الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

نعم نستطيع

الأحد 29/يناير/2023 - 11:41 م

العلم أساس نهضة الشعوب، وتقدم الأمم، والشباب هم وقود نهضتها، يجب أن يمتلكوا العلم والمعرفة والتكنولوجيا، وتتوافر لهم البيئة الخصبة لزيادة قدراتهم واستغلال كفاتهم فى تحقيق التنمية.

يجب إطلاق الحرية للشباب للإبداع والابتكار، وتنمية مهاراتهم، ورعاية مواهبهم، وتذليل الصعوبات للوصول إلى أهدافهم، واستثمار شغفهم، وتشجيع البحث العلمي، وتجدد خطابنا الديني، ونبعد عن الأفكار الهدامة، فبناء الإنسان هو بناء لوطن ناهض في كل شيء.

الحاكم الذي يهتم بالعلم والعلماء، ويبني الإنسان يشيد أمة قوية، ناهضة، متقدمة.

كان رفاعة الطهطاوي فيلسوف عصر محمد علي، والعقل السياسي له، وصاحب مشروع نهضته في بناء مصر الحديثة.

والإمام محمد عبده فيلسوف الثورة العرابية، وعباس العقاد ارتبط بسعد زغلول ومستشاره، وطه حسين شكل ثنائي مع الزعيم مصطفى النحاس.

ولكننا اليوم ما زلنا نحارب الأمية، نحارب عدم الوعي والشائعات والأكاذيب والدجل، والأفكار الهدامة، فتهاوى المجتمع، وانحدر، وتنازل البعض التائه عن قيمه ومبادئه، وسقط في بئر الإسفاف، والسعي وراء تريند تافه، وبرامج غير هادفة، وأخبار صفراء.

 انشغلنا بكل التفاهات من الحديث، وازدحمت الفضائيات بما لا يفيد، والمواقع بكثير من الأخبار الصفراء، ما عدا قلة قليلة تعطينا الأمل في غد أفضل، وتنير لنا الطريق من خلال ما تقدمه بكل أمانة وشرف.

مصر الحضارة والتاريخ، فقد ترك لنا الأجداد إرثا عظيما نفتخر به، فماذا حل بنا؟

فى يوم كان لدينا عالم بحجم مصطفى مشرفة، سابق عصره، كان يرى أن العالم إذا فقد حريته اضمحل ومات، وأنه يجب أن يكون العلم في خدمة الشعب لا خدمة الحكومة، مشرفة عام 1948 قدم دراسة باستنباط الطاقة من الشمس وعندما عرض اقتراحه على الحكومة ابتسموا ساخرين وظنوا أن الرجل فقد عقله يريد أن تكون الشمس بديلا للبترول، وخسرنا وخسرت مصر بسبب ضحالة فكر أولى الأمر.

علينا أن نتذكر في عصر الرئيس عبد الناصر أننا عشنا تجربة الاشتراكية وما أسفرت عنه، فقد كان هو المفكر والفيلسوف والحاكم والقاضي، وفي عهد السادات كان الانفتاح وما أصاب الهيكل الاجتماعي في المجتمع من عطب، وعاش بجلباب العمدة أبًا للجميع ورب العائلة، ورجل الحرب والعبور، وختم طريقه بكامب ديفيد ليضيف لقبا جديدا لرجل الحرب والسلام، فلا نجحت اشتراكية عبد الناصر ولا أنصف الانفتاح السادات والمصريين.

وانتهينا مع مبارك بالخصخصة وضياع كل شيء، مع أنه ورث السادات، ورث منه الحرب وانتصار أكتوبر، وأصبح صاحب الضربة الجوية التي صنعت النصر، واستقل بالنصر عمن سواه، عشنا معه ثلاثين عاما في غرفة العناية المركزة في حالة من الشلل التام نغني لصاحب انتصار مسروق ودولة تائة.

عشنا في عصر مسخ رغم أنه مليء بكل القامات والكوادر والكفاءات الذين هاجروا بعيد عن ضوء سمائنا ليحطوا ترحالهم فى بلاد غريبة احتضنتهم ووفرت لهم ما بخلت عليه بلادهم فصاروا يشار إليهم بالبنان، ونتباهى من بعيد أن ذاك العالم وهذا الخبير وتلك الطبيبة والقائدة مصرية.

يجب أن نصحح الأخطاء، ونبتعد عن الجهلاء والفاسدين، فالجاهل مهما كانت فضيلته وحسن خلقه لا يضيف للمجتمع، إنما نحتاج العقول التي تمتلك العلم والمعرفة والاعتماد على الكفاءات الحقيقية لبناء النهضة.

 يجب أن نعطى للأحزاب السياسية الحرية لتعبر عن أفكارها وبرامجها والمناخ الذي يتيح لها التطور والاندماج مع المجتمع، والحرية لنسمع الرأي والرأي الآخر مهما كان الاختلاف، يجب أن تكون هناك نقطة التقاء لصالح الوطن والمواطنين، فالديمقراطية والحرية تصنع المستقبل.

عندما تم أول اجتماع لمصر تستطيع ليجمع فخرنا من أبناء المحروسة المغتربين، رأينا قامات مصرية تنير سماء بلدان أخرى، أحسست بالغضب والفخر، الغضب انهم بعيدا عنا ولم نستفيد بعلمهم وخبراتهم، والفخر انهم مصريون واننا نستطيع متى توافرت عوامل النجاح، ان نحلق بعيدا فى سماء التقدم ونصنع نهضتنا بأنفسنا وبأيد أبناء هذا الوطن.

لذا وجب الإشادة بفكرة مصر تستطيع، والبحث عن الطيور المهاجرة، فحنينهم للوطن أكبر، والوطن ينتظر منهم الكثير.

مصر غنية بسواعد أبنائها، وبخيراتها التي وهبها لها الله، وبموقعها وجغرافيتها، وحضارتها، وصفحات ناصعة بيضاء في التاريخ لقصص تروي عن أبنائها من فجر التاريخ إلى اليوم، نحن نستحق أن نكون في مكانتنا التي نستحقها، وبأيدي أبنائها سنرتقي. 

تابع مواقعنا