ذئاب على هيئة بشر
المتأمل في العلاقات الإنسانية يجد العجب العُجاب، وليس أدل على ذلك من قول الشافعي رحمه الله: وليس الذئب يأكل لحم ذئبٍ ويأكل بعضنا بعضًا عيانا.
فعندما تجد نفسك مكروهًا بلا سبب، مزجوج باسمك في أمور بلا داعي وتُروى عنك قصص وأحداث شنيعة من نسج الخيال المريض، وعندما تكون الظالم القاسي في أحداث تلك القصة الخرافية الواهية؛ وقتها ما عليك سوى أن تمضي ولا تنظر خلفك، وتتركهم وشأنهم، مُضلَلِين السعي، لن يُفلحَ أمثالهم، ولتعِ جيدًا أنهم ذئاب على هيئة بشر.
وعندما يوسد الأمر لغير أهله تجد نفسك أمام مسؤول ليس بمسؤول، وعندما تعطي الدنيا وجهها لشخص وتقبل عليه فيُصبح غنيًا بين عشية وضُحاها فيدفع يد اللين بالقسر ويتعالى على بني جلدته وأهله فاعلم أنه ذئب ماكر، وعندما تُشاهد نفاق البشر يُكرِمون الوضيع ويرفعونه ويدهسون العفيف ويستخفون به كل هذا من أجل مصالحهم فلابد أن تُدرك أنهم ذئاب خادعة، وعندما تجد أصنافًا يبذلون الغالي والنفيس من أجل الشهرة والمنظرة وهم فارغون داخليًا لا هم لهم سوى الظهور، لا تحركهم سوى مصالحهم وحبهم لذاتهم فهم ذئاب شرسة، وعندما تجد التطاول على عُلماء أجلاء تحت مسمى الفن، محاولين طمس الحقائق وتزييف الواقع وذبذبة الدين والهوية فاعلم أنهم ذئاب مُلتوية، وعندما تجد من ينفق أمواله تحت أقدام الراقصات فى الملاهي الليلية من أجل الفوز بساعة شيطانية هؤلاء حقًا ذئاب بشرية، وعندما تجد أبناء عقوا آبائهم وأمهاتهم من أجل زوجاتهم فباعوا آخرتهم واشتروا دنياهم فاستحقوا لقب ذئاب بكل جدارة، وعندما تجد بعضهم يتحدث عن الأصل والأصول بشكل مُبالغ فيه فتتحرى الأمر لتجد أن تصرفاتهم تنم عن قلة الأصل والدونية، وعندما تجد تشويهًا غير مُبرر لمجرد تقدمك أو نجاحك فاعلم تمام العلم أن عواقب الأمور غير طيبة وأننا قاربنا على آخر الزمان.
وأضيف أن من عجيب هذا الزمان ظهور أقزام على هيئة ذئاب يحاولون بكل السبل اعتلاء ظهور العُظماء من العلماء فيتحدثون بشكل يوحي بأنهم علماء ليصدقوا أنفسهم فتجدهم وبكل وقاحة يناظرون العلماء بالأكاذيب المُضللة ويستشهدون بكل رخيص حقًا إنهم ذئاب على هيئة ملائكة.