لها نصيب من اسمها.. نور عاملة في مدرسة بالدقهلية تحمل تلميذًا من ذوي الهمم خلال رحلة بالقاهرة
ظهر الأربعاء 4 يناير الجاري، داخل القرية الفرعونية بالقاهرة، وبينما انشغل المشرفون على رحلة مدرسة التربية الفكرية بكوم النور بتناول وجبة الغداء، رفض أحدهم الأكل دون إطعام طفل من ذوي القدرات الخاصة لم يستطع الأكل وحده، الصورة هزت أرجاء السوشيال ميديا، حيث أطلق عليها البعض أنها الأفضل في بداية السنة، فيما لقبوا المدرس صاحب الصورة بـ المعلم الإنسان.
ربما انتشرت تلك الصورة كالنار في الهشيم، إلا أن ثمة مشهد آخر كان أعمق في إنسانيته، حينما تجلت مشاعر الأمومة والإنسانية معًا في مشرفة، قررت أن تتكفل بطفل من ذوي الإعاقة الحركية، وأن تحمله على كتفها طوال اليوم، وتتولى أمره.
رحلة لمدرسة كوم النور للتربية الفكرية
مع الإعلان عن الرحلة، كانت أسرة أحد التلاميذ الذين حرصوا على تواجد ابنهم وسط زملائه، إلا أن التزامات لديهم منعتهم، وقرروا عدم ذهاب الطفل للرحلة، حيث إن إعاقته الحركية تمنعه من الحركة تمامًا، لتتدخل نور عاملة بالمدرسة وتقرر أن تصطحبه معها للرحلة.
طوال اليوم منذ خروجهم من الدقهلية ورجوعًا إليها، ونور لم تتوانى عن تقديم كافة ما يطلبه الطفل، تحمله على كتفها، تلاعبه، تساعده في تناول الطعام، وتشاركه لحظات سعادته بالرحلة، تحاول توصيل معلومات له عن المناطق الأثرية التي زارتها الرحلة، الفرحة تغمرهما، لا تكل ولا تمل كلما رأت ضحكة الطفل.
مشاهد الرحلة جميعها تعكس أثرًا طيبًا، كما يقول مصطفى شرف الدين، رئيس مجلس أمناء المدرسة والمشرف على الرحلة، مشاهد امتزجت في مشاعر المسئولية والإنسانية، قدمها جميع المشرفين على الرحلة والمدرسين، حيث يشير إلى أن كل مدرس كان مسئولا عن 3 أطفال خلال الرحلة لرعايتهم ومساعدتهم، والهدف من كل هذا إدخال البهجة على الأطفال وإطلاعهم على حضارة بلادهم، بعد موافقة وزارة التربية والتعليم على الرحلة.
نور لها نصيب من اسمها، سيدة أربعينية عاملة بمدرسة التربية الفكرية في كوم النور إحدى قرى محافظة الدقهلية، وعلى مدار سنوات وهي تساعد الأطفال وتعمل على راحتهم، تجد فرحتها في ضحكتهم.