هل تستفيد مصر من اعتماد الروبل بديلا للدولار في التعامل مع روسيا؟
أدرج البنك المركزي الروسي الجنيه المصري ضمن قائمة العملات التي تحدد سعرها أمام الروبل الروسي، مما يعد خطوة جيدة بحسب اقتصاديون نحو تحقيق مطالبات الجميع باستبدال الجنيه والروبل كعملة أساسية في المعاملات التجارية والاقتصادية بين مصر وروسيا والاستغناء عن الدولار، وهو ما قد يخفف الضغط على مصر في استخدام الدولار وينعش العملة الروسية مقابل الدولار، لا سيما في ظل الحصار الدولي على روسيا.
قيمة الدولارات التي ستوفرها مصر من عملية التبادل
مدى استفادة مصر بحسب خبراء اقتصاديون، يتحدد وفقا لحجم وقيمة الدولارات التي ستوفرها من عملية التبادل، لا سيما وأن هذه الخطوة ستؤثر بالسلب على الحصيلة الدولارية التي تجنيها مصر من التعامل مع روسيا، والتي تزيد قيمتها على 3.5 مليار دولار، وتتضمن صادرات روسية وعوائد السياحة والتي تمثل أكثر من 30% من إجمالي قيمة السياحة في مصر.
حجم ما تحتاجه مصر من الدولار من روسيا، هو أقل ما يمكن توفيره إذا ما تم اعتماد الروبل والجنيه، كعملات أساسية في التبادل التجاري.
تقترب قيمة التبادل التجاري بين مصر وروسيا من 5 مليارات دولار، حيث أظهرت الأرقام الرسمية أن قيمة التبادل التجاري بين البلدين خلال عام 2021 سجلت نحو 4.7 مليار دولار مقابل 4.5 مليار دولار خلال عام 2020، وذلك مع احتمالية ارتفاعها في 2022 و2023.
وبلغت قيمة الواردات المصرية من روسيا أكثر من 3.3 مليار دولار خلال 2022، فيما سجلت الصادرات المصرية الى روسيا 489.6 مليون دولار خلال عام 2021 مقابل 423.3 مليون دولار، خلال عام 2020 بنسبة ارتفاع قدرها 15.7%.
حجم الاستثمارات الروسية في مصر
وتقدر حجم الاستثمارات الروسية في مصر عبر 400 شركة بإجمالي استثمارات 7.4 مليار دولار، كما أنه من المقرر إجراء مشروع الضبعة النووي، بتكلفة استثمارية قدرها 29 مليار دولار منها قرض وتمويل روسي قدره 25 مليار دولار.
تقول سهر الدماطي الخبيرة المصرفية، إن حجم واردات مصر من روسيا على مدار 5 سنوات ماضية وفقا لتقرير البنك المركزي تقدر بنحو 19 مليار دولار، تتضمن سعل أساسية من أمح ومدخلات إنتاج وسكك حديدية، ومن ثم التحول إلى شراء مثل هذه المنتجات بالجنيه المصري، يعني أن هناك وفرة ستتحقق في الدولار، كما أن روسيا غنية بمدخلات إنتاج لقطاعات كثيرة جدا في مصر.
وأضافت أن الصادرات المصرية ضعيفة مقابل الواردات، وبالتالي فإن البنك المركزي من المتوقع أن يدرج الروبل على قائمة العملات التي تحدد أسعارها مقابل الجنيه، ومن ثم فإن السياحة الروسية ستكون بالروبل، وستفقد جزءا من الدولار لكن المكاسب ستكون أكبر.
وأشارت إلى أن هذا التعاون واستبدال الروبل والجنيه بالدولار، سينعش الصناعة المصرية، كما أنه سيجعل السوق الروسي مصدرا رئيسيا للواردات، واستبداله بأسواق أخرى كنا نستورد منها بالدولار.
وتابعت: الصين أيضا بدأت اتخاذ نفس اتجاه روسيا، ومن ثم مصر تستورد بما يقرب من 20 مليار دولار، وفي حالة اعتماد اليوان في التبادل التجاري سيوفر على مصر الكثير من الدولارات، ومن ثم سيستقر سعره وسينخفض في مصر.
هاني العراقي الخبير المصرفي والاقتصادي، يرى أن هذه الخطوة تعتبر جيدة، لا سيما وأنها ستعمل على تخفيف الطلب على الدولار، خاصة في الوقت الحالي مما يؤدي إلى انخفاض سعرة في الجهاز المصرفي.
وأضاف العراقي في تصريح خاص لـ القاهرة 24، أن الدولار الذي تجنيه مصر من التعال التجاري مع روسيا هو أقل مما يمكن أن نحتاج إليه لتنفيذ وارداتنا من هناك، لا سيما وأن أهم ما يمكن أن نحافظ عليه هو شراء القمح الروسي بالروبل، وهو قد يساعد في انخفاض سعرة وانعكاس ذلك على المستهلك المصري، لا سيما وأن القمح هو أمن غذائي ومع توافره سيؤدي إلى توافر الكثير من السلع الأساسية والاستراتيجية.