من الملك فاروق لـ دعاء الكروان.. أوبرج الفيوم شاهد تاريخي على العصر الملكي والسينما المصرية | صور
أنشأ الملك فاروق عام 1937 استراحة شتوية على ضفاف بحيرة قارون بالفيوم، لكي يشعر فيها بالراحة والاستجمام وممارسة هواية المفضلة "الصيد" التي كان يعشقها، بعيدًا عن بلاط الحكم، ولأن الملك فاروق كان عاشقا للفيوم وجمال الفيوم وطبيعتها وكان أيضا مغرما برياضة الصيد.
لجأ الملك فاروق إلي المهندس الإيطالي "ألبرت زنانيرى" لتشييد الاستراحة في وقت سريع علي الطراز الإيطالي الريفي وعرفت هذه الاستراحة الملكية باسم "أوبرج الفيوم".
ويقع الأوبرج على بعد نحو 70 كيلومتر جنوب غرب القاهرة وقد استخدم الملك فاروق ذلك المكان أيضا لإقامة الحفلات الملكية ولإستقبال النخب من أصدقائه ومن ضيوف مصر وقد شهد هذا المكان العريق العديد من اللقاءات.
أبرز الشخصيات التي زارت الأوبرچ
كان دائما يستقبل فاروق شخصيات تاريخية هامة وكان أشهرهم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق "وينستون تشرشل"، "الملك عبدالعزيز آل سعود " ملك السعودية الرئيس الأمريكي "روزفلت".
جناح الملك فاروق
ويضم «الأوبرج» 50 غرفة من بينها 3 أجنحة، أشهرها جناح الملك فاروق، الذي كان ينزل به أثناء الصيد وتحكي جدران هذا الجناح قصة الملك فاروق منذ أن كان طفلًا صغيرًا، حتى وصل للعرش من خلال الصور التي تم تعليقها على الجدران، كما وثقت الصور زواج الملك فاروق، وعلى السلم الخشبي الذي يربط غرفة الاستقبال بغرف النوم علقت صور للأسرة الملكية التي سبقت عهد الملك فاروق، هذا ولا تزال استراحة "أوبرج الفيوم" تحتفظ بالقاعات التي شيدها الملك فاروق وتحمل كل قاعة اسم إحدى الشخصيات المهمة والتي نزل بها، مثل القاعة الملكية وقاعة السفير وقاعة قارون وقاعة تشرشل.
تم تأميم أوبرچ الفيوم سنه 1952 واعتباره ضمن الممتلكات الملكية وقامت القيادة وقتهة بتسليمه لهيئة الآثار والسياحة ليتم تأجيره وتم تحويله إلى فندق، فأصبح يتردد عليه الجميع وتقام فيه حفلات الزفاف.
أوبرچ الفيوم شاهد على صناعة السينما
كان الأوبرچ أيضا مقصدا لصناع السينما والأفلام، فاختاره المخرج صلاح أبو سيف لتصوير المشاهد السياحية في فيلم "هذا هو الحب" وايضا فيلم دعاء الكروان لسيدة الشاشه العربيه "فاتن حمامه" وغيره العديد من أفلام الأبيض والأسود وفي السنوات الأخيرة أيضا صورت فيه مشاهد من فيلمي "مسجون ترانزيت" و"سفارى" وأيضا مسلسل "الريان".
ولا يزال "أوبرچ الفيوم" تفوح منه رائحة الماضي وعبق التاريخ ويستطيع اي زائر ان يستمتع بالأجواء الملكية داخل هذا المكان الساحر ويشعر اي زائر بمجرد وصوله بعبق التاريخ وسحر المكان.