متي يسمح للأطفال باستخدام الهواتف الذكية؟
شهدت الإحصائيات الأخيرة إلى أن ما يقارب من 7 مليارات فرد على مستوى العالم يقتنون هاتفا ذكيا واحدا على الأقل، ونسبة جيدة منهم من أطفال، ويبقي السؤال الأهم دوما: ما هو العمر المناسب للأطفال لاقتناء هاتف ذكي؟
هناك عالميا فريقان، وكل فريق له حجته، فالفريق الأول: المعارض وأحد المسؤولين الرئيسيين في مؤسسة Ofsted في إنجلترا قد حذر مسبقًا من امتلاك الأطفال هواتف ذكية متصله بإنترنت غير محدود أو غير مراقب أبويا.
تشير البيانات أن ثلثي الأطفال في إنجلترا قد امتلكوا هاتفا ذكيا عند بلوغهم العاشرة، وقد زادت جائحة كورونا عدد الساعات التي يمضيها الأطفال على الشاشات إلى 4 ساعات يوميا.
وقد أشارت دراسات سابقة إلى أن قضاء الوقت أكثر من اللازم أمام الشاشات يؤثر على الحواس البصرية والحركة وجودة النوم وكذا الصحة النفسية.
الهواتف الذكية للأطفال
هذا وقد كشفت دراسة من جامعة سانتياغو أن الوقت أمام الشاشات له مؤثر قوي على الصحة العقلية للطفل، وساعة واحدة في اليوم كافية لجعل الطفل الذي لم يتجاوز السنتين يعاني من القلق وبوادر الاكتئاب.
وجدت مؤسسة الصحة الوطنية في الولايات المتحدة الأمريكية، أن الأطفال الذي يقضون وقتا كبيرًا أمام الشاشات لهم تركيبة مخ مختلفة، وقشرة المخ أقل سمكًا وهو ما له من صلة وثيقة مع القدرات الإدراكية وبالتالي الذاكرة.
هذا وقد شددت مفوضة شؤون الأطفال في إنجلترا على ضرووة مقاومة الأهالي لرغبة الأطفال في اقتناء هواتف ذكية، ومراقبة حسابات الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي، والأفضل منعهم عنها كليًا تمامًا.
هناك فريق آخر يعد أقل تشددا، وطالب بعدم شراء الأجهزة الذكية للأطفال قبل أن يبلغوا الـ11 عامًا، وفي حالات كثيرة يشتري الأهل الأجهزة الذكية بسبب ضغط الأطفال على ذويهم بعد رؤية أحد أصدقائهم يمتلكون جهازًا.
بالنسبه للفريق الثاني (المؤيد)، هناك باحثون من جامعة Duke في شمال كارولينا قد صرحوا بأن المراهقين الاجتماعيين في حياتنا الواقعية قد يميلون إلى تنمية تلك المهارات رقميًا.
هناك دراسة أخرى من جامعة ستانفورد لم تكشف بوجود ضرر على الصحة العقلية والنفسية من امتلاك الأطفال للهواتف الذكية، وذكرت استنتاجا هاما أن الوالدين حال رغبتهم تأخير هذه الخطوة، فهناك خطر بأن يكون لها آثار سلبية.
وفي دراسة أخرى لليونيسيف في عام 2019، ذكرت أن الأطفال الذين يمتلكون أجهزة ذكية لهم مهارات رقمية أعلى، وهو ما يساعدهم في التعلم والاكتشاف، وإذا كان الوالدان متشددين، فذلك لن يساعد في تحضير أطفالهم للمستقبل.
جدلية الموضوع ككل غير محسومة ولا شك أنه مربوط بعاملين اثنين: الأول نضوج الطفل ووعيه، وهو يختلف من طفل لآخر طبقًا لمعطيات عدة، لعل ربط الموضوع بنضوج الطفل أكثر دقة من عمره الفعلي.
أما الثاني قدرة الأهل على الإشراف والدعم حينما دعت الحاجة، والمؤكد أن فصل الطفل عن كل ذلك التطور الرقمي مهمة قد تكون شبه مستحيلة، وفي ذات الوقت، المنح غير المشروط له محاذيره مع كل المخاطر الرقمية من التحرش والاحتيال والتنمر الإلكتروني وغيرها.
قد يكون من الأمن تأخير اقتناء الطفل لجهازه الخاص قدر الإمكان، مع استخدام أجهزة الأهل خلال فترات معينة برقابة أبوية، وتقييم ذلك دوريا مع درجة نضوج الطفل ووعيه.