خلينا في ديزني لاند!
تعودنا أن تظهر كتائب الفتنة الإعلامية دائما فور الإعلان عن استعداد مصر لتنفيذ مشروع قومي أو استثماري أو حتى الاستعداد لاستقبال حدث كبير، وكالعادة يظهر المذيع إياه بدرجة ممثل فاشل وهو يعقب على أي مشروع لمصر بشيء من التهكم والتقليل من الحدث بسخرية، وبدون شك عندما يحدث أي مشروع مصري لابد أن يتعمد عدم إتاحة المعلومات الكاملة عنه سواء عن جهل أو عن عمد.
وقد تابعت فيديو لهذا المذيع وهو يعلق على خبر استعداد مصر لإنشاء أكبر مدينة ملاهي المعروفة باسم ديزني لاند، وقد شعرت من تعقيبه وتعليقاته على الخبر أن مصر سوف ترمي أموالا في البحر جراء تنفيذ هذا المشروع.
أتمنى صحة خبر إنشاء مدينة ملاهي ديزني لاند في مصر، ومن الطبيعي أن نتوقع من هذا الشخص الجاهل الاستخفاف والتقليل من هذا المشروع الاستثماري العملاق لجهله به.
عزيزي المواطن، لك أن تتخيل أن مدينة ديزني لاند في باريس تعد المقصد السياحي الأول في باريس قبل متحف اللوفر وقصر فيرساي بإجمالي عدد زائرين لسنة 2022 أكثر من 12 مليون زائر وبمتوسط ثمن للتذكرة الواحدة حوالي 100 يورو، وحوالي 14 مليون زائر لسنة 2022 لعالم ديزني في أمريكا بمتوسط سعر التذكرة 90 دولارا، وفي دبي تتربع ملاهي موشن جيت وملاهي عالم المغامرات على رأس قائمة زيارات السائحين بسعر حوالي 100 دولار للتذكرة الواحدة.
وبالطبع لن نخفي سرا، فإن الوضع الاقتصادي الحالي صعب حتى وإن كان شعار سنة 2023 هي الأزمة الاقتصادية العالمية والتضخم، ولكن وجب التفكير خارج الصندوق، فالكل يتحدث عن أن مصر دولة سياحية كبيرة، ولكن دخل السياحة لا يتناسب مع حجم الآثار المهولة والمنتجعات السياحية لمدن البحر الأحمر، ولكن لن يزيد دخل السياحة عن رقم معين، لأن سائح مدن البحر الأحمر هو سائح التكلفة المنخفضة.
السياحة اختلفت عما كانت عليه خلال الـ30 سنة الماضية، وأصبحت وجهات واهتمامات السائحين تختلف عما تعودنا عليه ونعرفه، ولم تعد دول المقاصد الأثرية هي الأعلى، ومن ثم وجب مواكبة العصر، ولنا في دولة الإمارات الشقيقة مثالا، فالسائح يريد أماكن للتسوق توفر جميع احتياجاته مثل مول دبي العملاق على سبيل المثال، وليس فقط ذلك بل توفير المناخ الآمن وبيئة سلسة له من حيث الأمن ومواصلات وغير ذلك، وهكذا يكون الإطار العام لزيادة حصيلة العملة الدولارية من السياحة.