بعد صورة نهاد أبو القمصان بالتربون أمام الكعبة.. مظهر شاهين: ركوب الترند مرض بحاجة إلى علاج نفسي
أثارت المحامية نهاد أبوالقمصان، رئيس المركز المصري لحقوق الإنسان، جدلا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد صورتها التي تظهر خلالها بالتربون، أمام الكعبة المشرفة.
وقال الدكتور مظهر شاهين، الداعية الإسلامي، بعد انتصارها العظيم في غزوة "الزَّعْبُوطْ": مبروك عليكي "العُمرة" و"الترند" يا حاجة.
وأضاف شاهين، القضية عندي ليست فقط في ارتداء "الزَّعْبُوط" بدلا من "الحجاب الشرعي" داخل الحرم، والتباهي بتعرية رقبتها علي اعتبار أن ذلك انتصار عظيم، بل كيف تَجَرَّأَتْ أيضا على "الكعبة المشرفة" بهدف ركوب التريند؟ هل هذا المكان المقدس يصلح لأن يكون مجالا للجدال والتريندات، وهو الذي نهي الله تعالي فيه عن الجدال؟
وتابع: هل بات ركوب "التريند" مَرَضًَا عند إحدى السيدات وأمثالها، وبالتالي قد أصبحوا بحاجة إلى علاجات نفسية؟
ضرب القيم والمقدسات والرموز الإسلامية
وأردف: هناك "صراع" قائم بين البعض على من يتزعم "حملة" ضرب القيم والمقدسات والرموز الإسلامية، ينتج عنه مثل هذه التصرفات المسيئة، وعلينا أن نُحَذِّرَ منهم ونتصدى لهم بالحكمة والقانون، وقد يُتَجَاوز عن بعض هذه التصرفات "الطائشة" إذا صدرت عن امرأة عجوز بلغت سن الشيخوخة التي لها في الإسلام أحكام خاصة.
واستكمل، ليس عيبا أو حراما أن نلتقط الصور الشخصية داخل الحرم المكي وتكون الكعبة في الخلفية إذا كان الهدف من ذلك هو الاحتفاظ بهذه الذكري الغالية، أو إرسال رسالة إيجابية تتفق مع تعاليم الشرع الحنيف وتحفظ للمكان هيبته وقدسيته وإجلاله، لأنه بيت الله الحرام الذي يقصده الناس ليتعبدوا إلي الله تعالي فيه ويؤدوا مناسك الحج أو العمرة، وهو شاهد علي وحدانية الله تعالي وهو أول بيت وضع للناس، وأول الحرمين، وثاني القبلتين، وقبلة المسلمين، ومسرى النبي صلي الله عليه وسلم، وإليه تُشدُّ الرِّحَال، وفيه الكعبة المشرفة، ومقام سيدنا إبراهيم عليه السلام، والحجر الأسود، والملتزم، وزمزم، والصفا والمروة، وفيه هبط الوحي علي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم، وإليه حج الأنبياء والأولياء والصحابة والتابعون وجميع الناس.
وتابع: ولكن العيب بل والحرام شرعا هو أن تلتقط فيه إحدى السيدات الصور بهدف نشر رسالة سلبية تخالف الشرع الحنيف، أو إثارة الجدل أو ركوب التريند، دون أن تراعي حرمة المكان أو تحفظ له هيبته وجلاله، وهو المكان الذي أمر الله تعالي بتعظيمه وتوقيره وطهارته (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ)، ونهي فيه عن الجدال وقت الحج لنتعلم كيف نكُف فيه عن الجدال بعده، يقول تعالي: {فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ }، بل وجَعَلَت الكعبة المشرفة التي أمر النبيُّ بتعظيمها في خلفية الصورة دون مراعاة لحرمتها، ففي الحديث: "لا تزالُ هذه الأمة بخيرٍ ما عظَّموا هذه الحُرمة حقَّ تعظيمها، فإذا تركُوها وضيَّعوها هلَكُوا"؛ حسَّنه الحافظ ابن حجر.
وأردف: إنني أري أن الهدف مما يحدث هو ضرب الثوابت والتقليل من هيبتها في نفوس وقلوب المسلمين ليتجرأ الناس عليها من ناحية، وركوب التريند والحصول علي الشهرة والمال، وإشباع شهوة الرغبة في الظهور المتكرر من ناحية أخري، وكلا الأمرين مقيتان،
وأضاف: إن هذه السيدة التي تجرأت علي حرمة الكعبة المشرفة وبيت الله الحرام، حين ارتدت "الزَّعبُوط" بدلا من "الحجاب الشرعي" وكشفت عن رقبتها، وتباهت بذلك وكأنه انتصار عظيم، لم يكن هدفها توضيح أمر فقهي أو شرعي أو قانوني في مكان الأجدر بنا فيه أن نأخذ بالأحوط من الأحكام التي تناسب قداسته وجلاله، بل إن هدفها هو ركوب التريند الذي أدمنته، وإثارة الجدل الذي بات سمة من سماتها، الأمر الذي قد تحتاج معه إلي علاج نفسي إن وصل الحد فيه إلي مرحلة "الإدمان الترنداوي" بغير تمييز،
وتابع حديثه قائلا: ولست أدري بأي أمر تتباهي؟ وأين ما يدعو إلي الفخر والاعتزاز والشعور بنشوة الانتصار في ارتداء "زعبوط" بدلا من "الحجاب الشرعي" وكشف الرقبة في صحن الكعبة المشرفة؟
بل إن السؤال الأهم: لأي شيء انتَصَرَتْ، وعلي ماذا انتَصَرَتْ؟ هل انتَصَرَتْ في لكشف الرقبة علي الحشمة في صحن الكعبة ؟ وهل هذا انتصار يستحق منها أن تحتفل وتفرح بهذه الطريقة ؟ اللهم إلا أن يكون قد طمس الله علي بصيرتها فباتت تتباهي بكشف رقبتها في بيت الله الحرام، وهي تظن أنها بذلك ستتبوأ "زعامة" أمثالها ممن لا هم لهم إلا ركوب الترند وإثارة الجدل لأي سبب وعلي حساب أي شئ! {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}، أسأل الله لي ولها وللجميع الهداية والتوفيق، وعمرة مقبولة إن شاء الله.