انقسام ليبي وترقب خارجي.. جدل حول اجتماع وزراء الخارجية العرب في طرابلس
تعيش ليبيا حالة واسعة من الانقسام في ظل استمرار وجود حكومتين، الأولى مكلفة من مجلس النواب الليبي برئاسة فتحي باشاغا، وحكومة منتهية الولاية يترأسها عبد الحميد الدبيبة، جرى سحب الثقة منها من قبل النواب، بعدما فشلت في التوصل لاجراء انتخابات رئاسية ديسمبر 2021.
وبلغ الانقسام الليبي ذروته بعدما دعت الحكومة منتهية الولاية برئاسة الدبيبة إلى عقد اجتماع تشاوري لوزراء الخارجية العرب في العاصمة طرابلس، دون انتظار الموقف القانوني من الجامعة العربية وفقًا لتكليف الأمانة العامة بإعداد دراسة قانونية حول صلاحية ترأس الجلسة المشار إليها، في حين أبدت حكومة باشاغا استغرابها الدعوة لاجتماع وزراء الخارجية العرب بطرابلس، برئاسة الحكومة منتهية الولاية.
حكومة باشاغا تطالب وزراء الخارجية العرب بانتظار قرار الجامعة
من جانبه قال حافظ قدور، وزير الخارجية الليبية بحكومة فتحي باشاغا، المكلفة من مجلس النواب، إنه جرى إرسال خطابات إلى جميع وزراء الخارجية العرب للامتناع عن الحضور إلى اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب المقرر في طرابلس غدًا الأحد، لحين الفصل من قبل الجامعة العربية في أحقية ترؤس حكومة الدبيبة للاجتماع.
وأضاف قدور في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أنه تم توجيه خطاب للجامعة العربية بشأن القرار الصادر من الجامعة في اجتماع وزراء الخارجية السابق في القاهرة، حول إعداد دراسة قانونية فيما يتعلق برئاسة ليبيا ممثلة في حكومة الوحدة منتهية الولاية للجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، مشددًا على أنه يجب انتظار قرار الجامعة العربية بشأن أحقية إحدى الحكومتين في رئاسة الاجتماع، وإقراره من قبل مندوبي الدول العربية بالجامعة، مؤكدًا أن الحكومة المكلفة ستمتثل للقرار المنتظر من الجامعة.
الترقب العربي بشأن إمكانية استضافة ليبيا للاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب يحظى باهتمام دولي في ظل ترؤس ليبيا لأول مرة منذ عام 2013 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الموزاري، لتشهد الساعات المقبلة، ترقبًا متزايدًا حول إمكانية استضافة الحكومة منتهية الولاية للاجتماع، قبل الإعلان عما انتهت إليه الدراسة القانونية بالجامعة العربية.
ما هو الموقف العربي من اجتماع ليبيا؟
ووزاريًا لم يتضح موقف عربي بشأن الحضور المرتقب للاجتماع التشاوري المقرر عقده غدًا الأحد، في حين أوضح مصدر دبلوماسي، أن مصر لن تحضر اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي دعت له حكومة الوحدة منتهية الولاية في ليبيا برئاسة عبد الحميد الدبيبة، مشيرًا في تصريحات لـ القاهرة 24، إلى أن هناك عدة دول عربية رفضت الدعوة للحفاظ على وحدة الموقف العربي تجاه القضية الليبية، خاصة في ظل وجود حكومة مكلفة برئاسة فتحي باشاغا من البرلمان الذي يعد الجهة الشرعية المنتخبة الوحيدة في ليبيا.
الجامعة تنتظر قرارات الدول من الحضور إلى طرابلس
في حين أوضح مصدر عربي مطلع، أن جامعة الدول العربية طالبت الدول بموافاتها بموقفها بشان الاجتماع، مشيرًا إلى ان هناك سيولة من قبل الدول بشأن الموقف الليبي، لكن لم يتم التبين بشان الحضور من عدمه، حسب تصريحات لـ القاهرة 24، منوهًا أنه فيما يتعلق بشان الدراسة القانونية حول ترؤس ليبيا لاجتماع وزراء الخارجية العرب في دورته الحالية، تم إجراء الدراسة ومناقشتها من قبل مندوبي الدول بالجامعة، دون الإفصاح عن تفاصيل تلك الدراسة.
انقسامات بين الأطراف الليبية
الانقسامات الليبية بين الحكومتين فيما يتعلق بالمطالب المتعارضة للاجتماع الوزراي العربي التشاوري المزمع انعقاده غدًا الأحد، من شأنها أن تزيد التوترات بين الحكومتين، ما ينذر بإمكانية نشوب صراعات مسلحة بين مؤيدي الحكومتين، وبخاصة أن أحدهما تطال بعقد الاجتماع ووجهت دعوات للحضور، في حين تطالب الأخرى بعدم الحضور وانتظار ما ستتوصل إليه الجامعة من الدراسة القانونية لرئاسة حكومة الدبيبة لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في دورته الـ 158 الحالية.
وعلى ذات الصعيد تشهد ليبيا مواجهة سياسية أخرى بين مجلسي النواب والأعلى للدولة فيما يتعلق بأزمة التوصل إلى قاعدة دستورية لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المأمولة في البلاد، فقد وجه عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي اتهامًا إلى خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة، بتعقيد المشهد السياسي في ليبيا، مؤكدًا أن يد مجلس النواب ممدودة للتوافق، وأن المجلس لن يقبل أن تكون ليبيا تحت رحمة مجلس الدولة أو غيره، إلى جانب اتهام المشري بعدم الالتزام باتفاق بوزنيقة في المغرب حول المناصب السيادية وتوحيد السلطة التنفيذية، مشيرًا إلى أن الخلافات بين المجلسين تتمثل حول مزدوجي الجنسية في الانتخابات الرئاسية، وأنه تقدم بمقترح يمهل الفائز بالانتخابات البرلمانية والرئاسية شهرا للتنازل عن جنسيته الأجنبية.