ست بـ 100 راجل.. الأسطى سناء أشهر سائقة ميكروباص في الصعيد: الشغل مش عيب بس المرض هدني| صور
بأمر الظروف الخارجة عن إرادتها، بعد أن أرغمتها متاعب الحياة إلى البحث عن قوتها وقوت أبنائها، وكسب لقمة العيش بالحلال، ممتلكة عزيمة الجبال، متحدية عادات وتقاليد صعيدية صعبة، تناطح الرجال وتصاحب الأسفلت، أصبحت الأسطى سناء أشهر سائقة ميكروباص في الصعيد والأولى بقنا.
سناء غريب، صاحبة الـ60 عاما، توفي زوجها منذ 10 أعوام تاركا لها 5 أبناء، لتنقلب حياتها رأسا على عقب، فبعد أن كانت تمتلك سيارة ملاكي ومحل لبيع الملابس الرياضية، زادت الديون عليها فقررت تصفية المحل وبيع السيارة الملاكي وشراء ميكروباص بالتقسيط لتتمكن من توفير احتياجات أسرتها.
تقول الأسطى سناء لـ القاهرة 24: أكل العيش مر والحوجة مرة قوي، وحوزي مات وساب في رقبتي 5 عيال هصرف عليهم منين، فوقفت واشتغلت وبقيت زي الرجالة عشان أعيش ولادي عيشة مستورة، مشيرة إلى أنها أقدمت على قيادة السيارة الميكروباص والعمل عليها بنفسها عندما فشلت في إيجاد سائق أمين لها، مردفة: مكنتش حاطة في دماغي السواقة بس جبت أكتر من سواق والموضوع منفعش.
قصة كفاح الأسطى سناء
السعيدة الستينية واجهت في بداية عملها كسائقة ميكروباص الكثير من الانتقادات بسببه، من قبل الأقارب والجيران والمعارف، حتى زملائها السائقين الذين رفضوا تواجدها في وسطهم واقتسام الرزق بينهم، قائلة: الأول مكنوش طايقني وبيقولوا ازاي واحدة ست تقعد وسطنا وساعات كنت بسمع كلام يضايقني من ناس نفوسهم مريضة لكن دلوقتي اتعودوا على وجودي.
وتابعت الحجة سناء، أنها تمكنت من خلال عملها سائقة ميكروباص من إتمام زواج 4 من أبنائها الخمسة، وأصبح لديها 11 حفيدا في أعمار مختلفة، مشيرة إلى أن أبنائها فخورين بعملها ورغم زواجهم إلا أنها ما زالت تساعدهم بما تتحصل عليها في يومها من عملها على الميكروباص.
ويبدأ يوم أشهر سائقة ميكروباص في الصعيد مع دقات الساعة الخامسة صباحا، بصلاة الفجر، والذهاب إلى موقف السيارات لتلحق دورها على خط قنا نجع حمادي، مشيرة إلى أن عملها ينتهي مع عودتها من نجع حمادي، مضيفة: أهم حاجة أني أجيب تمن البنزين ومصاريف يومي، ومينفعش أتأخر عن كدة عشان مبتش برة البيت.
عملت الحجة سناء على خط قنا أسوان وبعدها خط إسنا قبل أن يستقر الحال بها على خط نجع حمادي، موضحة أنها بسبب إصابتها بمرض السكر، اضطرت إلى تقصير المسافة التي كانت تقطعها من محافظة قنا إلى المحافظات الأخرى، لحاجاتها لدخول الحمام باستمرار بسبب أدوية الضغط والسكر.
لا تتمنى سناء غريب من الدنيا بعد أن نجحت في سداد أقساط الميكروباص إلا حج بيت الله الحرام، وتعاون زملائها السائقين معاها ومنحها أولوية التحميل في الموقف بسبب ظروف مرضها التي تمنعها من التواجد لفترات طويلة دون دخول الحمام.
