اربح 100 دولار في الساعة من الإنترنت!

مع تصاعد الأزمات الاقتصادية عالميًا، تتوالى النصائح للاستثمار في أشياء كالذهب أو العقار وغيرها من الأصول وعدم الاحتفاظ بالأموال السائلة، ولكن ماذا يفعل من لا يمتلك أموال سائلة من الأساس؟ ماذا يجب عليّ فعله كشخص عادي أرغب في زيادة دخلي والحفاظ على مستوى معيشي مناسب؟.
الإجابة المختصرة هي: استثمر في قدراتك ومستقبلك المهني، فالإنترنت حاليًا أصبح وسيلة أساسية لكسب المال إما عبر القيام بأعمال عبر الإنترنت أو عن طريق اكتساب خبرات ومهارات في مختلف العلوم والمجالات من آلاف المصادر المفتوحة ومواقع التعليم المدفوعة والمجانية وغيرها من المنصات التي تتيح لأي شخص تطوير ذاته والحصول على فرصة أفضل للعمل سواء كان ذلك في صورة عمل دائم أو كعمل جزئي عبر الإنترنت يساهم في توفير مصدر دخل مساعد بجانب العمل الأساسي.
ولكي تحقق أفضل استفادة من التعلم عبر الإنترنت يجب عليك أولًا الانتباه لعده نصائح حتى لا يكون بحثك عن عمل إضافي بلا جدوى وحتى لا تقع ضحية لبعض المتاجرين برغبة البعض من كسب المال عن طريق الإنترنت.
أول وأهم نصيحة هي عدم التعامل بشكل جدي مع مقاطع الفيديو القصيرة المنتشرة على يوتيوب وإنستجرام وتيك توك وغيرها من المنصات والتي يكون عنوانها مشابها لعنوان هذا المقال، ففي الحقيقة لا يوجد طريقة لتحقيق ربح سريع وسهل وبدون مجهود والربح الوحيد من تلك المقاطع هو من نصيب الأشخاص الذين يعملون مثل هذه المقاطع عن طريق الربح من انتشار قنواتهم وحساباتهم.
فغالبية تلك المقاطع تحتوي على جزء من المعلومات الحقيقية مثل أسماء بعض مواقع تبادل الخدمات المستقلة Freelance أو على اقتراحات للقيام بأعمال التجارة عبر الإنترنت مثل خدمات الإحالة بالشحن Drop Shipping  والتسويق بالعمولة Affiliate Marketing ولكن ما لا يتم ذكره في تلك المقاطع الصغيرة هو التحديات التي تواجه الشخص الذي يبدأ في العمل عبر الإنترنت أو ما كيف يكون الشخص مؤهلا لتقديم خدمات مستقلة Freelance عبر الإنترنت من الأساس.
إن توجيه نصيحة صادقة لشخص ما يرغب في العمل عن طريق الإنترنت لا تكون عن طريق توجيهه مباشرة لسوق العمل بلا تدريب ولا إعداد ولا مهارة وإلا ستكون مثل وضع شخص لا يعرف مبادئ الصيد في وسط البحر والانتظار أن يؤدي الصيد الوفير والعودة سالمًا للشاطئ.
يجب أولًا وقبل كل شيء أن يختار الشخص مسارا محددا للعمل الذي يرغب في أن يكون محترفًا فيه عبر الإنترنت ومن ثم العمل على إثقال مهاراته والتعلم من مصادر موثوقة للحصول على الخبرة والمعلومات المحدثة والجديد في هذا المسار.
وهذه النقطة تنقلنا إلى النصيحة الثانية والتي لا تقل أهمية عن النصيحة الأولى، وهي عدم الالتفات للدورات المدفوعة من مصادر غير موثوقة خاصة التي يدعي أصحابها أنها توفر دورة تدريبية مكثفة بمبلغ مالي قدره مئات الدولارات أو لهؤلاء الذين يبيعون كتابا إلكترونيا يحتوي على نصيحة كيف تربح آلاف الدولارات من الإنترنت ويكون أيضًا سعر الكتاب عشرات أو مئات الدولارات لأنه يحتوي على خلاصة فكر ومجهود الشخص العبقري الذي ستتمكن فور قراءة كتابه من أن تصبح مليونيرًا في غضون شهور.
فمثل هذه الدورات والكتب تذكرني بالنكتة التي تقول إن شخصًا ما أصدر كتابا بعنوان "كيف تربح مليون دولار؟" وباعه على أحد المواقع بمبلغ 1 دولار، وعند شراء القراء للكتاب وجدوه مكتوبا فيه صفحة واحدة تقول: أصدرت هذا الكتاب ثم وضعت له عنوانا جذابا ثم بعته بسعر في متناول يد الجميع فاشتراه مليون شخص وبهذا ربحت مليون دولار ويذكرني أيضًا بالمثل المصري الشهير: "كان نفع نفسه".