توعد إسرائيل وتحذيرات عربية ودولية من التصعيد.. ماذا يحدث في القدس عقب هجوم خيري علقم؟
شهدت مدينة القدس المحتلة تطورات فلسطينية إسرائيلية عقب تمكن شاب فلسيني يدعى خيري علقم من قتل 8 مستوطنين إسرائيليين وإصابة آخرين في عملية إطلاق نار على كنيس يهودي، الجمعة.
وتسبب حادث إطلاق النار الذي نفذه الشاب خيري علقم وقتل المستوطنيين اليهود في القدس في احتقان الأوضاع في إسرائيل على جميع المستويات، وسط الحديث عن تصعيد خطير من جانب إسرائيل ضد الفلسطينيين في القدس خلال الأيام المقبلة.
بنيامين نتنياهو رئيس وزوراء الاحتلال الإسرائيلي، كان من أوائل الحاضرين من المسؤولين في الحكومة اليمينية المتطرفة بتل أبيب، رفقة وزير الأمن الداخلي إيتمار بن جفير، إلى موقع حادث إطلاق النار الذي نفذه خيري علقم في القدس، قبل أن يغادر إلى مقر عقد اجتماع أمني عاجل مع حكومته، لبحث كيفية الرد على الحادث، وقال في تصريحاته بعد الحادث مباشرة، إن الاحتلال سيتصرف بشكل حاسم، ودعا المستوطنين إلى عدم تنفيذ القانون بأيديهم، وانتظار تحديد الرد من قبل اجتماع المجلس الأمني المصغر الذي عقد السبت، حسب ما نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.
وقال موقع حدشوت العبري بعد الانتهاء من جلسة تقدير موقف عقدها رئيس وزراء الاحتلال، إن نتنياهو يأمر رئيس هيئة الأركان بتعزيز انتشار فرقة الضفة في الغور وعلى خط التماس مع فلسطين، والاستعداد للتعامل مع إمكانية التصعيد في المنطقة.
إسرائيل تتوعد الفلسطينيين
وأضاف رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو من موقع الحادث: هذه من أسوأ الهجمات التي شهدناها في السنوات الأخيرة، قلوبنا مع عائلات الجرحى والقتلى، قيّمنا الوضع واتخذنا بعض الإجراءات الفورية، وقررنا اتخاذ إجراءات فورية وسنواصل بحث الخطوات اللازم القيام بها. وذلك حسب ما نشرته وكالة شهاب للأنباء الفلسطينية، وانتهى الاجتماع الأمني الذي عقده المجلس الوزراي المصغر للشئون الأمنية برئاسة نتنياهو ووزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي، الذي قال فيه إن استجابة قوات الأمن ستكون قوية وسريعة ودقيقة، وستغلق منازل منفذي الهجمات ضدنا، زاعمًا أن تل أبيب لا تبحث عن تصعيد لكنها مستعدة لأي سيناريو، حسب ما نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.
وقررت الحكومة الإسرائيلية بعد اجتماع السبت إغلاق منزل الشهيد الفلسطيني خيري علقم منفذ عملية القدس بأسرع وقت ممكن، وقررت زيادة التعزيزات الأمنية لقوات الجيش والشرطة في المستوطنات التابعة للاحتلال والضفة الغربية، وتنفيذ المزيد من الاعتقالات وجمع الأسلحة غير المرخصة ردًا على عملية القدس.
وحذر مسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي من احتمال قيام نشطاء اليمين المتطرف، عقب الهجومين، بأعمال انتقامية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وأن هناك خوفا كبيرا جدًا من عملية ستشعل النار في المنطقة، والمؤسسة الأمنية على علم بذلك.
ومن جانبه، أطلق وزير الأمن الداخلي بحكومة الاحتلال تصريحًا استفزازيًا يتوعد فيه الفلسطينيين ووصفهم بالإرهابيين، وقال إنه «سيستأصل شأفتكم ويستبيح جنين ثلاثة أيام حتى تذعنوا له عن يد وأنتم صاغرون ايها الحفنة الإرهابية الفلسطينية المارقة قد أخرجتموني من سبتي ومن يخرج كوهين من سبته تبًا له ستندمون»، حسبما زعم.
ومن ناحية أخرى، عاد وزير جيش الاحتلال يوآف جالانت من الولايات المتحدة بعد الحادث الذي نفذه خيري علقم في القدس مباشرة للوقف على آخر تطورات الموقف وبحث كيفية الرد على فلسطين، كما تواصل مستشار الأمن القومي الأمريكي مع نظيره الإسرائيلي لبحث آخر التطورات، كما وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن فريق الأمن القومي لنقديم جميع أشكال المساعدة لإسرائيل بعد حادث القدس في فلسطين.
ومن جانبها، علقت حماس على حادث عملية القدس أمس بالقدس الذي نفذه الشاب خيري علقم، وحذرت من أن المنطقة في طريقها لحالة تصعيد خطيرة.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، اليوم السبت، إن المنطقة ذاهبة إلى تصعيد غير مسبوق، مشيرًا إلى أن المواجهة لن تبقى داخل السجون في إثر قمع إدارات السجون الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين.
ودعا هنية قادة العالم إلى التدخل لوقف جرائم وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال إيتمار بن جفير وحكومة اليمين المتطرف برئاسة بنيامين نتنياهو، فالعالم أمام اختبار حقيقي.
تحذير عربي ودولي من التصعيد بين فلسطين وإسرائيل
كما عبرت العديد من الدول العربية ودول العالم عن قلقها من انزلاق الوضع الأمني في فلسطين بعد حادث القدس الذي نفذه خيري علقم، وحذرت من تطور العمليات بين الجانبين.
وأعربت جمهورية مصر العربية فى بيان صادر عن وزارة الخارجية عن رفضها التام واستنكارها الشديد للهجوم الذي شهدته القدس الشرقية وحذرت مصر من المخاطر الشديدة للتصعيد الجارى بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي، مطالبةً بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، ووقف الاعتداءات والاجراءات الاستفزازية، لتجنب الانزلاق إلى حلقة مفرغة من العنف الذي يزيد الوضع السياسى والإنسانى تأزمًا، ويقوض جهود التهدئه وكافة فرص إعادة إحياء عملية السلام.
ومن جانبها، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن تحذير المملكة من انزلاق الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى المزيد من التصعيد الخطير، وتؤكد ضرورة وقف التصعيد وإحياء عملية السلام وإنهاء الاحتلال، حسب ما نشرته وكالة الأنباء السعودية.
وعلى الصعيد ذاته أدانت دولة الإمارات بشدة الهجوم الإرهابي الذي وقع بالقرب من كنيس في القدس، وأسفر عن مقتل وإصابة عدد من الأشخاص، وأكدت أن دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الإماراتية.