الزواج بلا قاعدة
كثرت الأقاويل في الآونة الأخيرة، وتعددت الآراء حول دور المرأة والرجل في العلاقات وفي الزواج، والحقيقة أنني أشعر بالغرابة حقا عندما يفرض مجموعة من الناس آراءهم ويضعون قواعد بل ويشرعونها، وتصبح فرضا على ما يجب أن يفعله الطرفان وأقصد هنا الرجل والمرأة.
من وجهة نظري المتواضعة، أن الزواج ليس له قاعدة بمعنى أنه لا يستطيع أحد أن يضع قاعدة للمرأة عن كيفية التعامل مع زوجها والعكس، فما يثير الدهشة أن الله عز وجل لم يضع قاعدة حرفية للزواج فقد قال تعالى في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (21). صدق الله العظيم.
فقد وصى الله الرجل والمرأة بالرحمة والمودة، وهنا تتشكل المودة والرحمة بما يتناسب لكل زوجين فليس هناك قاعدة دينية مثلا تلزم المرأة على واجبات فرضها المجتمع وخلافها يصبح جريمة، أيضا ينطبق الموقف على الرجل فليس هناك قاعدة تلزم الرجل بقهر زوجته لان هذا فرض.
هنا يأتي الخطأ عندما تختلط الفروض التي وضعها المجتمع والفروض الدينية التي بسطت لنا كل شيء، ولكن نحن كبشر نريد الصعب، ونخلق دائما المصنفات المجتمعية التي تصبح فرضا وواجبا مع مرور الوقت، والتي تخلق المشكلات والتمرد.
نجد في هذه الفترة من الزمن هناك تمرد غير منطقي من النساء، ولكن بالعودة للسبب نجد أن المصنفات المجتمعية غير الإنسانية جعلت من المرأة محاربا لهذه المصنفات الظالمة، وجعلت الرجل يتعامل بعكس قناعاته ليثبت فقط للمجتمع أنه رجل، وهنا ليس بمعناها الحقيقي ولكن بمعناها الذي رسمه الزمن والعقول التي تحيط بنا.
هناك فلسفلة في كل شيء حتى العلاقات إلا العلاقة بين الزوج والزوجة فهي ليس لها فلسفة، لأن أساسها مودة ورحمة كما قال رب العالمين، فعندما نعود للأساس والفطرة نجد أن ميزان الحياة تم ضبطه وتعديله بعيدا عن مهاترات البشر.