الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أين الله؟ وهل البحث في ذاته إشراك؟.. دار الإفتاء تجيب

دار الافتاء المصرية_
دين وفتوى
دار الافتاء المصرية_ أرشيفية
الخميس 12/يناير/2023 - 05:54 م

كيف يكون الجواب على سؤال: أين الله؟ وما الفهم الصحيح للنصوص الشرعية الوارد في هذا الشأن؟.. هذه الأسئلة التي تشغل بال كثيرين وتحديدًا من الأطفال الذين يحاولون اكتشاف الكون حولهم، أجابت عليها دار الإفتاء المصرية خلال فتوى رسمية نشرتها عبر موقعها الرسمي. 
 

أين الله؟ 

وفي مطلع رد الإفتاء على هذا السؤال، قالت الدار إنه إن قُصد بهذا السؤال طلب معرفة الجهة والمكان لذات الله تعالى بما تقتضي إجابته إثبات الجهة والمكان لله سبحانه فإنه لا يصحُّ؛ إذ لا يليق بالله أن يُسأَل عنه بـ «أين» بهذا المعنى.

وعللت دار الإفتاء لحكمها السابق بأن الجهة والمكان من الأشياء النسبية الحادثة، بمعنى أننا حتى نصف شيئًا بجهة معينة يقتضي أن تكون هذه الجهة بالنسبة إلى شيء آخر، فإذا قلنا مثلًا: السماء في جهة الفوق، فستكون جهة الفوقية بالنسبة للبشر، وجهة السفل بالنسبة للسماء التي تعلوها وهكذا، وما دام أن الجهة نسبية وحادثة فهي لا تليق بالإله الخالق سبحانه وتعالى.
 

وأكدت الإفتاء، أن من ثوابت عقيدتنا أن الله تعالى لا يحويه مكان ولا يحدّه زمان؛ لأن المكان والزمان مخلوقان، وتعالى الله سبحانه أن يحيط به شيء من خلقه، لافتة إلى قول أهل العلم في هذا الصدد: كان الله ولا مكان، وهو على ما كان قبل خلق المكان؛ لم يتغير عما كان.

وأوضحت دار الإفتاء، أن المسألة هنا هي في فهم اللغة، والقرآن نزل بلغة العرب، والعربي عندما يسمع وصف الله تعالى بأنه ﴿اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾ فإنه يفهم منه أنه سبحانه وتعالى قَهَر كلَّ شيء، وأن كل المخلوقات تحت سلطانه وقدرته؛ لأنه إذا كان العرش مقهورًا تحت قدرته وهو أعظم المخلوقات فغيره من المخلوقات من باب أولى.

الإفتاء: البحث في كنه ذات الرب إشراك

وأشارت الإفتاء إلى أن ما ورد في الكتاب والسنة من النصوص الدالة على علو الله عز وجل على خلقه مرادًا بها علو المكانة والشرف والهيمنة والقهر؛ لأنه تعالى منزَّهٌ عن مشابهة المخلوقين، وليست صفاته كصفاتهم، وليس في صفة الخالق سبحانه ما يتعلق بصفة المخلوق من النقص، بل له جل وعلا من الصفات كمالُها ومن الأسماء حُسْنَاها، وكل ما خطر ببالك فالله تعالى خلاف ذلك، والعجز عن درك الإدراكِ إدراكُ.

واختتمت الإفتاء بالتحذير من أن البحث في كنه ذات الرب إشراكُ، فسبحان مَن لم يجعل للخلق سبيلًا إلى معرفته إلا بالعجز عن معرفته.

تابع مواقعنا