نقاد ومثقفون: جابر عصفور وصلاح فضل حافظا على الهوية الثقافية العربية
أشاد نقاد ومثقفون بالدور التنويري والثقافي للراحلين الدكتور جابر عصفور الناقد الأدبي الكبير ووزير الثقافة الأسبق، والناقد الأدبي الكبير الدكتور صلاح فضل رئيس مجمع اللغة العربية، مؤكدين أنه كان لهما دورا كبيرا في الثقافة العربية وإلقاء الضوء على الأعمال الأدبية المصرية والعربية.
وجاء ذلك في ندوة بمعرض الكتاب بعنوان جيل الرواد وتأثيرهم في الثقافة العربية.. تجربة جابر عصفور وصلاح فضل، بالاشتراك مع الصالون الثقافي العربي.. وشارك فيها المفكر السياسي المعروف الدكتور مصطفى الفقي، والدكتور حسين هنداوي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية والدكتورة أماني فؤاد أستاذ النقد الأدبي الحديث بأكاديمية الفنون، وأدارتها الإعلامية منى سالمان.
نقاد ومثقفون: جابر عصفور وصلاح فضل حافظا على الهوية الثقافية العربية
وقال الدكتور مصطفى الفقي إن الراحلين كانا حالة فريدة وخاصة في تاريخ النقد العربي المعاصر، حيث يعتبران امتداد لعميد الأدب العربي طه حسين واشتركا في عدة صفات أهمها الأستاذية فالراحلين كان لهما دورا كبيرا في تخريج كوادر النقد الأدبي في مصر والعالم العربي، كما كانا على إطلاع واسع وعميق بالمناهج والتيارات النقدية الحديثة، فضلًا على الذوق الأدبي الرفيع الذي أصقل بممارسة القراءة والنصوص الإبداعية.
وأضاف أن جابر عصفور وصلاح فضل مكملان لبعضهما فجابر كان مثقف نخبوي يهتم بالمنهج الفلسفي النقدي بينما صلاح فضل كان ناقدا شعبويا يهتم بتشريح الروايات والأعمال الأدبية، موضحًا أن الراحلين هما اللذان ربطا المصريين بالثقافة العربية معربا عن تخوفه من عدم وجود من يكمل مشوارها في هذا المضمار.
واختتم الفقي حديثه قائلًا: فقدت ساحة النقد الأدبي العربي عمودين راسخين، طالما قرأنا لهما وعنهما عبر السنين، وكليهما كانا شعلة تنوير بمفهوم ليبرالي عصري ونهج ديني معتدل، فبشرا بالحداثة في الفكر والأدب، وأخضعا النص الأدبي لمقتضيات العصر، ويكفي أن نتذكر أن صلاح فضل هو الذي صاغ وثائق الأزهر التي تمت برعاية إمامه الأكبر منذ سنوات.
ومن جانبه أشار الدكتور حسين الهنداوي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إلى أن الراحلين الكبيرين كان لهما دورا بارزا في تأصيل وترسيخ الهوية الثقافية العربية رغم انفتاحهما على الثقافات العالمية.
وأضاف الهنداوي: جابر عصفور من المؤمنين بالانفتاح الثقافي إلى أقصى مدى؛ رغم كونه مثقفا تراثيا بامتياز، فالبدايات الأولى له أكاديميا كانت رسالتي الماجستير والدكتوراه، حيث كانت من داخل الحقل التراثي وهما الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي ومفهوم الشعر: دراسة في التراث النقدي.
أما الدكتورة أماني فؤاد أستاذ النقد الأدبي الحديث بأكاديمية الفنون، أكدت أن الراحلين كانا حراس بوابة النقد الأدبي والحركة التنويرية في مصر العالم ولعلنا نذكر دورهما في تأسيس مجلة فصول التي قادت الحركة النقدية في مصر والوطن العربي.
وأضافت فؤاد: جابر عصفور كان مدافعا عن الثقافة الليبرالية وخاض معارك حامية الوطيس في مواجهة الظلاميين والمتشددين، بينما نجح صلاح فضل في تقديم أحدث الأفكار والنظريات الغربية، نظريا وتطبيقيا، ليسهل على الباحثين استيعابها وفهمها، وكان الراحل منفتحا على الثقافة الغربية كلها وخاصة الإسبانية، حيث حصل على الدكتوراه في مطلع حياته من جامعة مدريد، فجمع بين الثقافة الغربية والثقافة العربية كأزهري النشأة، ثم كأحد خريجي كلية دار العلوم، هذا الخليط الذي قلما يتكرر بين الأصالة والحداثة.
وفي نهاية الندوة أوصى المشاركون بضرورة تنظيم قمة ثقافية عربية لحماية الأجيال القادمة من التفكك والتشرذم، مؤكدين أن التعليم والثقافة هما مصدر توحيد الشعوب وسر تقدمها.