إلى القاهرة، وبدأت تبحث عن طرق لمحو أميتها، وذلك عام 2005، إلى أن وجدت مكانا لمحو الأمية للأكفاء، ولكن دون امتحانات، بسبب عدم توافر الإمكانيات، وظلت على ذلك الحال من البحث والأمل في التعلم على مدار 5 سنوات، إلى أن ذهبت لمكان آخر، وتمكنت من الخضوع للاختبارات، وحصلت على شهادة محو الأمية، وكانت تبلغ من العمر 24 عامًا.

تمكنت رضا عقب محو أميتها، من دخول المدرسة وإنهاء المرحلة الإعدادية عام 2010، وعند انتقالها إلى الفرقة الأولى للمرحلة الثانوية، كانت تبلغ من العمر 30 عامًا، وهنا التحقت بكلية الحقوق جامعة القاهرة، وتخرجت عام 2020 بتقدير عام جيد.

وحتى الآن؛ لم تصدق رضا أنها حققت جزءًا من أحلامها، ولم تتوقف هنا، بل تدرس في الوقت الحالي «الماجستير في القانون العام»، ولكن يظل مطلبها الوحيد؛ هو الحصول على حقها في التعيين بالوظائف المعنية بشهادتها، مثل أماكن النيابة الإدارية أو شئون البنوك، والذي أقرها الرئيس السيسي، لمن لم يتخطى أعمارهم 30 عاما.

تابع مواقعنا