الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الدكتور يوسف نوفل يكتب: صلاح جاهين ظاهرة فريدة

د. يوسف نوفل
ثقافة
د. يوسف نوفل
الأحد 29/يناير/2023 - 12:31 ص

إن أبسط ما يتصف به صلاح جاهين ويلخص مواهبه أنه فنان شامل متكامل، فهو شاعر ورسام كاريكاتير وممثل ومؤلف أغان ومؤلف قصص وكاتب سيناريو وصحفي وصاحب قلم جريئة وهو مفكر يساري ثوري.

ولد بحي شبرا في 25 من ديسمبر 1930 وتوفي في 21 من أبريل 1986 عن 56 عاما فهو من شعراء العمر القصير.

توفي بعد أن أثرى الحياة الفنية والأدبية والصحفية والغنائية والفكرية والسياسية والاجتماعية إثراء كبيرا وترك بصمات متعددة، لا بصمة واحدة.

   عمل محررا بمجلة روز اليوسف ومجلة صباح الخير والأهرام التي حفلت برسومه الكاريكاتورية الهادفة الناقدة التي جذبت قراءه وقراء الأهرام.

  وقد توطدت علاقته بتنظيم الضباط الأحرار وثورة يوليو 1952 وزعيمها جمال عبد الناصر وبقدر ما تعاطف معها تألم وعانى مثل سائر الفنانين والكتاب والوطنيين  من آثار نكسة يونيو 1967، وظهر أثر ذلك في إبداعاته بمثل ما ظهر  في إبداع غيره. 

  ترك بصمات متعددة لا بصمة واحدة تتردد أصداؤها في أعماقنا قبل أسماعنا فيما ألف من أغان وأوبريتات من مثل: خللي بالك من زوزو وهي وهو وغيرهما.

وما تزال تلك الإبداعات المتميزة المتنوعة تترد في أعماقنا قبل مشاهداتنا في الليلة الكبيرة وغيرها وفي الأفلام السينمائية ومنها على سبيل المثال لا الحصر: أميرة حبي أنا وعودة الابن الضال. 

   وفوق هذا كله وأهم من هذا كله: رباعياته الشهيرة التي أعدها- من وجهة نظري - أهم أعماله الإبداعية تلك التي كانت الأكثر مبيعا وانتشارا حتى بلغت مبيعاتها  125 ألف نسخة.

وكتب صلاح جاهين مسرحية الطفل وجمعها ونشرها في كتابه الليلة الكبيرة وخمس مسرحيات طبعها مركز الأهرام للترجمة عام 1992 وكتب لها جاهين مقدمة هذه المسرحيات بعضها من تأليفه وبعضها مقتبس من الأدب الأوروبي هذه المسرحيات هي: صحصح لما ينجح - والشاطر حسن - وحمار شهاب الدين - والفيل النونو الغلباوي - وقاهرة الأباليس.

ومن المدهش أنه لم يحظ مسرح الطفل عند جاهين بعناية الباحثين والدارسين اللهم إلا البحث الذي كتبته د.غادة طوسون بعنوان أنماط المفارقة في أدب الأطفال - مسرح صلاح جاهين أنموذجا المنشور بمجلة مركز الخدمة للاستشارات البحثية بكلية الآداب بجامعة المنوفية في يناير 2022.

وتنامى تفاعله مع الحياة الفنية والسياسية والفكرية والاجتماعية على نحو كبير فتبنى نجوما صاروا كبارا من أمثال: علي الحجار وأحمد زكي وشريف منير، هذا إلى جانب توطد علاقته الفنية بسعاد حسني.

  هكذا نجد أنفسنا أمام ما يمكن إن نطلق عليه الفنان الشامل المتكامل المتنوع  قل أن يتكرر في غيره وصار ظاهرة فريدة في حياتنا وفي عصرنا، وما زالت الذاكرة تردد رباعياته الجميلة.

تابع مواقعنا