قمة ثلاثية في القاهرة غدا لبحث مستجدات القضية الفلسطينية
تحتضن العاصمة المصرية القاهرة، غدا الثلاثاء، قمة ثلاثية مصرية أردنية فلسطينية، بمشاركة الرئيسين عبدالفتاح السيسي ومحمود عباس، والملك عبدالله الثاني بن الحسين، لتنسيق المواقف وتوحيد الرؤى بين القادة الثلاثة للتعامل مع التحركات السياسية والإقليمية والدولية، سعيا لحل القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة.
ووصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن إلى القاهرة اليوم الاثنين، في زيارة رسمية تلبية لدعوة من الرئيس السيسي، للمشاركة في أعمال القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية.
وتستهدف القمة تنسيق المواقف وتوحيد الرؤى للعمل على مواجهة التحديات الماثلة أمام جهود نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف وإنجاز حق تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة الوطنية الكاملة على جميع أراضي دولة فلسطين التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، حسب السفير الفلسطيني في القاهرة دياب اللوح.
وأكد السفير الفلسطيني أن دولة فلسطين تتمسك بخيار بناء السلام العادل والشامل، وفق قرارات الشرعية الدولية، مشيرا إلى أن القمة تُعد تجسيدًا للتشاور والتعاون الدائم والمستمر تجاه القضايا المتعددة على المستويات العربية والإقليمية والدولية، وتأتي في سياق بلورة رؤية واستراتيجية عربية للانطلاق إلى المجتمع الدولي لخلق جبهة دولية عريضة مساندة للقضية الفلسطينية.
تطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة
وتأتي القمة في ظل تطورات تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد عودة بنيامين نتنياهو، لرئاسة حكومة الاحتلال الإسرائيلي، يُنظر إليها على أنها أكثر تطرفا من غيرها.
وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، قد حذر في نهاية ديسمبر الماضي، من بوادر انتفاضة ثالثة في فلسطين، مؤكدا أنها قد تقود إلى انهيار كامل لن يكون في صالح الإسرائيليين ولا الفلسطينيين، مؤكدا أن استغلال القدس لأغراض سياسية يمكن أن يخرج الأمور عن نطاق السيطرة بسرعة كبيرة.
وبحث الملك عبدالله، اليوم الاثنين، مع منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي الأمريكي، بريت ماكغورك، القضية الفلسطينية من بين أمور أخرى، وأكد الملك ضرورة إعادة تحريك عملية السلام كأولوية دولية، وإطلاق مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين.
وذكر السفير الفلسطيني، أن مصر والأردن توليان اهتماما كبيرا للتطورات الحاصلة في الأراضي الفلسطينية، خاصة بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو وما قامت به من إجراءات تستهدف الشعب الفلسطيني وقيادته.
وشهدت الأيام الأولى لحكومة نتنياهو، منذ بداية العام الحالي، تحركات استفزازية وانتقامية بحق الفلسطينيين، إذ بدأت باستفزازات كبيرة في القدس واقتحام المسجد الأقصى، والاقتطاع من أموال الضرائب الفلسطينية.
ومنذ مطلع العام الجاري قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 13 فلسطينيا بينهم 3 أطفال، بحسب إحصائيات فلسطينية رسمية.
وعقد القادة الثلاثة قمة سابقة في سبتمبر 2021 بالقاهرة، لتنسيق المواقف والرؤى إزاء عدد من الموضوعات المرتبطة بالقضية الفلسطينية.
وفي مارس الماضي، عقد وزراء خارجية الدول الثلاث اجتماعًا تشاوريًا على هامش اجتماع مجلس جامعة الدول العربية، ناقشوا خلاله تطورات القضية الفلسطينية على مختلف الأصعدة، وأكدوا أهمية مواصلة المساعي من أجل تهيئة البيئة المواتية لإطلاق مفاوضات جادة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي؛ سعيًا للتوصل إلى السلام الشامل والعادل والدائم الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.