فضل شهر رجب في أول أيامه.. لماذا تتضاعف الحسنات
يوافق اليوم الإثنين 23 يناير 2023، أول أيام شهر رجب للعام الهجري 1444، الذي هو أحد الأشهر الأربعة الحرم التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، ونبهنا إلى عدم ظلم أنفسنا فيهن.
الأشهر الأربعة الحرم
وقال جل وعلا في كتابه العزيز: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ}.
ومن المعروف أن من أدوار السنة النبوية الشريفة، أنها مفصلة لما أجمله القرآن الكريم، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما فسر الآية السابقة، من قوله: "إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان".
تضاعف الحسنات والأوزار في شهر رجب
وشهر رجب وغيره من الأشهر الحرم يحظون بمكانة خاصة في الشريعة الإسلامية، تنبع أصالة من نهي الله سبحانه وتعالى عباده فيهن عن ظلم أنفسهم، أو ارتكاب الآثام، فعلى الرغم من أن هذه الأفعال جميعها محرمة على المسلمين في كل زمان، إلا أن حرمتها تشتد في هذه الأشهر، حيث تتضاعف الحرمة ويتعاظم الوزر إذا فعلها أحد في هذه الأشهر، حتى إن الإمام الشافعي رأى أن الدية تغلظ في الأشهر الحرم، كما تتضاعف الحسنات كذلك، وهذه من سمات هذه الأشهر الحرم التي تتفضل بها عن غيرها من بقية أشهر السنة.
ونلفت هنا إلى قول الإمام القرطبي عن الأشهر الحرم ومنها شهر رجب: "لا تظلموا فيهن أنفسكم بارتكاب الذنوب؛ لأن الله سبحانه إذا عظم شيئًا من جهة واحدة صارت له حرمة واحدة، وإذا عظمه من جهتين أو جهات صارت حرمته متعددة، فيضاعف فيه العقاب بالعمل السيء، كما يضاعف الثواب بالعمل الصالح، فإن من أطاع الله في الشهر الحرام في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام، ومن أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في شهر حلال في بلد حلال، وقد أشار الله إلى هذا بقوله: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}.. [الأحزاب: 30].
كما نشير إلى أن قتادة قتادة قوله: "إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرًا من الظلم في سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيمًا، ولكن الله يعظم في أمره ما يشاء"
