عاشق التحقيقات وأمير التنكر الصحفي.. مات سيد عبد العاطي
مات الصحفي سيد عبد العاطي رئيس تحرير جريدة الوفد الأسبق.. مات مؤسس مدرسة فريدة لـ التحقيقات الصحفية المؤثرة بعد أن خاض معارك عدة بهدف الصالح العام وكشف الحقيقة.
سيد عبد العاطي.. صحفي في سرايا المجانين
سيد عبد العاطي هو مؤسس حقيقي لمدرسة صحفية تعشق المغامرة والتنكر إذا لزم الأمر لمعرفة ورصد الحقيقة أينما كانت، فهو الذي تنكر داخل مستشفى الأمراض النفسية والعقلية كمريض نفسي ليكشف تجاوزات عديدة تتم بحق المرضى بداخله، ومنهم على سبيل المثال إسماعيل المهداوي الصحفي والسياسي المعروف الذي التقاه عبد العاطي داخل المستشفى ليروي التجاوزات التي تمت بحقه، وأخبأ سيد عبد العاطي وزميله المصور الذي اصطحبه كمريض نفسي ليكشف لنا الكثير في كتابه الذي طبع بعد ذلك تحت عنوان صحفي في سرايا المجانين.
مغامرات وتحقيقات سيد عبد العاطي كثيرة واشتباكه الجريء مع قضايا الفساد عديدة.. أجرى سيد عبد العاطي تحقيقًا صحفيًّا بعنوان كيف تخطف طائرة؟ لكشف الثغرات داخل تأمين مطار القاهرة عندما استطاع الصعود لكابينة الطائرة دون جواز سفر أو حتى تذاكر سفر ليكشف الثغرات داخل المطار وهو التحقيق الذي نُشر في 25 أكتوبر 1990 وبالفعل كانت نتيجة التحقيق الصحفي أن تم رصد 7 ملايين جنيه لزيادة عدد كاميرات المراقبة وتشديد الإجراءات الأمنية داخل المطار.
سيد عبد العاطي هو صحفي التحقيقات البارع، وأبونا الذي علمنا فن التحقيقات الصحفية، توفي أمس الأول في دار الفؤاد بمدينة نصر حيث كان يقاوم الغيبوبة التي استمرت قرابة ثلاثة أشهر، وفي آخر زيارة لي له في مستشفى دار الفؤاد نظر إليَّ نظرة المقاوم والمتمسك بالحياة يتنفس بقوة محاولًا العودة للحياة لكنها إرادة الله.
في بدايات عملي كان يوجّه لي النصائح التي أفادتني كثيرا خلال مشواري الصحفي، فالرجل لديه خبرة صحفية تزيد عن 40 عامًا، وأسس مدرسة للتحقيقات الصحفية تعتمد على معايشة الأحداث والمغامرة، جئته في بداية عملي الصحفي وقلت له إنني أحب الصحافة والشعر فطلب مني كتابة تحقيق صحفي عن أطفال الشوارع ففعلت وشجعني سيد عبد العاطي بعد إتمامي للتحقيق الذي جاء عن أطفال المسابك الذي يعملون في بيئة خطرة للغاية.
ولد سيد عبد العاطي بمركز أشمون التابع لمحافظة المنوفية عام 1958، وتخرج في كلية الزراعة جامعة عين شمس عام 1980، وعين في جريدة الأحرار عام 1983 وقضى فيها ثلاث سنوات، ثم انتقل إلى جريدة الوفد مع مؤسسها الراحل الصحفي مصطفى شردي.
