سرقة المجهود الشخصي في العمل
في كل مؤسسة يوجد من يسرق مجهود غيره بكل بجاحة وبدون مراعاة لضمير أو أخلاق، تراهم دائما على يقظة، وعلى أتم الاستعداد لسرقة أي مجهود فكري واختطافه، والسرقة لا تقتصر على الأشياء المادية فقط، بل الأفكار والمجهود والأشياء المعنوية والأدبية، يسرقون جهد غيرهم في العمل بسبب استغلال وضعهم الوظيفي أو لسذاجة من يسرقونه بحيث لا يقاتل على مجهوده، ويحرم صاحبها من المكافأة أو الترقية.
المؤسسة الفاشلة
من أكثر الشكاوى شيوعًا بين الموظفين في المؤسسات هو عدم الاعتراف بمجهودهم في العمل، حين لا يعترف المدير بالعمل الشاق الذي يقوم به موظفوه، مما يجعل أي موظف يشعر بأن كل ما قام به كان بلا فائدة، والسبب سرقة المجهود في العمل أو عدم الاعتراف به فمن يتعرض لسرقة المجهود في عمله يشعر بالضغط النفسي والظلم بسبب ضياع حقه وذهابه للآخرين، تدعي ما ليس لك فيه حق، ليصبح من نصيبك ظلما وعدوانا، حين تقطف ثمارا لا حق لك فيها، وتحرم أصحاب الحق من حقوقهم المشروعة.
المستفيد والخاسر من سرقة المجهود
الذي يستفيد من سرقة مجهود وأفكار غيره هو السارق (الزميل – المدير) سوف تزيد معدل مبيعاته ويترقى ويظهر بمظهر الذكي المجتهد. والخاسر ليس من تمت سرقته فقط بل المؤسسة فمع مرور الوقت يؤدي انخفاض الروح المعنوية لدى الموظفين مما يؤدي إلى هروبهم إلى مؤسسات أخرى تحافظ على حقوقهم.
السارقون عندهم انفصام في الشخصية
سرقة مجهود العمل ليست من رئيسك فقط بل قد تكون من زميلك الذي يسرق أفكارك ويكسب خطوةً وربما يرتقي بها ويصل إلى نفوذ أكبر أو إلى عائد مادّي أو معنوي، العجيب أنه لا يرى أنّه ارتكب أي خطأ، بل إِنْ واجَهْتَه بحقيقة ما فعل، ربما يرفدك لقلّة أدبك لو كان مديرك، أو يقاطعك إن كان زميلك، بدلا من أن يعتذروا عن سرقتهم لمجهودك.
المجهود السائب يعلم السرقة
"المال السائب يعمل السرقة"، والمجهود السائب يعلم السرقة أيضًا، عند سرقة مجهودك لا تكن أنت متسبب بشكل أو بآخر في أن يكون مجهودك عرضة للسرقة، ففي البعض يتعامل بسلامة نية طيبة القلب ويتعامل مع زملاء على أنهم ملائكة يحملون بداخلهم الخير فقط، وذلك أمر غير منطقي فهم بشر يحملون الخير والشر وأنت لا تضمن ما بداخلهم، ومن العجيب أن من يتعرض للسرقة يكون في مرحلة السذاجة ويدافع عن من يسرقون مجهوده بكلمات في غير محلها.. المسامح كريم - فالمرء يجب أن يكون حريصا وأن يبذل الأسباب التي تكفل له حفظ حقه في عمل قام به حتى لا يتعرض لسرقة مجهود الشخصي في مكان عمله.
اضمن فكرتك قبل عرضها
براءة الاختراع أو الملكية الفكرية مصطلحات نسمعها وهي بمثابة طرق قانونية لحفظ حقك في أي فكرة أو مشروع أو ابتكار قبل أن تعرضها في تخصصك، يجب عليك أن تضمن أن مجهودك محفوظ حتى لا ينسب لغيرك وتحفظها بالطرق المشروعة برقمها أو بتاريخ الفكرة أو إعطائهم جزءا من الأفكار فقط حتى تضمن عدم سرقتها وفي نفس الوقت يجب على المؤسسة أن يكون لديها إدارة متخصصة في حفظ الأفكار والمشروعات من السرقة، كمثل الدول الأوروبية.
مديرك قد يسرق مجهودك
مثل المدير الذي يسرق مجهود المرؤسين وكم سمعنا عن مدير نسب لنفسه مجهود موظفيه، وكم رئيس ادعى أن ما تقدمه إدارته من مقترحات من أفكاره، وكم مسئول حذف اسم صاحب مشروع هام ووضع اسمه بدلا منه، وكم موظف ادعى أمام رئيسه أنه كل شيء في إدارته، وأنه الوحيد الذي يعمل بجد، بينما غيره لا يعمل ولا ينجز ولا يهتم بعمله ولا يحرص عليه! لينعم هو بالمكافأة من رئيسه، وما يمكن أن تجلبه هذه الخطوة من امتيازات لا تتوفر لغيره.
السارق الجاهل
المشكلة ليست كونه سارق مجهود غيره وحسب وإنما يتجاهل حقوق غيره ولا يعترف أنها سرقة فجهل البعض يدفعهم إلى الظن أن كل شيء على الإنترنت من حقهم الحصول عليه والتعامل معه كما يريدون، يظنون مثلا أنهم يدفعون اشتراك الإنترنت شهريًا، أو أنهم يعملون في نفس المؤسسة وأن كل شيء مباح سرقته من جهله، والتعامل مع هؤلاء الأشخاص يتم أولًا بتوعيتهم فإن رفضوا النصيحة والتوعية، يتم تحذيرهم، فإن رفضوها تتم مقاضاتهم واللجوء للقانون.
كيف تتجنب سرقة مجهودك الشخصي في العمل
- لازم تعرف إن سرقة المجهود موجودة في كل مؤسسة (جامعة- شركة – مصنع) فيجب الحذر حتى لا تقع فريسة.
- احتفظ بأفكار لنفسك حتي لا تتعرض لسرقة (إذا كانت فكرة) واعرض مجهودك لمديرك حتى لا ينسب زميلك مجهودك لنفسه.
- اعمل تسويق لنفسك، العمل في صمت أمر جيد لكن في بعض الأعمال يجب أن تسوق لنفسك حتى تظهر عملك للآخرين بشكل يحفظ حقك.
- خذ وقتك وتحقق جيدا قبل أن تصدر حكما على أحد من زملائك بيسرق مجهودك حتى لا تندم على رد الفعل.
- ويجب أن يكون لديك دليل مادي قوي قبل أن تتهم زميلك بمثل هذه التهمة.
- وثق فكرتك ومجهودك بإيميل رسمي أو على جروب الواتس أب أو على جهازك الشخصي.
- في حال طرح الفكرة لا بد من وجود شهود على الواقعة (اجتماع رسمي).
- امشي بمبدأ (داري على شمعتك تقيد) فليس كل ما تعلمه يجب أن تقوله.
- مساعدة الغير أمر طيب لكن خليك أناني في بعض الأوقات حتى لا تقع ضحية ولا تلوم إلا نفسك.
كن حريصا كل الحرص على أداء عملك كما هو مطلوب منك وفي نفس الوقت لا تعطي فرصة لغيرك لسرقة مجهودك، ولا تعطي الفرصة لمن ينسب تعبك نفسة، فهناك الكثير من يريد أن يقطف الثمار بدون جهد، فمجهودك وأفكارك هي رأس مالك فحافظ عليها حتى لا تقعد ملومًا محسورا.