ندوة تثقيفية بجناح الأزهر تبرز جهود الأزهر خلال ألف عام بمعرض الكتاب
استكمل جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب سلسلة "قراءة في كتاب"، بلقاء ثقافي جديد يتناول كتاب "الأزهر في ماضيه وحاضره.. صفحات من التاريخ، المنهج، الرسالة"، حاضر فيه مؤلف الكتاب الدكتورالحسيني حماد، مدرس التاريخ الحديث والمعاصر بكلية اللغة العربية بأسيوط.
قال الدكتور الحسيني حماد، مدرس التاريخ الحديث والمعاصر بكلية اللغة العربية بأسيوط، إنه إذا كان تاريخ الأمم مقرونا بالأحداث التي تعاصرها، فإن تاريخ القاهرة مقرون بإنشاء الجامع الأزهر، فأصبح منذ نشأته جزءا لا يتجزأ من تاريخ مصر والعالم الإسلامي، وانفرد بالزعامة العلمية في مصر والعالم عبر القرون، وحمل على عاتقه حفظ رسالة الإسلام ونشرها على مدار أكثر من ألف عام وأعاد بعث الحضارة الإسلامية من جديد، وأحيا لها تراثها، وحفظه من الاندثار.
نشر رسالة الإسلام بأسمى
وأضاف الدكتور حماد أن الأزهر قام بنشر رسالة الإسلام بأسمى معانيها وأصفى جواهرها وأشرف مقاصدها في شتى البقاع، وظل يجاهد من أجل رقي الآداب، وتقدم العلوم، وحماية اللغة، وأصبح الأزهر القلعة الشامخة التي حفظت للقرآن لغته، وللحديث مكانته، وللدين تعاليمه وللشريعة الإسلامية أحكامها، وللفقه أصوله وضوابطه، وللأمة الإسلامية تراثها الحضاري الفريد وأصالتها الفكرية الشامخة.
وأوضح مدرس التاريخ الحديث والمعاصر بكلية اللغة العربية بأسيوط، أن الأزهر ظل على مدار تاريخه - ولا يزال وسيظل بإذن الله – يفتح أبوابه للظامئين إلى العلم والمعرفة من العلماء والطلاب من داخل مصر وخارجها دون تمييز أو إقصاء، فازدان - إلى جانب العلماء المصريين - بكوكبة من العلماء من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، شدوا إليه رحالهم وتصدروا بعضا من حلقاته الدراسية، وأصبح يمثل القبلة العلمية لجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، حتى أصبح أنموذجا يحتذى به في الترابط العربي والإسلامي.
وبين الدكتور حماد أن إسهامات الأزهر تعددت وتنوعت أدواره شيئا فشيئا، فأصبح بجانب ريادته العلمية والثقافية منبغا للوطنية، وقلعة للدفاع عن القضايا العربية والقومية بل الإنسانية، وصار على مدار تاريخه يمثل برلمان الأمة، وكان علماؤه نوابها الذين لا يبتغون جاها، كما أنه في أروقته وحول أعمدته ظهرت الحركات التي طالبت بالحريات والحقوق العامة وناضلت في سبيل رفع المظالم وترسيخ قواعد العدل والسلام والتعايش مع الآخر في أمن وطمأنينة وألفة وإخاء، وفيها ولدت الثورات والانتفاضات التي واجهت السلطات والأحزاب الحاكمة الجائرة وحملات الاحتلال الغاشمة.
واختتم الدكتور حماد أنه بالرغم مما يحيط بالأزهر في وقتنا الحاضر من ظروف وتحديات دولية وإقليمية، وانتشار الجماعات الهدامة والمتطرفة، فإنه يواصل جهوده تحت قيادة شيخه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، بكل عزم وإخلاص وعلى المستويات العلمية والثقافية والاجتماعية والإنسانية كافة، وفي الدفاع عن الإسلام، والحوار والتواصل مع الآخر من أتباع الديانات السماوية والوضعية، والانفتاح على المؤسسات والمنظمات العلمية والدولية، ونشر السلام ونبذ العنف والتطرف ومقاومة قوى الشر والإرهاب، ونشر ثقافة الإسلام وأحكام شريعته السمحاء إلى العالم في صورتها الأصيلة الصحيحة الوسطية المعتدلة.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام السابع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 54 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.